زواج المُتعة بين الصين وأيران في زمن انتشار فيروس كورونا ؟

نافع شابو

الحوار المتمدن-العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 23:55
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

سلّطت صحيفة شهروند الإيرانية -في تقرير لها- الضوء على انتشار ما يطلق عليه "زواج المتعة" بشكل كبير في إيران، خاصة بين أوساط المراهقين والشباب.
وأكدت الإحصائيات التي أجريت لهذا التقرير حول انتشار زواج المتعة، أن 84% من الشباب الإيراني جربوا .زواج المتعة في إيران
لكن ليس هذا موضوع هذا المقال ، فهناك نوع اخر من زواج المتعة وهو زواج المتعة "السياسي" تتبعه الثورة ألأسلامية وفق ألأيدولوجية لشريعة التقية لنظام الملالي في ايران .
طالما تساءل الكثيرون عن سر التفشي السريع لفيروس كورونا في إيران قياسا بالوقت القصير لاكتشاف الفايروس في مدينة ووهان الصينية، وعن سر كون مدينة (قم) المقدسة لدى الشيعة مركزا لانطلاق الفيروس ولإصابة نخبة القيادة الإيرانية به
الباحث الأمريكي من أصل إيراني في معهد واشنطن مهدي خلجي، والذي سبق له
ان درس اللاهوت والفقه الشيعي في مدينة (قم) يقدم لنا إجابات وافية عن كل هذه التساؤلات.. في مقال له نشره أخيرا وتناول دور رجال الدين في نشر فيروس كورونا في إيران.
ويلاحظ الباحث في المقال الذي نشر في (عربي بوست)، أن انتشار كورونا لم يكن في العاصمة الكبيرة والمكتظة بالسكان (طهران) وإنما في مدينة (قم) التي تقع وسط الصحراء والتي يصفها بأنها "غير جذابة بسبب بيئتها المتشددة" لكن الكاتب يكشف أن الشيعة جعلوا لقم هالة أسطورية تفيد بأنها محصنة ضد الأوبئة بسبب "المناعة الإلهية" وأنها مثلها مثل مكة والمدينة المنورة، وهذا ما جعل حتى خامنئي يعارض إجراءات الحجر الصحي في المدينة، داعيا للصلاة في حرم فاطمة المعصومة للاستشفاء مما تسبب بالكارثة الصحية في النهاية
مكانة قم بصفتها العاصمة الإيديولوجية للثورة الإسلامية قد ساهمت في جعلها مركز انتقال العدوى إلى سائر المناطق الإيرانية وسبع دول أخرى على الأقل. إن القرارات غير المسؤولة بشكل خطير التي اتخذتها السلطات بشأن التدابير الوقائية في قم توفّر نافذة إلى توجه النظام نحو تصديق الأساطير من الناحية الدينية. وقد عارض كل من المرشد الأعلى علي خامنئي والمؤسسة الدينية التي يديرها التوصيات الطبية التي قدمتها لهما وزارة الصحة، بما فيها دعوات لإقامة محاجر صحية في قم. ويميلان إلى تبرير مقاومتهما بالإشادة بالمناعة الإلهية للمدينة، حتى أنهما ذهبا إلى حدّ تشجيع الناس على زيارة حرم فاطمة المعصومة المحلي والصلاة لشفاء المرضى بأعجوبة. وعندما أصرّ مسؤولو الصحة على فرض حجر صحي على الحرم نفسه، انضم محمد سعيدي – متولي عتبة السيدة فاطمة وأبرز ممثل ديني لخامنئي في قم – إلى السلطات الدينية الأخرى في رفض القرار، مما أدى إلى تأخير كبير في تطبيق التدابير الوقائية الضرورية للغاية". 
السبب الآخر الذي جعل (قم) بؤرة لانتشار فيروس (كورونا) هو الحملات التبشيرية التي تسعى السلطات الدينية الإيرانية من خلالها لاستغلال اضطهاد المسلمين الصينيين ودعوتهم للدراسة والتشيع في جامعات قم الدينية
"تزعم مصادر إسلامية أن عدد المسلمين في الصين يناهز 40 مليون شخص، نحو أربعة ملايين منهم من الشيعة (معظمهم من الإسماعيليين أو الاثني عشر). ويتركز القسم الأكبر منهم في المنطقة الشرقية من سنجان (شينجيانغ) التي تضمّ شريحة سكانية كبيرة من الإيغور. ولطالما عانى الكثير من المسلمين الصينيين من القمع المنهجي والاضطهاد والتمييز وحتى الإقصاء من قبل الدولة الصينية. غير أن إيران ودول أخرى ذات أغلبية مسلمة ترفض عموماً انتقاد بكين علناً على ارتكاب مثل هذه المجازر أو تقديم دعمها السياسي للضحايا، وتمنح عوضاً عن ذلك الأولوية لعلاقتها مع الحكومة على المبادرات الإسلامية.
يذكر أخيرا عضو البرلمان الإيراني عبد الكريم حسين زادة، كان قد دعى في الخامس من آذار/ مارس الجاري، إلى فرض حجر صحي فوري على مدينة قم، بسبب تدهور الأوضاع وتكدس الجثث في شوارعها جراء فيروس كورونا المستجد محذرا  من أن عدم عزل قم وكذلك مدينة رشت، سيجعل من إيران الدولة الأولى من حيث عدد ضحايا كورونا، في العالم.
وقد صرّح المتحدّث باسم وزارة الصحة ألأيراني بأنَّ ألأرقام الصادرة من الحكومة الصينية كانت بمثابة "مزاحا مؤلما " للعالم . مضيفا أنَّ البلدان التي تفشَّى فيها الوباء ظنَّت أنّه أخف من ألأنفلونزا بحسب تصريحات الصين ، إلا أنَّ الأمر لم يكن كذلك . وبالطبع تصريحات وزارة الصحة ألأيرانية وأطباء اخرين كثيرين حذّرو ايران من فتح المطارات للرحلات الى الصين من قبل الحكومة ألأيرانية ، ولكن مثل ذلك هو ضدّ حليف لايرضى بها نظام الملالي في طهران . لذلك سارعت وزارة الخارجية ألأيرانية الى لملمة ألأمور ،حيث كتب المتحدِّث باسمها ، عباس موسوي على التويتر بأنَّ إيران تبقى ممتنّة للصين –حكومة وشعبا- من دون أن يغفل ألأشارة الى أنّ الصين قدّمت للعالم
.مساعدات سخيّة
ولكن هذا الزعم يناقض الحقيقة في ان الصين ،بؤرة انتشار فايروس الكرونا المستجد ، وهي مسؤولة عن جانب كبير من الخسارة البشرية والمادية التي لحقت بدول العالم جراء الجائحة . وقد وجِّهت الى الحكومة الشيوعية انتقادات دولية تُحمِّل الصين مسؤولية تفشي الفيروس:
هذا هو صحوى لهجوم جديد شنّتهُ لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني ضد الصين .حيث أعتبر رئيس اللجنة توم هوزندا الصين بأنَّها تلاعبت بمعلومات أساسية حول انتشار الفيروس بهدف حماية نظامها(الشيوعي الدكتاتوري) ، وذلك بدلا من أن تساعد الدول الأخرى على تجهيز نفسها لمواجهة الفيروس .
كذلك قامت الصين مع روسيا وإيران بنشر أخبار كاذبة حول الوفيات ، مما تسبب في تظليل بقية دول العالم وعرقلة جهودها في مكافحة الوباء . وذهبت مؤسّسة ألأبحاث البريطاني ، أبعد من ذلك، لتدعو الى مقاضاة الصين دوليا ، بموجب القانون الدولي ، بتهمة أنّها كانت السبب في تفشي الفيروس . وذكرت المؤسّسة في تقرير أنَّ على بكين أن تدفع تعويضات مالية للدول المجموعة السبعة الكبرى لاتقل علن 6.5 ترليون دولار لكي تنفقها لدعم اقتصادها المتضرر وتعويض مواطنيها عن الخسائر التي لحقت بهم .
أمّا الولايات المتحدة فهي اول من حمّل الصين مسؤولية تفشّي فيروس كرونا -سواء في تصريحات ترامب او وزير خارجيتها بومبيّو وغيرهم من المسؤولين ألأميريكيين – الذين اشاروا في اكثر من مناسبة الى أن ألأطباء المعنيين في الصين انفسهم تمَّ إسكاتهم او عزلهم من أجل كتم الحقيقة عن الشعب الصيني وعن العالم . وقد اخرَّ هذا ألأجراء للحكومة الصينية ظهور ألأخبار حول هذا الوباء لأكثر من شهرين ،أواخر العام الماضي . وبالتالي ،لو أنَّ هذه الشهرين قد أُتيحا من البداية أمام العالم لكان من ألأسهل بكثير وقف انتشار الفيروس
يعلق السياسي العراقي ألأستاذ انتفاض قنبر على هذه المفارقة وهذا النفاق لملالي طهران واستخدامهم التقية المشرّعةعند الشيعة فيقول:
" قضية ايران مع الصين ، هي انّ ايران تشتغل كسمسار للصين . وتعتقد انَّ الصين ستستطيع ان تُقارع امريكا . والعجيب في هذا التصرف الأيراني ، وهي الدولة ألأسلامية التي تعتبر نفسها حامية للمسلمين، أنَّ أكبر بلد في العالم اليوم ، بل في التاريخ إضطهدت المسلمين ، هي الصين الحالية .فطائفة اليغور الصينية المسلمة ، يعاني عشرات الملايين منهم ، حيث تم سجنهم بشكل عملي في معسكرات ، مايسمّونها التثقيفية ويمنعونهم من اطالة اللحى والصلاة ، ويحرّمونهم حتى من لبس العرقجين ..وقد لايصدق ذلك الكثيرون . المسلمون الصينيّون المُقيمون في امريكا يشتكون من هذا التعامل مع اهلهم في الصين ويقولون انهم لايستطيعون ممارسة لغتهم وشعائرهم في بلدهم.
السؤال كيف دولة اسلامية مثل ايران تُبرِّر تأييدها المطلق للصين وفتح ابوابها بشكل كامل لدولة تضطهد المسلمين ؟ تخيلوا أنّ امريكا تعتقل او تضع عشرات الملايين من المسلمين في معسكرات اعتقال ، ماذا كان سيحصل في الدول العربية والعالم الأسلامي ؟(سؤال في الصميم)..
ويضيف قائلا :لأ ارى متابعة لهذا الأمر من قبل الدول ألأسلامية . وفي الحقيقة هناك دولتين تُدافع عن المسلمين اليغور في الصين ، وهما الولايات المتحدة ألأمريكية !!!!!!!!! وتركيا . ...هذا يعكس لنا مدى نفاق الميليشيات الشيعية في العراق التي تتكلم عن الصين ،كانها اثنا عشرية !! ولاتتكلم عن جرائم الصين بحق المسلمين . ويأتيك شخص عربي او مسلم في امريكا قد عومل بشكل سيء من قبل شرطي في مكان ما في امريكا ، فيقول أنَّ أمريكا فيها تفرقة عُنصرية . نعم هناك من يضطهد او يعتدي على المسلمين في امريكا ولكن ليست سياسة الدولة ألأمريكية، بل اي اعتداء عنصري على مسلم سيتم محاكمة المعتدي ويعاقب معاقبة شديدة بموجب القانون ألأمريكي . ورأينا الرئيس ترامب ردَّ بقتل قاسم سليماني ومهدي المهندس ،عندما قتلت صواريخ الميليشيات في كركوك مترجما أمريكيا من اصل عراقي ، وهو مُسلم . ولم يقُل الرئيس ألأمريكي ترامب ، أنَّ هذا الشخص مسلم فلنتركُهُ ونهمله . بل بالعكس إنتقم من مقتله أقوى انتقام بقتل أهم قائدين ارهابيين في تاريخ البشرية ." إنتهى الأقتباس
المشكلة ان الغالبية من المسلمين ، لايُريدون الأعتراف في ان الأنسان في الدول الغربية مهما كانت خلفيته الدينية او القومية او الأيدولوجية يخضع للقانون . والقانون يتعامل معه كونه انسان له حقوق وواجبات ويُعامل بموجب مواد حقوق الأنسان التي شرعتها الأمم المتحدة]
ومن المعروف ان ولي الفقيه في ايران، علي خامنئي صرّح : "بأنَّ امريكا تنتج فايروس .يتناسب مع جينات ألأيرانيين"!!!!!!

