أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - مبحث في الدين (1)














المزيد.....

مبحث في الدين (1)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6530 - 2020 / 4 / 6 - 22:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن لسنا ضد الذين، والمثقف الحقيقي لم يكن في يوم من الايام، وقف يكافح ازاء الدين، ومن قال غير هذا هو من يريد زرع فجوة بين المثقف والدين، فجوة لا يمكن ردمها، اما: لغاية في نفسه، أو لكسب منفعة، أو هو ذاته لم يفقه فلسفة الدين ولا يدرك مغزى وهدف الدين؛ اليس الدين هو اخلاق الهية يطبقها صاحب الدين على نفسه ويتعامل بها مع الآخرين؟. اليس الدين يدعو الى الخير والسعادة والقيم النبيلة؟، وحث الناس على العمل الذي ينجي الناس من براثن الكسل والتكاسل وعدم الافراط بحياة ومصالح جميع الناس على حد سواء، الا ما يخدم مصالحهم المشتركة، التي يفضي بالتالي الى انبثاق روح المحبة والاخلاص والتفاني من اجل الكل، بغض النظر عن صالحهم وطالحهم، ابيضهم واسودهم، وهو ما تدعوه الاديان جميعها، وتشهد عليه فلسفتها وقيمها التي قامت هي نفسها بنفسها؟. هذا ما يعلمه المثقف، والمثقف المطلع، الذي يدرك الهدف السامي لقيم الدين، وما يفهمه كذلك من فلسفة نادى بها الدين، وبيّن رسالتها الانسانية منذ تاريخها، يوم كان الانسان هو اقرب الى الحيوان الاعجم منه الى الانسان العاقل، أي قبل اكتشاف النار، وتحديدا، يوم كان يسكن الكهوف ولا يعرف كيف يبني له منزلا يقيه من القر ومن الزمهرير، ورويدا رويدا حتى وصل الى ما وصل اليه اليوم من تقيات العصور الحديثة وهذا التطور العظيم. كان قد استنجد بالدين ولاذ به كما يلوذ الوليد الصغير بأمه، حينما يشعر بمخاطر جسيمة تحف به.
هذا هو الدين، بتعبير آخر، الدين ملاذ الانسان الذي يصد به المخاطر الخارجية، وبالخصوص المخاطر غير المعلنة، المخاطر المتوقعة، والمجهولة والتي لا يدرك كنهها، ومنها الموت وما بعد الموت والحياة الاخرى التي سيؤول اليها، وما يصاحبها من قضايا يجهلها، ولم يستطع عقله أن يدركها، لأنها فوق مستوى عقله ويعجز عن تفسيرها لبه.
لكن ما هو الدين الذي يريده المثقف، أو بالأحرى الدين الذي هو كان قد فهمه وغاص في اعماق فلسفته؟. هذا هو السؤال.
يرى البير كامو، الفيلسوف والكاتب الروائي "إن طريق الحياة وعرٌ وشاق بدون مساعدة الدين والفن والحب". اذن ثمة ثلاث ركائز رئيسية يمكن لنا من خلالها أن نضع اقدام النجاح في حياتنا ومسقبلنا، هي هذه المعان الثلاث، وقد جعل كامو اول ركيزة هي الدين. وأن فقدنا ركيزة واحد من هذه الركائز سوف يُكتب لنا الفشل، وما بعد الفشل الا الخسران المبين، وعلى وجه الخصوص الركيزة الاولى، التي هي الدين. لكن المشكلة هي في من يستغل الدين ويتخذه مطية يمتطيها في تحقيق مآربه واهدافه. ومثل هؤلاء هم من عناهم شوبنهاور بقوله "الطبيب يشاهد كل الضعف البشري، والمحامي كل الشر، ورجل الدين كل الغباء". يصبح غبيا، رجل الدين، بحسب الفلسفة الشوبنهاورية، حينما يستغل الآخرين ويستفزهم واحيانا يسرق اموالهم ويحتال عليهم، بل وطورا يكذب عليهم بنصوص ينسبها الى الاله وربما الى الانبياء، فلا يخجل من هذا الكذب والتدليس والمراوغة، كل ذلك من اجل مصالحه واهدافه، فهو يجعل المبررات منساقه لخدمته، لا تهمه مصلحة الناس بقدر ما تهمه مصلحة نفسه، اذ يعد نفسه أنه يتصف بالأخلاق، لكن الاخلاق بعيدة عنه كل البعد، فالذي يدلس لا يفقه قيمة الاخلاق، اليس الاخلاق هي رسالة الانبياء؟، اليس هي من دعا اليها بعد الانبياء هم الفلاسفة والعلماء واهل الاصلاح من الخيرين؟. فأين هم من اولئك. وكأن سقراط هو الطبيب الماهر وعالم النفس المتحذلق حينما كان يرى إن" قلة الدين وقلة الأدب وقلة الندم عند الخطأ وقلة قبول العتاب أمراض لا دواء لها". فهذه كالسرطان القاتل لا دواء ينفعه ولا طريقة تجدي به، لأن حالته وصلت الى ادمان الجهل، وركوب المخاطر التي لا يمكن المحيص عنها.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي قيمة الانسان اذا لم يسمو بطابع وجوده؟
- ابن الفلاح الذي صار الاب الثاني للفلسفة المثالية الحديثة
- من هو الاسكافي الاعجوبة الذي اصبح من عظماء الانسانية
- مزقت شراعه رياح الشك حتى أرسى على شاطئ الايمان*
- مفهوم السعادة لدى الخيام *
- عمر الخيام متصوفاً(1)
- عمر الخيام متصوفاً(2)
- هل يصح الجمع بين الدين والعلم باسكال فعل ذلك!؟
- الانتحار فلسفة أم يأس من الحياة؟
- متظاهر.. مسرحية قصيرة من فصلين
- مصير قطيطة!
- ثورة التوك توك(1)
- رئيس القرية والعارف الفاهم
- الموسيقى الحزينة: والله يا زمن
- من خرافات صاحب كتاب (حياة الحيوان الكبرى)(3)
- من خرافات صاحب كتاب (حياة الحيوان الكبرى)(2)
- أصل الانسان حمارًا وليس قردًا
- نظرية الخلق ودور الشيطان (بدأ الحوار)
- نظرية الخلق ودور الشيطان (لقاء القمة)
- قصة الخلق ودور ابليس(عاجل)


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - مبحث في الدين (1)