عادل عبد الزهرة شبيب
الحوار المتمدن-العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 13:56
المحور:
الصحافة والاعلام
في ظل ما احرزته الثورة التكنولوجية والمعلومات من تقدم كبير في القرن الحالي , ادى الى أن اكثر من ربع سكان العالم قادرون على استخدام الانترنت والوصول اليه , وايضا انتشرت حول العالم الهواتف الذكية بشكل واسع والذي ساعد على التواصل حول العالم بعدد من اللغات والثقافات بشكل غير مسبوق والوصول الى المعلومات لاسيما في البلدان النامية والتي يصل عدد من لا يستخدمون الانترنت بها الى اقل من 18% , تلك الثورة التي خلقت مجالات ومسارات اعلامية جديدة ذات انتشار واسع وقادرة على الوصول الى فضاء اكبر من الجمهور حول العالم اكدت وبشدة على دور الاعلام في التنمية العالمية وجعلت التركيز على الدور الانمائي للإعلام كجوهر للتنمية ضرورة حتمية .
ان الدور الاعلامي للتنمية لا يمكن أن يلعبه الاعلام الا في مجال يضمن حرية التعبير والرأي ويحفظ مسارات الديمقراطية ويضمن حقوق الانسان , وان عدم استقلالية الاعلام وتكبيل منابر الرأي وتقييد الوصول الى المعلومات او تناولها يحرم الاعلام من القيام بأدواره المنوطة به ان لم يكن يقيد وجوده من الأساس .
اما بالنسبة الى المجتمعات التي يتبنى فيها النظام السياسي رؤية دكتاتورية تهدف الى ايصال صوته فقط وتكميم كل صوت آخر حتى لا يكشف جرائمه او فساده او يراقبه او يحاسبه كما كان عليه الحال ايام نظام صدام الدكتاتوري في العراق , فهي بدون شك مجتمعات تحتاج الى التغيير وايجاد بدائل ذكية للتواصل وحشد الرأي العام من اجل الثورة على ذلك النظام حتى تتمكن فيما بعد من ضمان مسارات لتحقيق التنمية وضمان استدامتها , ولذلك نجد قيام نظام صدام الدكتاتوري المقبور بمنع استخدام الشعب لكل وسائل التواصل الاجتماعي ومنع استخدم الانترنت واستقبال بث الفضائيات واستخدام الهواتف الذكية.
يشكل الاعلام احدى الدعائم الاستراتيجية لبناء مشاريع التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية لكل المجتمعات بسبب ممارستها لقوة التأثير على افكار واراء ومعلومات وسلوكيات المجتمع بما يتفق وخطط التنمية .
ان جميع دول العالم الفقيرة والغنية والمتوسطة الدخل مدعوة للعمل على تعزيز الازدهار لتحقيق التنمية والقضاء على الفقر الذي يجب ان يسير جنبا الى جنب مع الاستراتيجيات التي تبني النمو الاقتصادي وتحقيق مجموعة من الاحتياجات كالتعليم والصحة والحماية الاجتماعية وفرص العمل مع معالجة تغير المناخ وحماية البيئة . ويمكن تحديد سبعة عشر هدفا للتنمية المستدامة والمتمثلة بـ :-
1. القضاء على الفقر .
2. القضاء على الجوع .
3. الصحة الجيدة والرفاه .
4. التعليم الجيد.
5. المساواة بين الجنسين .
6. المياه النظيفة والنظافة الصحية .
7. طاقة نظيفة وبأسعار معقولة.
8. العمل اللائق ونمو الاقتصاد .
9. الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية .
10. الحد من اوجه عدم المساواة .
11. مدن ومجتمعات محلية مستدامة .
12. الاستهلاك والانتاج المسؤولان .
13. العمل المناخي .
14. الحياة تحت الماء .
15. الحياة في البر .
16. السلام والعدل والمؤسسات القوية .
17. عقد الشراكات لتحقيق الأهداف .
