أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - بحث في الدين (2)














المزيد.....

بحث في الدين (2)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6530 - 2020 / 4 / 6 - 22:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


واذا كان بعضهم يصف هذه بـ "الاخطاء" أي هذه الامور التي يرتكبها، بقصد، معظم رجال الدين، وبمرور التاريخ، فهي اخطاء كارثية، ففيها زهق ارواح، وسلب اموال، ومصادرة حقوق، وتضييق حريات، واتهام المفكرين بالهرطقة، والفلاسفة بالزندقة. فمن يعيد لكل هؤلاء الذين وقع عليهم الحيف، ويعيد اليهم حقوقهم، الحقوق المعنوية والعينية معا. وبحسب تعبير ديفيد هيوم " بشكل عام، الأخطاء في الدين خطيرة، بينما التي في الفلسفة سخيفة فقط". وهيوم هنا لا يعني بعبارة "سخيفة" المعنى المستهجن او يريد الانتقاص من قيمة الفلسفة، بقدر ما يريد القول: إن الاخطاء الفلسفية يمكن اصلاحها والرد على مدلولاتها كأن يكون قد التبس على الفيلسوف الامر، أو عصت عليه مسألة من المسائل ففهمها كما فهما هو. وكانت معظم الفلسفات تقوم على نقض الفلسفات التي سبقتها، بمعنى آخر إن الفيلسوف ينتقد الفيلسوف الذي سبقه كأن يبطل فلسفته ويأت بعكسها، أو يقوضها فمثلا أن فلسفة كارل ماركس هي جاءت نقيض من فلسفة هيجل، وبالتالي ظلت فلسفة هيجل كما هي وكذلك ظلت فلسفة ماركس قائمة بذاتها، بل جاءت مدارس أخرى كثيرة بعد ماركس انتقدته وحاولت ابطال فلسفته، حتى حينما كان يرى ماركس "إن الدين افيون الشعوب" فقد جاءت دراسات وبحوث واقوال كثيرة تثبت عدم صحة هذه العبارة واعتبرتها مقولة مبالغ بها وغير دقيقة.
ثم اليس فرانسيس بيكون، كان يعتقد " إن قليلا من الفلسفة يجعل الإنسان يميل إلى الإلحاد، أما التعمق والتبحر فيها فيجعلان عقل الإنسان يميل إلى الدين". وكأن بيكون هنا ينتقد ماركس على مقولته هذه، فيعتبره غير متعمق بالفلسفة، وأن هذه المقولة فيها قسوة مفرطة على المتدينين، علما أن بيكون كان فيلسوف متدينا، بعكس ماركس الموغل بالمادية، والمادية الجدلية. والفلاسفة بحسب تقييم بعض مؤرخي الفلسفة ينقسمون الى ثلاث فئات: ماديون، ملحدون، لاأدريون. ولكل من هذه الفئات الثلاثة مدارسها واتباعها، منذ الفلسفة اليونانية والى يومنها هذا، هي مدارس قائمة بذاتها.
الدين، إذن، لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الاحول، ولا يمكن تبديله، اذ هو والعلم صنوان لا يفترقان، فكما نحتاج للعلم كذلك نحتاج للدين، وافضل من عبر عن هذا هو مارتن لوثر كينج بمقولته "العلم يبحث؛ الدين يفسر.. العلم يعطي الإنسان المعرفة والتي هي قوة؛ الدين يعطي الإنسان الحكمة والتي هي ضبط.. العلم يتعامل أولاً مع الحقائق؛ الدين يتعامل أولاً مع القيم.. الاثنان ليسا متضادين، بل مكملان لبعضهما البعض". فالعلم نكسب به الاولى ونعمّر به الثانية (الدنيا- الآخرة) كما الابدان تحتاج الى تقويمها وديمومتها ومقاومتها للأمراض وما يعتريها من خطوب واهوال، كذلك تحتاج النفس الى ما يقيم أودها لكي تستقر وتمعن بالأمان.
الانسان يحتاج الى قوة ودافع، على اعتباره كيان ضعيف، حتى يقاوم ما يلاقيه من صعوبات الحياة، كي يستمر ولا يتمزق شراعه بأول عاصفة تعتري طريقه في لجة الابحار، فيستسلم لها كالغريق الذي تلقفته موجة البحر فقذفته في الاعماق. هنا سيكون مصيره الغرق لا محالة، فلا من مُنجي ولا من منقذ، بعكس الذي يمتلك قوة، وقوة جبارة، لا تداهن ولا تستسلم، فهو المنتصر، هو القائد الباسل الذي تحوطه جيوش جرارة، وعساكر كثيرة، لكنه يمتلك إرادة صلبة وتحت امرته جنود كماة لا تهاب الموت، ولا تخشى العدو، فسُيكتب له النصر، وسيعود ظافرا مرفوع الهام. وهذا الذي عبّر عنه جورج برنارد شو، الكاتب المسرحي الكبير " الدين قوة عظمى.. انه القوة الدافعة الحقيقية الوحيدة في العالم".
يتبع......



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبحث في الدين (1)
- ماهي قيمة الانسان اذا لم يسمو بطابع وجوده؟
- ابن الفلاح الذي صار الاب الثاني للفلسفة المثالية الحديثة
- من هو الاسكافي الاعجوبة الذي اصبح من عظماء الانسانية
- مزقت شراعه رياح الشك حتى أرسى على شاطئ الايمان*
- مفهوم السعادة لدى الخيام *
- عمر الخيام متصوفاً(1)
- عمر الخيام متصوفاً(2)
- هل يصح الجمع بين الدين والعلم باسكال فعل ذلك!؟
- الانتحار فلسفة أم يأس من الحياة؟
- متظاهر.. مسرحية قصيرة من فصلين
- مصير قطيطة!
- ثورة التوك توك(1)
- رئيس القرية والعارف الفاهم
- الموسيقى الحزينة: والله يا زمن
- من خرافات صاحب كتاب (حياة الحيوان الكبرى)(3)
- من خرافات صاحب كتاب (حياة الحيوان الكبرى)(2)
- أصل الانسان حمارًا وليس قردًا
- نظرية الخلق ودور الشيطان (بدأ الحوار)
- نظرية الخلق ودور الشيطان (لقاء القمة)


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - بحث في الدين (2)