أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا















المزيد.....

اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 28 - 2002 / 1 / 6 - 15:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




في شريط لم يُتوقع بثه يعترف اسامة بن لادن بمسؤوليته عن تفجير المباني في امريكا التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الابرياء، دون ان يبدي اسفا على مقتلهم، بل يرفع آيات الحمد لله على نجاح العملية الوحشية؛ المفارقة ان الشريط عُرض في وقت كان فيه مقاتلو طالبان يعودون الى قبائلهم، بعد ان خسروا السلطة في اقل من شهر من القتال. وتبين ان مبدأ السلطة هو الذي قادهم ووحّدهم وليس العقيدة الاسلامية والايمان بالجهاد، كما حاول اتباع بن لادن ان يثبتوا.

سامية ناصر خطيب

في 13/12 اليوم الذي بثت فيه وسائل الاعلام شريط اعتراف بن لادن بالوقوف وراء التفجيرات في نيويورك، وقف العالم العربي مذهولا. لقد كان حتى موعد بث الشريط مؤمنا ان بن لادن لم يفعلها، لا يمكن ان يفعلها. وفي حين يجمِع العالم كله على ان قتل المدنيين امر محرم في الاعراف والقوانين والانسانية، الا ان بن لادن ينقل النبأ لرفاقه وعلامات الرضا والبِشر وهدوء غير مفهوم تعلو محيّاه. الشكر لله وتبادل التهاني مع اصدقائه هو كل ما يجد ليقوله بعد الدماء الكثيرة التي اراقها ليس لسبب الا "لانهم امريكان كفرة".
وبدا بن لادن مسرورا معتدا بنفسه عندما قال ان النجاح فاق توقعاته، فهو لم يتوقع الا انهيار اربعة طوابق في افضل الاحوال! ولكن الانهيار، و"الحمد لله"، طال كل البرجين. تبريره للعملية كما يقول: "انني أُمرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا ان لا اله الا الله ومحمد رسول الله". الجمع السعيد من حوله يبشره ان المئات بعد العملية سينضمون لتنظيمه.

اعتراف متأخر

في شريط الاعتراف الاول تجلس مجموعة صغيرة من الشيوخ، عاقدين عزمهم على اعلان الحرب على الدولة العظمى امريكا دون ان يكونوا مستعدين في الواقع لتحمل النتائج او حتى تبني هذه الحرب، الامر الذي جعل العالم مشدوها ومربَكا. ومما يوحي به الشريط فاننا امام تنظيم لا علاقة له بزماننا، فهو لا يريد اعادتنا لعهد الخلافة فحسب، بل يبدو انه نفسه ما زال يعيش ذلك العصر ولم يخرج منه البتة ليرى كيف يسير العالم اليوم.
لقد وصل الوهم بهؤلاء الى درجة ان بن لادن اعاد حديث ابي الحسن المصري، وهو احد اتباعه، الذي وجه للامريكان رسالة في مقابلة لقناة الجزيرة مفادها: اذا كنتم ابطالا بالفعل فهيا الى ارض المعركة وسنرى لمن سيكون الفوز. واضاف بن لادن انه رأى في منامه مباراة لكرة القدم بين تنظيم القاعدة والامريكان، ورأى كيف تحول المجاهدون الى طيارين، واشار الى "ان اللعبة استمرت حتى هزمناهم وهذه اشارة لنتائج طيبة".
ولكن، هل كانت هذه هي النتيجة حقا؟ ان المفارقة ان شريط "الانتصار" عُرض بعد ان كانت الامارة الاسلامية في افغانستان قد دُحرت في اقل من شهر، وخرج مقاتلو طالبان من جحورهم جارّين اذيال الهزيمة مسلّمين انفسهم لتحالف الشمال. وسرعان ما عادوا لانتماءاتهم القبلية البشتونية، ووجّهوا بنادقهم ضد الافغان العرب، اخوة الامس، واثبتوا بذلك ان الاسلام بالنسبة لهم ليس امة واحدة لا فضل فيها لعربي على عجمي الا بالتقوى.
والحقيقة ان الخلافة الاسلامية في افغانستان كانت مؤسسة على قبائل البشتون ضد القبائل الاخرى المسلمة، حتى اذا ما انتهت الحرب عاد كل الى قبيلته بعد ان خسر السلطة لينتظر اوامر بالخروج لحرب اهلية جديدة، وهلم جرا. ان مبدأ السلطة والسيطرة هو الذي وحّد عناصر طالبان والافغان العرب، وليس العقيدة الاسلامية والايمان بالجهاد كما حاول اتباع بن لادن ان يثبتوا.

عذر اقبح من ذنب

يبدو ان تهرب العالم العربي من مواجهة الحقيقة اقلقت بن لادن الذي اضطر للبرهنة على انه المسؤول عن العمليات. فقد اصدر شريطا اضافيا يؤكد مسؤوليته عن الاحداث. وليس هذا فحسب، بل كرر اشادته ب"الضربات المباركة"، ودعا مؤيديه لضرب الاقتصاد الامريكي بكل الوسائل. في الشريط الذي بثّته قناة الجزيرة في 27/12، أوضح بن لادن ان الاحداث كانت رد فعل على ما يجري في فلسطين والعراق وانحاء اخرى من العالم الاسلامي. واضاف ان تسعة عشر من طلاب الثانويات هزّوا عرش امريكا وضربوا الاقتصاد الامريكي في صميم فؤاده، وضربوا اكبر قوة عسكرية في عمق قلبها. وكشف بن لادن ان منفّذي الهجمات هم 15 سعودياً واثنان من الامارات واللبناني زياد الجراح والمصري محمد عطا.
السؤال ما الذي دفع ببن لادن للاعتراف؟ قبل الاجابة يمكننا ان نلاحظ ان الشريط الثاني انقسم الى قسمين: الاول تضمن تراجعا سياسيا عن مهاجمة دول الخليج والوجود الامريكي فيها، والمتاجرة بدل ذلك بالقضية الفلسطينية من خلال التركيز على الاعتداءات الاسرائيلية وقتل الاطفال الفلسطينيين. وفي هذا نذكّر بان قياديين بارزين في المقاومة الفلسطينية والاسلامية، ومنهم رمضان شلح زعيم حركة الجهاد الاسلامي، سارعوا بعد هجمات ايلول لنفض اية صلة لهم ببن لادن.
اما القسم الثاني، وهو الاهم والذي يفسر الحاجة للاعتراف بالمسؤولية عن الاحداث، فمخصص لتبرير العمليات الانتحارية. في هذا القسم يوجّه بن لادن حديثه للشباب المسلمين بهدف شدّ عزائمهم بعد هزيمة طالبان. الهدف هو اقناعهم بالادلة والآيات القرآنية ان هجمات ايلول ليست اجراما كما تم تصويرها وانما هي "ارهاب محمود"، بينما ما تفعله امريكا من ممارسات وحشية في افغانستان هي "ارهاب مذموم"، على حد تعبيره في الشريط. واكد ان الشباب السعوديين قد نالوا الشهادة حقا وانهم النموذج الذي يُقتدى به.
ما دفع بن لادن للخروج من مخبئه رغم الخطر المحيق به، هو خشيته ان تسبّب هزيمة طالبان تراجعا في صفوف الشباب المؤمنين به، والذين قد يبدون ترددا في ظل غياب القيادة وعدم تحملها مسؤولية ما فعلت، الامر الذي يهدد بالقضاء على النهج الذي بذل حياته في سبيله.

والعرب مصرّون على الانكار

لقد حاول العالم العربي من خلال اعلامه نفي اية علاقة بين الاسلام وبين احداث نيويورك، ولم ينشر أي من وسائل الاعلام العربية نص كلام بن لادن في الشريط، وحاول بعض القنوات، هدرا، التشكيك في مصداقية الشريط الاول عند صدوره.
ان دور العالم العربي الكف عن التشكيك ومواجهة الحقيقة المُرّة، وتوجيه الاسئلة القاسية لانظمة مثل السعودية والامارات وباكستان عن دورها في دعم القاعدة وحكومة طالبان. وعليه ايضا ان يعيد النظر في جهاز إعلامه، وخاصة "الجزيرة" التي صوّرت بن لادن كمكمّل للفتوحات الاسلامية ومنقذ للشعوب العربية والاسلامية من الخذلان والتبعية لاسرائيل وامريكا.
بداية مواجهة مع الظاهرة غير العقلانية التي يمثلها بن لادن، ينقلها الكاتب داود الشريان في زاوية "اضعف الايمان" في صحيفة "الحياة" اللندنية (14/12)، اذ يقول: "ليت امريكا استمرت على خوفها من عرض الشريط القذر،… ليت اميركا رحمتنا من مشاهدة هذا النزق والجنون والهمجية، ليتها قتلت الآلاف منا ولم تشوّه صورتنا بهذا الشريط اللعين الذي قتلنا الف مرة".

بن لادن ليس البديل

الحرب على افغانستان كشفت النقاب عن مدى كراهية الشعب الافغاني لتنظيم القاعدة والافغان العرب، اولئك الذين هبوا لدعم هذا الشعب في الجهاد ضد الاتحاد السوفييتي، ثم لم يتركوا في البلاد سوى المزيد من التخلف والارهاب ضد النساء والاطفال، مدفوعين بايديولوجية غيبية بعيدة كل البعد عن الواقع. فهل هذا هو المصير الذي يريده العالم العربي لنفسه، عندما يهتف باسم بن لادن ويرفع صوره في المظاهرات، وهل هذا ما تريده الجماهير العربية في اسرائيل عندما يعلن 70 منها دعمهم لبن لادن؟!
لا يجب الانبهار بقدرة بن لادن وطالبان على السيطرة على افغانستان، فما كان هذا ممكنا لو لم يكن البلد متخلفا بسبب تناحر القبائل المستمر على السلطة. وما كان هذا ممكنا لو انه لم يخدم مصالح لدول اخرى، اهمها السعودية وباكستان. والاهم ان هذا ما كان ممكنا لولا الدعم الذي وفرته الولايات المتحدة نفسها لجماعة طالبان.
بن لادن شحذ فكره وتوصل الى ان الكراهية التي تكنّها الجماهير العربية لامريكا ولاسرائيل، لا بد ان تترجم الى فرحة ودعم له ولتنظيمه على العملية التي نفذها، وذهب للاعتقاد بان هذا الدعم سيترجم الى جهاد في كل المواقع ضد الانظمة العربية التي تقف مع امريكا. لو كان بن لادن عقلانيا، ولم يعتمد على احلام لا قوة تدعمها سوى العقيدة، لتوقع النتائج الوخيمة التي جرّتها العملية على الشعوب العربية والاسلامية.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة فلسطينية ورقة توت للسعودية


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا