أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - علي طه النوباني - فيروس كورونا والنقود














المزيد.....

فيروس كورونا والنقود


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 09:45
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


ورد إليَّ الكثير من استطلاعات الرأي حول الشراء عبر الانترنت، وحول استعمال بطاقات الاعتماد المختلفة للشراء وإجراء المعاملات، بل إن بعض البنوك قدَّمت لعملائها بطاقات للشراء الإلكتروني مع إعفاء من العمولة لفترة محددة على سبيل الترغيب في الاستمرار في التعاملات المالية الإلكترونية.
وفي هذه الأيام، ومع هوس الحديث عن الفيروسات والكائنات المجهرية والبكتيريا، والذي يسبب حكَّة جلديَّة وشعورًا دائما بالتحسُّس، يتزايد الحديث عن قذارة النقود، وضرورة التخلص منها كمستودع للقيمة، وأداة للشراء والبيع بحجة أنّها تنقل الفيروسات والبكتيريا، وربما تتسبب بانتشار الأمراض بين الناس. ولكن، هل هي مسألة فيروسات وبكتيريا وحسب؟ فالناس في المولات والدكاكين يلامسون البضائع ويعيدونها للرفوف في كثير من الأحيان، ويلامسون درابزين الدرج العادي والكهربائي، ويلامسون آلاف الأشياء يوميًا في الأماكن العامة والتي لامسها غيرهم قبلهم، فلماذا يتم التركيز على النقود وشيطنتها تحديدًا، ولماذا كل هذا الهجوم عليها حتى أنّ بعض الدول تسعى إلى التخلص الكامل من التعاملات النقدية.
لو كان الأمر عقلانيًا وحسب، لقلنا إنه يمكن المحافظة على النوعين من التعاملات حسب الحاجة: التعامل الإلكتروني، والتعامل النقدي، ولكن هنالك من يريد إلغاء التعامل النقدي نهائيًا، ولا أحسب دعواه بريئة أبدًا، فالتعامل النقدي يحافظ على هامش من الحريّة والاستقلاليّة للإنسان في حين أن التعامل الإلكتروني يجعله فريسة للعديد من التهديدات منها:
- عندما يعطيك البنك بطاقة التعاملات الإلكترونية يوقعك على العديد من الصفحات المكتوبة بخط متناهي الصغر تحتوي على تحميلك كامل المسؤولية عن أي خطأ ينتج عن استعمال البطاقة بما في ذلك أي قرصنة تتعرض لها ويحصي مئات الاحتمالات الخطرة التي يتحملها العميل وحده.
- في بداية الأمر، سيتم إقناع العملاء بالتعاملات الإلكترونية دون أي عمولات ريثما يوافق على التخلص من النقود، وبعد ذلك سيبدأ فرض العمولات على نحو متصاعد، ساعتها لن تستطيع إرجاع الزمن إلى الوراء بالعودة إلى زمن النقود، سوف توضع القطع النقدية في المتحف ويجد العملاء أنفسهم رهائن لدى مؤسسات مالية عملاقة لا ترحم.
- تخيل لو أنَّ قرارًا من الدولة ورد إلى البنك لسبب أو لآخر بتعطيل بطاقتك في وقت حساس، ماذا تستطيع أن تفعل؟ وكم ستكون خسائرك على الصعيد المالي والإنساني؟
- المنشآت الكبيرة والمولات الكبيرة هي التي ستتمكن من تكييف أوضاعها مع النمط الإلكتروني، وقد يتسبب ذلك باختفاء المنشآت الصغيرة من السوق مثل الدكاكين وأصحاب الصنائع الذين يصبحون مجبرين على الالتحاق بشركات كبيرة تمص دماءهم مقابل بطاقة إلكترونية يتم تجميدها بكبسة زر؛ فيجد الشخص نفسه عاريًا في الهواء الطلق.
- عندما تتحكم المنشآت الكبيرة بكل شيء، ستتحكم بالأسعار أيضًا، وسوف تفرض على المستهلك أسعارًا مرتفعة للسلع والخدمات. وسوف تدفع أجورًا زهيدة لعمالها مع الصعوبات التي ستنشأ أمام المنشآت الصغيرة.
- سوف يتم التحكم بأنواع السلع والخدمات وجودتها، وإذا ما قررت دولة أن تحرم البطاطا أو البندورة مثلاً؛ فسوف يكون من السهل عليها الرجوع إلى قائمة مشترياتك ومعرفة ما اشتريت قطعة قطعة.
وهكذا لو نفكر سنجد أنَّ الحياة كلها ستتغير، وأن المسألة ليست متعلقة بالعدوى والفيروسات كما يدَّعون، إنها متعلقة بجشع أصحاب البنوك وكبار الرأسماليين الذين يخططون على المدى البعيد للعودة إلى عصر العبودية من خلال بطاقات إلكترونية بدلا من السلاسل الحديدية. ومن سخرية القدر أنَّ البطاقات نفسها وأجهزة الصراف الآلي وأجهزة الدفع الإلكتروني في المؤسسات المختلفة تنقل الفيروسات والجراثيم أيضًا؛ لكنهم لا يتحدثون عن ذلك، لأن ذلك ليس في مصلحة مشروعهم الذي يتنصل من كلِّ المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان.



#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراجع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان
- كيف نفهم ونكتب التقارير حول فيروس كورونا
- التنوع والثراء في الحوار المتمدن
- تخدير الناس؛ وتعليم الناس
- فيروس كورونا، والإعلام المرئي
- هل هنالك رغبة عالمية بالتخلص من كبار السن؟
- كورونا، تساؤلات حول منهج المواجهة
- أنقذوا المزارعين دفاعًا عن الوطن
- القضية السورية... وحقوق الإنسان
- مغالطات عموس عوز في -قصة عن الحب والظلام-
- البرمجة العصبيّة، والقضيّة السوريّة
- رحلة البحث عن كابوريا في جرش
- المتقاعدون المدنيون خارج الزمان والمكان
- سايكس بيكو، وقصة العرب والنمل
- هل يتوقف ثور الساقية عن الدوران ويفكر؟
- الأحزاب السياسية صوت المجتمعات وممثلها الغائب
- العدالة الاجتماعية هي حارسة الإنسانية وصانعة التنمية
- مقاربة الإعلام العربي للسيجارة الإلكترونية
- القبض على أبي العلاء المعري
- مسلسل:- العاشق صراع الجواري، والإعلام العربي


المزيد.....




- عشرات القتلى والمفقودين.. خبير أرصاد جوية يشرح سبب فيضانات ت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القبض على عناصر -خلية مدعومة من إيران- ...
- هجمات روسية دامية على العاصمة كييف ومناطق عدة بأوكرانيا
- كل 15 دقيقة.. طفل قتيل أو مُصاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقي ...
- ضابط سابق في الموساد يكشف: هكذا نجنّد جواسيسنا داخل إيران
- هجمات 7 يوليو 2005.. لندن تُحيي الذكرى العشرين لأول تفجير ان ...
- المبعوث الأميركي -راضٍ- عن ردّ لبنان بشأن نزع سلاح حزب الله ...
- إيران: عودة نحو 450 ألف لاجئ أفغاني لبلادهم بعد قرار طهران ت ...
- كأس أفريقيا للسيدات: بداية موفقة للجزائر والمغرب وخسارة لتون ...
- سرايا القدس تقصف جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في خان يونس


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - علي طه النوباني - فيروس كورونا والنقود