ونحن نتابع بحذر وترقب مشاهد دخول قوات التحالف لمساعدة المقهورين في تحريرهم والعراق من براثين العبودية الصدامية، غمرتني السعادة وانا اشاهد ابناءنا يتسارعون الى تقطيع الصور وهدم اصنام الشيطان الاكبر، صدام. لقد تسارعت دموع الفرح وضحكت من القلب ولحد البكاء لمنظر الرجل العراقي الجريء، وقد سارع الى صورة المقبور( ان شاء الله) واخذ يضرب على وجه صدام بنعاله البسيط، امام قوات التحالف والكامرات العالمية، على الرغم من ضبابية الاجواء السياسية والعسكرية في المنطقة وعدم وضوح حقيقة زوال القائد الشيطان.
في الواقع، هذا الانسان يستحق نوط الشجاعة عن حق، لجرئته في هذا الوقت العصيب، ولانه، ومع بدايات مسار التحرير، سارع الى اسكات الاصوات التي وقفت بوجه التحالف واقنع العالم بان الشارع العراقي يحتقر صدام ويسره زواله ولو بالحرب. والحقيقة لو فرضنا بان التحالف قد تمكن من خلع صدام سلميا، لواجه الغضب العراقي، لما اقترفه هذا المجرم وزمرته من جرائم بحقنا جميعا.
نعم، لقد افرحتني جرئة هذا الرجل البسيط ، بحركاته المتسارعة الى الصورة وضرباته بالنعال في وجه المجرم صدام. ظهرت هذه اللقطة السريعة وكأنها جاءت تعينني على رفع احزان السنين الثقيلة، والكوابيس المقيتة عني، والتي حملني اياها الشيطان الاكبر صدام من خلال زمرته، الغابية، المتوحشة والتي لم تكن تفقه الحوار، ولم تعتد بغير الاعتداء والضرب وسلب عزة الانسان عند تعاملها مع الاخرين. هذه الزمرة الساقطة باخلاقها، والتي اجبرتنا جميعا على دفع ثمن انحرافات امهاتهم، كصبحة وغيرها ممن انشغلن عن تربية اطفالهن بنزواتهن مع هذا وذاك، كم تمنينا زوالها بأي ثمن.
اما عن العالم، فالدعاية الخارجية التي مولها صدام وزمرته بالملايين المسروقة من قوت الشعب، دفعت الكثير من الجهات في الفترة الاخيرة الى التركيز على قانون احترام السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية متغاضية النظر الى الاف التقارير والملفات العراقية التي ملئت ارشيفات الامم المتحدة والمنظمات الانسانية، تناشدها لوقف اجرام صدام الذي فاق اجرام جميع الدكتاتوريين في العالم.
اخيرا، كنا نتمنى ان تقوم الامم المتحدة بالدور المشرف لانهاء مأساتنا، لانها كانت من اكثر الجهات علما بعذاباتنا، ولكن المصالح والعقود الضخمة والموقعة من قبل صدام وبعض الدول الدائمة العضوية فيها، كروسيا وفرنسا والمانيا، جعل مواقف هذه المنظمة (الامم المتحدة) هشة ومتذبذبة بين المد الامريكي والبريطاني من جهة والجزر الروسي الفرنسي والالماني من جهة اخرى.