اليوم اصبحت لوسائل الاعلام والاتصال في العصر الحديث ادوارا رئيسية في العملية التواصلية الاخبارية والتعليمية التوعوية وباتت الوسيلة الاولى التي تجاوزت الحدود بفعل التطور التكنولوجي الحديث وبفعل انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصال , وصرنا قرية واحدة لا حدود لها سوى حدود الأمية الأبجدية والمعلوماتية , ولا يمكن لأحد أن يجادل اليوم في أن الإعلام بات يشكل دورا محوريا في قضايا التنمية بل اضحى ضرورة اساسية في التقدم المنشود من خلال اقرار البرامج ذات الصلة بالتنمية المستدامة واصبح اهتمام الدول ملحوظا بالإعلام التنموي حيث حضي بعناية اكثر من لدن الجهات المسؤولة لما يكتسبه من ضرورة في المساهمة بالنهوض التنموي للمجتمعات وتساهم بشكل كبير في انجاح العملية التنموية , ولم يعد الاعلام تلك الوسيلة التي تتابع الأخبار وتنجز التقارير الإخبارية فحسب ومع ظهور الإعلام الجديد المتمثل أساسا في الإعلام الرقمي صار دور الاعلام اقوى وأصبح يشكل قوة ضغط ويصنع رأيا عاما ويحرك الحكومات والمجالس والهيئات واصبح اداة بيد المواطن اداة تساهم في التوعية والتعبئة وفي تشكيل وعي جماهيري وجب استثماره للنهوض بواقع الفرد التنموي .
ان الاعلام بصفة عامة والاعلام الرقمي على وجه الخصوص صار يشكل دعامة رئيسية في اقرار الاستراتيجيات التنموية بل ودعامة استراتيجية لمواكبة جل المشاريع ذات البعد الانمائي وعليه فإن الارتباط وثيق بين الاعلام والتنمية بحيث اصبح لوسائل الاعلام الدور الرئيسي في التعريف بالتنمية المستدامة والمساهمة في تحقيقها , وتناط بوسائل الاعلام مهمة تسليط الضوء على كل البرامج التي من شأنها تنوير المجتمع من اجل تحقيق تنمية مستدامة تكفل للفرد العيش الكريم ما دامت تنمية الفرد من تنمية المجتمع وتنمية المجتمع من تنمية الوطن اذا توفرت الارادة وكان الهم المشترك هو الوصول الى مستقبل مستدام حيث الانسان هو محور جميع المبادرات التنموية وهو محور كل وسيلة اعلامية . ولأهمية الأعلام وخطورته في المجتمع فقد اهتم وزير الدعاية ( غوبلز )الالماني النازي ايام هتلر بالإعلام الكاذب والخادع حيث كان يقول : ( اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك ويصدقك الآخرون ) , كما شن حملة لحرق الكتب الثقافية في برلين وملاحقة المثقفين واعدامهم لأنه كان يشعر بخطورتهم في المجتمع واشتهر غوبلز بقوله : ( كلما سمعت كلمة مثقف ( او ثقافة ) تحسست مسدسي ), وكان نابليون بونابرت القائد الفرنسي يخاف الجريدة اكثر من خوفه من السلاح . اما القائد الشيوعي لينين فكان يقول : ( اعطني منبرا للكلام وخذ كل الأسلحة ) .
ولغرض تحقيق التنمية المستدامة في العراق , لابد من تبني استراتيجية تنمية مستدامة واعتماد خطط تنموية متوسطة وقصيرة الأجل بالاشتراك مع حكومة الإقليم والحكومات المحلية تهدف الى توسيع وتنويع وتحديث قاعدة الاقتصاد العراقي وتنمية القدرات البشرية والاستخدام العقلاني والكفوء لموارد البلاد بما يحقق مستوى ونوعية حياة افضل لجميع المواطنين .
ومن الضروري في هذا المجال دعم وتشجيع استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات لتأمين تقديم الخدمات الى المواطنين من قبل مؤسسات الدولة واستخدام تلك التقنيات في العمل والاجراءات الادارية والمالية بما يرفع من كفاءة الأداء ويمنع الفساد واستخدامها في مكافحة الفقر.
#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