أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - الي الاستاذ عامر الامير و كل من يهمه الامر: مازال إسمه يسوع لأنه يُخلّص شعبه من خطاياهم















المزيد.....

الي الاستاذ عامر الامير و كل من يهمه الامر: مازال إسمه يسوع لأنه يُخلّص شعبه من خطاياهم


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 13:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يسوع الناصرى مازال يُضطَهد و يُطارد حتي بعد صلبه و موته و قيامته بألفي عام . فان تعاليمه و حياته الكاملة النقية و محبته للانسانية جمعاء تُقدّم تحديا لكل فلسفة و قيم إجتماعية بشرية و دينية مهما كان مستواها الفكرى و القيَم التى تُروّج لها .... و الحياة النقية التى دَعى اليها يسوع تُقدّم تحديا أخلاقيا للفكر البشرى المنغمس في ملذات إمتاع الذات و ظلمات و دهاليز مبررات السلوك المتمسك بفكر الالحاد و الجرى و راء مظاهر الوجود و الكون ليجد في غوامضها ما يبرر تحرره من المطالب الادبية لتسامى النفس البشرية كما غرسها في الضمير الانسانى ذلك الخالق و المهندس الاعظم للكون.
فلقد أتى يسوع الي هذا العالم بعمل الهى ففى أصل وجوده الازلى قد كان هو الصورة الاصلية التي علي شاكلتها و نمطها أوجد موجد هذا الكون الانسان من التراب من العدم. لأن يسوع هو الكمال التام و القانون و الشريعة و هو الجوهر و الصورة التى تُرى لمن لا يُرى و مع ذلك لم يأت ليملك و يتملّك و يفرض السيادة و المهابة على البشر.
فرغم أنه لم يكن شخصا عاديا و لم يكن مجرد نبيا فلم يكن هدفه إرجاع الناس الى شريعة الله و أن يفرض عليهم إتّباع قوانينه و وصاياه ... ففى أيامه كان البشر في كل العالم المعروف آن ذاك قد تخطوا كل الخطوط الحمراء و تجاوزوا كل الحدود و المحظورات و تسابقوا في إختراع الشر و العنف و القسوة و القتل و الاغتصاب و فشل الانبياء و الرسل و العلماء و الفلاسفة و الحكام و العقلانيون في الحد من طوفان الطغيان البشرى في الشر و الانحطاط الاخلاقى و العيشة البهيمية و تجاوزت التصورات البشرية كل الحدود في إختراع المعبودات و الالهة و مزجوا خيالاتهم بثقافات أساطير الهند و أسرار مصر و فلسفات اليونان و شعوذة غابات إفريقيا و أسحارجبال شمال أوروبا.
و عرف يسوع أنه قد ضاع من البشر القدرة على الخضوع و فارقتهم القوة على الطاعة و انعدمت منهم الطاقة على عمل الصلاح فلم يبق أمام هذا الانهيار التام الا أن يلقى الانسان مصيره المحتوم الذي كتبه بيديه و هو الدمار الكامل و الفناء الابدى بانفصال تام عن مُبدِعَه و موجِدَه و بارئ وجوده علي كوكب الارض. فلقد أفسد الانسان ذاته و أفسد معها الخليقة كلها التى خُلِقَت من أجله لكي يحفظها و يسود عليها فكتب الانسان بنفسه نهاية مؤلمة لحياته بعيدا عن خالقه
لذلك فقد أسس يسوع الناصري بأعماله و حياته الكاملة المثالية و موته و قيامته التى قدّمها للبشرية جمعاء بُرهانا على الحب الالهى الذى للاسف يرفضه البشر و لا يقبلوه فقدّم يسوع بموته و بحياته إنجيلا أى بشرى و خبرا سعيدا لكل العالم كل من يقبله للحياة الابدية.
و على مر العصور هاجم الكثيرون يسوع و إنجيله و لأنهم لم يجدوا في سلوكه و سيرة حياته عِلّة و احدة تؤخذ عليه و تقلل من شأن كماله التام فراح البعض يُركّز هجومه على أنه كانت ليسوع طبيعة إلاهية لا يمكن لبشر أن يعيش مثالها و بناء عليه يجب أن نتركه و شأنه إلاها فى السماء و البعض الاخر راح يبحث عن طريق يقلل فيه من شأن يسوع فاخترع عنه الحكايات و أنه كواحد منا يحب إمرأة و يمارس الجنس و يتزوج و ينجب فهو مجرد بشر عادى و واحد من البلايين في هذا العالم فلنتركه و نبحث عن آخر.
و البعض ذهب ليشكك في طبيعة يسوع و قدومه الى العالم فلجأ الى قصص الخيال و وصف أمه و خالته أنهما من راهبات الزنى في المعابد الوثنية حملتا سفاحا ثم خرجتا الينا لتوهمانا أنهما قد حملتا قُدسيّا بروح من الله و الغرض هو وصم يسوع ذلك المعلم النقى الذي لم توجد في سيرته و لا كلماته هفوة و لا زلة لسان و لم توجد فى أعماله إلا العطاء و الشفاء و الحب و النقاء فذهب هؤلاء يلطخون أمه و عائلته في أدق أسرارهم و إتّبعوا ظلام عقولهم فى خرافات كي يطمسوا الحقيقة الناصعة كالشمس بل و أفضل لمعانا منها و هى أن يسوع كان في كل حياته أعظم إنسان لامست قدماه هذه الارض التى يحاول فلاسفة الظلام إخماد نور الحق في عقل كل مَن يستطيعون الوصول اليه من البشر الذين يعيشون عليها.
