الفلسفة و أسئلة الكورونا 19 المنسية

شفيق العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 6536 - 2020 / 4 / 13 - 23:53
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

الفلسفة و أسئلة كورونا 19 المنسية
لا شك ان الفلسفة ليست كما يروج لها العديد من الناس مجرد تأملات طوباوية فارغة أو تخيلات، كما أنها ليست أيضا مجرد طرح للأسئلة كما يعلمونها لتلاميذنا في المدارس، فطالما قدم الفلاسفة أجوبة لمشكلات عصرهم فكتاب الجمهورية عند أفلاطون يقدم نظرية و جوابا عن إشكالات المجتمع اليوناني آنذاك، و ديكارت أيضا في مقال في المنهج أو عن المنهج يقدم أجوبة لمشكلة إستخدام العقل، و كذلك فعل اسبينوزا على مستوى السياسي في كتاب اللاهوت و السياسة، و العديد من الأمثلة تؤكد هذا القول و في نفس الآن تفند النظرية التي تقول بأن الفلسفة فقط تكتفي بطرح الأسئلة. الفلسفة حقيقة شكل من أشكال الصراع الطبقي على المستوى النظري كما قال ألتوسير، لذلك فالفيلسوف إبن عصره و الفلاسفة لا ينبتون كالفطر من الارض كما أوضح ذلك ماركس بل هم عصارة عصرهم، و ما يميزهم في اعتقادي عن غيرهم فقط هو كونهم قادرين على صياغة مشكلات عصرهم صياغة فلسفية عميقة، أو قل النظر الى جوانب المشكلات المعاصرة من حيث لم ينظر الآخرون إليها، إضافة إلى المشكلات الوجودية الموروثة، ناهيك على أن للفيلسوف نسقا فلسفيا خاصا به، يستطيع عبره إعطاء رأيه في كل القضايا التي تطرح حاليا أو بالأحرى في كل المستجدات بٱعتبارها مشكلات تحل بالإنسانية سواء عامة كانت اي كونية أو خاصة بمنطقة جغرافية محددة. لذلك فالجائحة التي اجتاحت الكرة الأرضية اليوم تعيد إلى اذهاننا ما كتبه البير كامي في رواية الطاعون و طرح عبرها المشكلات او بالاحرى الإشكالات الوجودية عن الموت و المصير رغم ان الرواية تتحدث عن مدينة وهران الجزائرية، إلا أنها تحاول استحضار كل الأمكنة التي اجتاحها الطاعون، الأمر يتكرر هذه المرة بسبب الكورونا 19 التي تعيد طرح الأسئلة الفلسفية الأكثر عمقاء و في نفس الآن نسيانا، من قبيل هل بلغ الجنس البشرى مداه على مستوى وجوده على هذه الأرض؟ هل القيم الأخلاقيه التي صباعها الإنسان منذ القدم لازالت صالحة لتستوعب تغيرات العصر؟ هل استنفذ الانسان دورته البيولوجية على هذه الأرض؟ و آن له الآوان لينقرض أو يتطور إلى كائن اخر؟ قد تبدو الأسئلة صادمة لكنها مشروعة على مستوى التطارح، بعيدا عن ما يتناولها بعض المدعين التفلسف زورا و بهتانا.
ذ.شفيق العبودي

#شفيق_العبودي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات