عبد الحكيم الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 01:53
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
الأطباء في الخنادق الأمامية وجها لوجه مع عدو غادر لا يرحم، داهم الإنسانية على حين غرة، يقف معهم كتفا بكتف الممرضون والمساعدون وعمال النظافة، تساندهم، عن بعد، قوى الأمن، الساهرون على تأمين انسيابية الحياة .
علماء الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا والتخصصات العلمية ذات الصلة الأخرى عاكفون في مختبراتهم ومراكز أبحاثهم ليل نهار يبحثون عن الأسباب والحلول والخيارات العاجلة والمستقبلية لإنقاذ الإنسانية من محنتها .
المهندسون والفنيون وخبراء التصنيع يبحثون على مدار الساعة عن أسرع الطرق لتوفير المعدات الطبية اللازمة لإنقاذ المرضى.
علماء الاقتصاد والمال والتكنولوجيا شغلهم الشاغل إيجاد البدائل لاقتصاد يتعرض لأخطر هزة في التاريخ الحديث والمعاصر.
الباحثون في علوم الاجتماع والنفس والقانون والفلسفة والتاريخ والجغرافيا يرصدون التحولات بحثا عن رؤى معرفية لمواجهة الحالة الطارئة.
الروائيون والشعراء والفنانون في أَرَقٍ وتوثب مهموم، لاقتناص اللحظة التاريخية وتجسيدها في عمل إبداعي يوثق لما يجري.
الإنسانية ـ إذن ـ في سباق مع التحدي، ومع الزمن، تتفاعل، تسمو، تنفض عنها ركام زمن المصالح والماديات، فينتخي الكرماء وأهل الخير، للتكافل والوقوف مع من انقطعت بهم سبل الرزق اليومي، وتأمين حد أدنى لتستمر الحياة .
ـ في الجبهة الأخرى، هناك المتطفلون والدجالون والمنتفعون باسم الدين والتدين، فبعد أن سفهت مساعيهم بالشماتة من (الكفار الذين باءوا بغضب من الله)، وحين وصلت الجائحة أرض المسلمين، راحوا يطلعون علينا كل صباح برؤيا أو حلم جديد، باحثين عن حل لمشكلتنا على أيدي أموات رحلوا منذ مئات السنين، أو في نصوص قديمة كاذبة (مفتراة).
ـ هذه المواجهة، وهي الأخطر في التاريخ المعاصر، ستنتهي بانتصار حتمي للإنسانية وللعلم ولقوى الخير والسلام، تاركة خلفها دروسا وعبرا بليغة في الإيمان والعلم والأخلاق، وفي التخطيط ومنهجيات التفكير، ليثبت الإنسان أنه خليفة الله في الأرض بكل استحقاق وأمانة واقتدار.
*****
#عبد_الحكيم_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