و هكذا دخل المستر براون بشفرة دافينشى القصة الخرافية التى هى من باب ما يسمي في لغة الفن و الادب بالخيال العلمى دخل الي عقول الملايين عن طريق نظرية المؤامرة الكاثوليكية التى اتهم فيها الكنيسة باخفاء سر خطير و هو زواج يسوع من مريم المجدلية و سارة الابنة نتاج هذا الزواج و هروبها الى أوروبا و مغامرات فرسان المائدة المستديرة و التمبلارز و باقى الاساطير فركّز الملاين أفكارهم على شخصية خرافية نزعها مستر براون من شخصية مريم المجدلية الحقيقية و هى إمرأة عادية ضمن آلاف ممن شفاهم يسوع كان هو قد حررها من آلآم و أمراض كانت تعانى منها فركّز أفكار الملايين عليها و على أسطورة الابنة السرية و على ما سماه بكذب و خداع الكنيسة الكاثوليكية أما يسوع فلنتركه في حاله بعيدا و لنُركّز معا على الاسرار و الغموض و المغامرات و أساطير المؤامرات.
لقد نسى العديد النظرية القائلة إن ما بُنى علي باطل فهو باطل فراحوا يكيلون و يقذفون قاذورات أفكارهم علي كل من هو حول يسوع من عائلته و تلاميذه و أتباعه لكن يسوع بقى شامخا متعاليا لانه أسس كلامه على نقاوة حياته و أبلغ دعوته لانجيله بايجابية أعماله التى لم يجرؤ انسان على أن يناقض لا كلمة و لا حرف و لا حركة و لا ساكنة منها الى يومنا هذا و بقى تلاميذه الذين شهدوا لحياته و أعماله و كلماته و صلبه و موته و دفنه و قيامته و انطلاقه الى السماوات بقوا صامدين أمام العالم و ختموا كلّهم شهادتهم بدمائهم التى بذلوها في مختلف بقاع الارض التى انطلقوا اليها ليذيعوا إنجيل محبة الله للبشر فجازاهم البشر بسفك دمائهم بابشع الطرق و التنكيل أحيانا.
و الان راحت المعاول البشرية الحانقة على يسوع تهدم ما تراه من إيمان به في قلوب البشر الذين قبلوا يسوع ربا و مسيحا مخلصا و روحا كامنا محييا فى كل قلب يقبله و تكاتل على يسوع كل الحانقون على أخلاقياته و تعاليمه و تضحياته و مثاليته المطلقة الكل يريد هدمه و تحطيمه و النيل منه و تحويله الى مجرد شخص أسطورى لا وجود له.
و كانت أسطورة و رواية شفرة دافينشى فرصة ليخرج علينا دعاة ظلام الفكر المخالف لكل منطق و كل عقل يسعي و يطلب الحق و ها هو الاستاذ عامر الامير يخرج علينا مهللا لكتاب و رواية شفرة دافينشى و كأنها الحق الحقيق و الصدق الصديق و يتجاهل الحلقة أو المؤتمر الصحفى الذي عقده مخرج الفيلم و الفنيون العاملون معه و الممثلون المشتركون فى التمثيل (وقد أذيعت هذه الحلقة ليس على الفضائيات الاجنبية فقط بل و العربية أيضا) ليقولوا للجمهور علانية أنه مجرد عمل فنى من باب قصص الخيال الاسطورى قصدوا به فقط التسلية لمحبى فن السينما و الخيال و طلبوا أن كل من يعتقد أن الفيلم يسئ اليه الا يشاهده و أصر الجميع على إنهم يقدمون عملا فنيا بحتا لا يمت للحقيقة و لا للدين و لا للتاريخ بصلة.
لكن لابد من تلطيخ يسوع الذى بذل نفسه لاجل الجميع بما فيهم كل من كرهوه فجمع عليه الاستاذ عامر الامير أسماء يسبقها لقب دكتور مثل سيار الجميل و سيد القمنى و كاتب عراقي آخر لا يذكر الاستاذ عامر إسمه جمعهم كلهم على يسوع لينهش الجميع فى حقيقة وجوده و نقاء حياته و تضحية دمه الذى بذله لاجل البشرية جمعاء. فلما لم يدركه هؤلاء تحولوا و جعلوا منه أسطورة لا وجود له في التاريخ البشرى و خرافة خيالية و نسوا إن ملايين البشر قبل قسطنطين و قبل الكنيسة الكاثوليكية و قبل آريوس و أثانثسيوس و مجمع نيقية ملايين بما فيهم كل تلاميذ يسوع الذين عايشوه و عاينوه قد قدموا حياتهم و عُذّبوا و قُتلوا نتيجة للشهادة التى حملوها عن يسوع و حياته و موته و قوة قيامته و عمل روحه في تغيير حياتهم و إنتشالهم من الضياع و من الظلام الفكرى و الروحى.
و الى اليوم رغم أنف دان براون و شفرة دافينشى و عامر الامير و شلة الدكاترة الذين جمعهم على يسوع سيبقى يسوع هو هو أمسا و اليوم و الى الابد إسمه يسوع لانه يخلّص شعبه من خطاياهم.



