أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - من يعيد لنا ماضينا؟














المزيد.....

يوميات الحرب - من يعيد لنا ماضينا؟


مصطفى علي نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 455 - 2003 / 4 / 14 - 12:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

اليوم السادس والعشرون، الاثنين، 14 نيسان، 2003

من يعيد لنا ماضينا؟

اعتدنا أن نقول: الماضي لا يعود، ما فات مات، انقضى، لا يمكن أن يعود، لكن ذلك لم يكن صحيحاً، الحقيقة عكس ذلك، كنا نرى ماضينا حياً أمامنا، ماضٍ يعود لأكثر من عشرة آلاف سنة! ماضٍ خلده أجدادنا العراقيون السومريون، في صور، وتماثيل، وآلات موسيقية، وألواح طينية، ونقود، وأختام، وأدوات طبخ، وووو..إلى ما لا يحصى في مقالة قصيرة كهذه.

ذلك التراث جدده العراقيون الأكديون الذين ورثوا الحضارة السومرية، وأضافوا إليه، ثم جاء بعدهم العراقيون الآثوريون، فالبابليون، فالحيثيون، فالآثوريون مرة أخرى، فالبابليون، فالعراقيون الفرس، ثم أخيراً العراقيون العرب، كلهم وضعوا لمساتهم على أرض العراق، وخلدوا أنفسهم، وعلومهم، وتطويراتهم، حتى حلت الكارثة الكبرى الأولى سنة 1258م، باجتياح المغول، وخيانة ابن العلقمي، فتوقف النمو، واندثرت الحضارة، ودخلنا في عصور الظلمات.

وإذ سطعت علينا حضارة القرن العشرين، بعلومها، وصناعتها، وآدابها استبشرنا خيراً، وبدأنا نخطو إلى الأمام لكننا ابتلينا أنفسنا بسماحنا لحزب البعث الظلامي، وبقائده "لعنة الله" أن يسيطر علينا، فاستحوذ على ثرواتنا، وأوقف عجلة التطور، وأخذ يمحق حاضرنا، ويهدم بجدية فريدة كل ما بنيناه، ويمحو كل حصلنا عليه، فلم يبق لنا سوى تراثنا، يذكرنا بماضينا الفريد، ويحفزنا للنهوض، واليوم رأينا بأم أعيننا الدمار يتعرض لذلك الماضي فيمحقه.

إنها أكبر نكسة مرة بنا!

هاجم اللصوص المتحف العراقي، وسرقوا كل كنوزه التي لا يمكن أن تقدر بثمن! ولم تكن تلك أول مرة، فقد تخصصت بطانة "لعنة الله" بسرقة الآثار! وحصلت على مبالغ فلكية، بينما كان الشعب العراقي مشغولا بالحصار، يقتله الجوع، ولا يدعه يفكر بأي شيء سوى لقمة الخبز، وعندما كان "لعنة الله" يفكر بإرضاء ضيف عزيز عليه يهديه قطعة أثرية! حدث ذلك غير مرة، كان أشهرها هدية جاينوفسكي، زعيم نازيي روسيا، كافأه "لعنة الله" بتمثال سومري باعه في تركيا بمبلغ خمسة وعشرين مليون دولار!

فمن المسؤول؟

بعد ألئك اللصوص المجرمين، جاءت هذه كارثة المتحف العراقي، فعلى من تقع مسؤولية ذلك؟ لا شك أنها تقع على قوات التحالف! فمن يغزو بلداً ما، عليه أن يحافظ عليه! يحفظ شعبه، يحفظ ممتلكاته!

أ كان صعباً، أم مستحيلاً أن تقف بضع دبابات قرب المتحف لتمنع اللصوص؟

أ كان صعباً، أم مستحيلاً أن تتفق قوات التحالف مع مجموعة عراقية لحماية المتحف؟

أ كان صعباً، أم مستحيلاً أن تهدد القوات العراقية "لعنة الله" إن هم تعرضوا للمتحف!

