طارق المهدوي
الحوار المتمدن-العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 17:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يتفق الإسلاميون في مصر المعاصرة مع الإسلاميين الآخرين بمختلف بلدان العالم، ليس فقط في انقسامهم إلى دعويين وتكفيريين وصوفيين وسياسيين سنيين وساعين شيعيين إلى ولاية الفقيه، لكن أيضاً في تعدد الخطاب السياسي لكل منهم إلى خمسة خطابات متناقضة فيما بينها، أولها هو الخطاب الناعم الموجه إلى النخبة السياسية المدنية بفصائلها الليبرالية والماركسية والقومية، وثانيها هو الخطاب المنافق الموجه إلى السلطات والأجهزة الأمنية والسيادية، وثالثها هو الخطاب الشعبوي الموجه من كل فصيل إسلامي إلى دوائره الجماهيرية في مختلف المواقع الجغرافية والمهنية، ورابعها هو الخطاب التنافسي الموجه من كل فصيل إسلامي إلى بقية الفصائل الإسلامية، أما الخطاب الخامس والأخير فهو الخطاب العنصري الموجه من كل فصيل إسلامي إلى كوادره وقواعده المنظمة، إلا أن هذه العملة الرديئة للإسلاميين قد طردت العملات الأخرى الجيدة خارج السوق المصري المعاصر لتفرض نفسها بما تتضمنه من تعدد الخطاب السياسي إلى عدة خطابات متناقضة على كل أطراف الخريطة السياسية، حتى أن نظام الحكم العسكري أصبح يوجه خطاباً معلناً بالخصومة مع الإسلاميين لكنه يواليهم في الوقت ذاته سراً وينسق معهم على حساب النخبة السياسية المدنية بفصائلها الليبرالية والماركسية والقومية!!.
#طارق_المهدوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