أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين مروة - شعوبية، وشعوبيون...














المزيد.....

شعوبية، وشعوبيون...


حسين مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6531 - 2020 / 4 / 7 - 10:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



حفنةٌ من البلهاء، حفنةٌ من العملاء، جمعتْهما على صعيدٍ واحد نزعةُ الوصوليةِ والانتهازية، وتحكّمتْ في سلوكِ كلٍّ منهما جرثومةُ حقدٍ شرِهةٍ تأكل في النفوس وفي الضمائرِ كلَّ نبتةِ خير، وكلَّ زهرةِ حُبٍّ وبَصيرة...


وشرُّ البليّةِ بهؤلاء وأولئك، أنّ وراء الوصوليّةِ والانتهازيةِ والحقدِ فيهم، سائقاً لجوجاً يُحفِّزُ ألسنتَهم وعقولَهم وضمائرَهم أن تكونَ معاً، في وقتٍ واحد، جنوداً للعِمايةِ والضَلالةِ أبداً، وزبانيةً للدَّجَلِ والتضليلِ وجَلْدِ الحقائقَ وتشويهِ القِيَمِ الجميلة...

وشرُّ البليَّةِ أيضاً أنّ السائقَ هذا، فوق شراسته ولجاجته، ماكرٌ حاذق، يدُسُّ فيهم الدسيسةَ ملوّنةً بألوانَ فاتنةٍ خادعة تتخايلُ الجهَلاءَ والأغبياءَ وبعضَ الطيّبين البسطاء وكأنها من "حقائق" العلم أو التاريخ، أو من "حقائق" الوطنية والقومية...!

والسائقُ هذا، ليس مجهولاً، ولا مستتراً، وإنْ تقنَّعَ بألفِ قناع، وإنْ تلفَّحَ بألفِ ثوب...
إنه الاستعمار... وإنه اليوم رأسٌ أميركيّ، لكن بوجوهٍ عِدّة...

***
من دسائسِ هذا الرأس الأخطبوطي... من دسائسِه التي تحفِّز حفنةَ البُلَهاء وحفنةَ العملاء، في بلاد العرب، للعِمايةِ والضلالة، للدجلِ والتضليلِ وجَلْدِ الحقائق وتشويهِ القِيَمِ الجميلة، دسيسةٌ نبشها في قُمامات التاريخ، وسمّاها " الشعوبية "... ثم ألقاها في أيدَي هذه الحفنة وتلك، وأوحى إلى هؤلاء وأولئك أن يقذفوا بها الشيوعيةَ والشيوعيين أولاً، ثم كلَّ عربيٍّ ينزعُ للحرية، وكلَّ جماعةٍ عربية تخوضُ معركةَ التحرّر الوطني...

و"الشعوبيةُ"، في أصلها التاريخي، حركةٌ عنصريةٌ قوامُها العداء للعرب، مقابل حركةٍ عنصرية قوامها بعض حكّام العرب في العصر الوسيط.
الشعوبيةُ، إذن، من حيثُ المنشأ والجوهر، تاريخياً، رجعيةٌ تصارعُ رجعيةً من نوعها...
والشعوبيةُ، إذن، رأسٌ معناها عداوةُ العرب، عداوةُ الشعب العربي بالذات.
فمَنْ أجدرُ اليوم، أيها البلَهاء والعمَلاء، أن تلتصقَ بهم " الشعوبية "، بمعناها ذاك، إلتصاقاً مفصّلاً على قَدرهم تماماً...؟

أهُمْ الشيوعيون الذين يجاهدون، ببطولة وشهامة وصبرٍ ونكرانِ ذات، مِن أجل أن يتحرّكَ العرب، أي جماهير الشعب العربي وكل فئاته الوطنية، من ربْقةِ الاستعمار والاحتكار والاستثمار، ومن ربقة الجهل والفقر والمرض والخوف، ومن ربقة التّخلّف المُصطَنع في قافلة الحضارة الحقيقية والتقدّم والإبداع...؟
أَمْ أنتم بالذات، أيها البُلهاء والعمَلاء... أنتم الذين عقدتموها صفقةً دَنسةً بينكم وبين الاستعمار وأوْليائه، وجعلتم حرية العرب وكرامتَهم ومصائرَهم سلعةَ تجارةٍ في سوقِ المستعمرين، تُجّارِ الرقيق الأبيض والأسْوَد، تجّارِ الحروب والدّم البشري، تجار واشنطن ولندن وباريس وبون...؟
أنتم الشعوبيون... وأولياء أمركم حيث وُجدوا، في العواصم العربية أو في العواصم الاستعمارية، هم الشعوبيون، أعداء الشعب العربي، أعداء التحرّر العربي، أعداء شعبِ الجزائر وفلسطين وعمان وعدن والخليج و... و...إلخ

هذه " اللّقيةُ " القذرةُ، التي انتزعتموها من قُمامةِ التاريخ، أنتم وأولياء أمرِكُم أجدرُ بها وأَلْيَق، أيها البُلَهاء والعمَلاء...

أما الشيوعيون، فلْتخفضوا رؤوسَكم أمامهم، صاغرين، استحياءً من نَقاءِ وطنيتهم وشرف نضالهم، ونبالة تضحيتهم في كلّ معركةٍ يخوضها الشعب العربي من معاركِ حرّيته وكرامته وإشْراقِ غَدِه.

* مقالة للشهيد المفكر حسين مروة في جريدة "الأخبار" - زاوية "من لحم ودم" - نُشرت بتاريخ 4 أيلول 1960.



#حسين_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس بالخبز وحده... - تحية إلى ذكرى ثورة 7 أوكتوبر –
- الفَرِحون في العيد ...*
- من قلب، شيكاغو!.
- مقتطفات بمناسبة عيد العمال العالمي
- الموقف والفكر -مهدي عامل-
- ميلاد ... وميلاد
- هذه الشعوب المزعومة ...
- مقتطفات عن -وعد بلفور- المشؤوم
- مجانين ... القدس
- لمن هذه...؟
- الرحلة إلى لبنان الجديد..
- أطفالنا وشكل الوطن!*
- كلمات بسيطة... إلى أمهات المقاتلين


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين مروة - شعوبية، وشعوبيون...