إن كانوا يحتجون بأنهم لا يعلمون فتلك الحجة مردودة، فأكبر معاهد العالم اختصاصاً بحضارتنا هي معاهد شيكاغو، في الولايات المتحدة، نعم، إنها أكثر اطلاعاً على كل ما حوته أرضنا من كنوز تاريخية من كلياتنا، ومعاهدنا نحن أهل القضية!

فلماذا أهملت قوات التحالف مسؤوليتها؟

يثور هنا سؤال مهم جداً: أ يمكن أن نسترجع ما سرق من آثار؟

نعم، بإمكاننا ذلك!

إن كانت سلطات التحالف جادة في استرجاعها! فالأمر سهل جداً، هناك غير أسلوب في ترغيب الآخرين، وترهيبهم، والأمريكيون خبراء أكثر منا بذلك!

لكن المسألة لا تعنيها، ما يعنيها القضاء على عدوها في المقام الأول، وسلامة جنودها في المقام الثاني، أما أثارنا فلا يهمها أن تسترجعها قط.

فمن يرحمنا ويعيد لنا ماضينا؟

رفاهية اللصوص:

ما عرضته شاشات التلفزيون من رفاهية الغلام المدلل عدي، ووالده "لعنة الله"، وأخيه المجرم العتيد قصي، وبقية أفراد عائلته المنحطين! يثير الدهشة، إلى حد مذهل! ولا أدري أ يمكن أن يستهتر شخص ما في حياته كما فعل ذلك المخلوق التافه؟

ما فائدة بندقية من الذهب؟

ما فائدة مئات السيارات الفارهة؟

أ يمكن أن يستعمل الإنسان أكثر من سيارة في وقت واحد؟

أ يمكن أن يسكن المرء في قصرين، في مدينة واحدة، وفي وقت واحد؟

أ يمكن أن يرتدي الإنسان أكثر من بذلة واحدة من نفس النوع في وقت واحد؟

إذن لماذا مئات السيارات؟ لماذا أكثر من قصر في مدينة واحدة، ولماذا بندقية من الذهب، ولماذا مئات الحلل من نوعية واحدة، ولون واحد!

يعرف الشعب العراقي، كله، فرداً فرداً، أن هؤلاء الحشرات لصوص، لصوص سرقوا كل شيء، لكنه لا يعرف أن ما سرق منه يُبدد عبثاً، ولعباً، ويرمى بطيش، هباءً منثوراً، وهو يتضور جوعاً! يبيع أعضاء جسده ليطعم أطفاله، لا بل ينتحر من الجوع!

ما أريد أن أعرفه فقط هو ما معنى ما حدث! وما المنطق فيه! وهل في ما حدث أي عقلانية؟ أم لم يعد للعقل أي قيمة، والزمن زمن جهل وظلام!

 



#مصطفى_علي_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحرب - عندما يأكل الكلب لحم أخيه
- يوميات الحرب - أين اختفى “لعنة الله”؟
- يوميات الحرب - بعثرة الآيات
- يوميات الحرب. - أغبى الأغبياء
- يوميات الحرب - صناعة الرجال
- يوميات الحرب - سيد الغربان
- يوميات الحرب. - خيبة الحسابات
- يوميات الحرب. - الوجه الحسن للحرب!
- يوميات الحرب - نهاية عميل
- يوميات الحرب - الكاركتير يفضح الطغاة
- يوميات الحرب - معركة الصور
- يوميات الحرب - أطفال العراق
- يوميات الحرب - قريتان عراقيتان
- يوميات الحرب - ناديا
- يوميات الحرب. - ساجدة وسحر، عدالة أم حظ؟
- يوميات الحرب - بعرق الجبين أم
- يوميات الحرب - ستة أشهر
- يوميات الحرب - النصر، والمنصور بالله
- يوميات الحرب - قضية قديمة
- يوميات الحرب - البيئة المثالية


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - من يعيد لنا ماضينا؟