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام بين الكتاب و السيف .... حوار الطرشان بين نهرو و قلاد ...
- مصر تتحدث عن نفسها........ فماذا ستقول الآن من بعد أم كلثوم
- بين الدين و السياسة... عبادة الله و المسيح عيسي ابن مريم في ...
- هدية الحكومة المصرية الي عُمّال مصر في عيدهم .... و نصيحة لو ...
- الجنرال جون أبي زيد ... ماذا يفعل في مصر؟ !!! صباح الخير يا ...
- إيران ستضرب إسرائيل بالقنبلة الذرية
- ولدي .... من الموت الي الحياة
- إضطهاد الاقباط في مصر و مسؤلية الكنيسة .... الدين هو الحل
- الامم المتحدة .... المأزق الذي وقع فيه اقباط المهجر... أبشر ...
- ثلاثي مصر المرح ... الحزب الوطني ... الإخوان المسلمون ... ال ...
- النساء بين الإلهة المعبودة و الذليلة المحتقرة ... و فتّش عن ...
- سر الكارثة ... كمبيوتر العبّارة المصرية المنكوبة كانت ماركته ...
- الصليب بين الخشب و الحديد ... الفخ الغير مسيحي الذي وقع فيه ...
- الفخ العربي الذي وقع فيه أقباط مصر
- الطريق نحو إصلاح الدولة و إرساء ديموقراطية الحكم في مصر المح ...
- الدولة المصرية من الواقع الي المستقبل
- اقباط المهجر لم يستفيدوا شيئا من المهجر ...... لماذا ؟
- الاقباط المسيحيون ليسوا كفارا و لا مشركين و عقيدتهم اسلامية ...
- رسالة مفتوحة الي مؤتمر اقباط المهجر
- الحقيقة المرّة التي كشفتها انتخابات مصر الحرة


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - الي الاستاذ عامر الامير و كل من يهمه الامر: مازال إسمه يسوع لأنه يُخلّص شعبه من خطاياهم