لافتا إلى أن أمريكا متهمة بصناعة ونشر فيروس كورونا فى الصين ومن ثم فى كافة دول العالم ولكنه لا يعلم بمدى صحة هذه الاتهامات. 
،واعترف ان امريكا عرضت أكثر من مرة على بلاده استعدادها لتقديم المساعدة في مكافحة فيروس كورونا، ولكن رفضت ايران
نعم رفضت ايران كل المساعدات الأنسانية التي ارادت امريكا تقديمها للشعب الأيراني ،. ايران رفضت حتى مساعدات اطباء بلاحدود وتم طردهم من ايران .
السؤال المطروح لماذا هذه العلاقة المتميزة(زواج المتعة) بين ايران والصين ، علما ان هناك تقاطع بين ألأيدولوجيتين للثورة ألأسلامية الشيعية في ايران مع الأيدولوجية الشيوعية التي لاتعترف بالأديان وخاصة بالديانية ألأسلامية وتقوم باضطهاد مسلمي الأيغور في الصين؟
أعتقد أن ألأجابة على هذا السؤال يمكن ان نختصره بالمثل القائل :"عدو عدوي صديقي". وهذا ما يعتقده ملالي ايران ،لأنّ امريكا، في عهد ترامب، وخوفا على مصالحها المهددة في الشرق ألأوسط ،هي الدولة الوحيدة في العالم الحر التي وقفت ضد اطماع ايران للوصول الى البحر المتوسط ، بعد ان استطاعت ايران على مد نفوذها في عديد من الدول العربية ومنها العراق وسوريا ولبنان واليمن
واليوم امريكا تحاول تحييد وايقاف هذا المد للثورة الأسلامية ألأيرانية في المنطقة. وما الحصار ألأقتصادي الأمريكي على ايران الا بداية قطع اذرع ايران في المنطقة .

#نافع_شابو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات