أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله - ثلاث مقالات فلسفية قصيرة














المزيد.....

ثلاث مقالات فلسفية قصيرة


عادل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 6530 - 2020 / 4 / 6 - 21:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1- االدينُ مؤسسا على العقل وحده

لا يكونُ حظّهُ من الصواب إلّا قليلا، ذلك الذي يكتفي بالاعتقاد، أنّ فلسفة كانط النقدية، لم تكن في حقيقتها سوى مجموعة من المؤلفات الفلسفية، بالغة الأهمية في تاريخ نقد العقل و فحص مؤهلاته المعرفية، لبيان قدرة العقل على تحديد ما يمكن له معرفته، و ما لا يتمكّن من معرفته أبدا.
مثلما لا يكون حظّه من النجاح إلّا قليلا أيضا، ذلك الذي يذهبُ خطوة أبعد من ذلك في اعتقاده، مفادها، أنّ غاية كانط القصوى هي تأسيس علمٍ للميتافيزيقا على غرار علم الرياضيات و المنطق الصوري.
ذلك لأننا نرى أنّ محاولة كانط النقدية تتخطى مثل هذه الغايات كلّها – على وسعها و أهميتها – بل أنّ هذه الغايات لم تكن في حقيقتها سوى وسائل فكرية لبلوغ الغاية القصوى لفلسفته، و هي، على نحو مباشر لا نجدّ غلوّا و لا حرجا في وصفها، بأنها، محاولته الفريدة في نشر تعاليم دين جديد يتأسس على خصوصية تلك المؤلفات ذاتها، دين يكون العقل وحده مصدرا لتعاليمه كلّها، يقول كانط في تصديره لكتابه نقد العقل المحض " فبهذا النقد وحده، يمكن أن تُقتلع من الجذور: المادية القدرية و الإلحاد و الزندقة و التعصب، أي كل ما يمكن ان يصبح مضرّاً بعامة، و أخير أيضا المثالية و الريبية اللتان تهددان المدارس بخاصة حيث يصعب انتشارها بين الجمهور. فلو تفضلت الحكومات بالاهتمام بشؤون العلماء لكان من الأجدر بعنايتها الحكيمة إنْ بالعلوم ام بالإنسان أن تشجّع حرّية نقدٍ كهذا من حيث يمكن ان يسهم في وضع أسس ثابتة للمعالجات العقلية"

2- الانحراف الأكبر في مسار الفلسفة
( إذا أخذنا أيّ مجلّدٍ في اللاهوت المدرسي أو في الميتافيزيقا المدرسية، و تساءلنا : هل يتضمّن أي تعليلات تجريدية حول الكم و العدد؟ - كلّا .
هل يتضمن تعليلات تجريبية حول وقائع الوجود ؟ - كلّا.
إذن إرمه في النار، لأنه لا يمكن أن يتضمّن سوى سفسطات و أوهام )
- - ديفيد هيوم

في لحظة استشراف لمستقبل الفلسفة ، ربّما كانت هي الأعمق في تاريخ الفلسفة كلّه، رأى ذلك الشابُ الاسكتلندي الأعزب، أنّ الدين قد بدأتْ يحقق الكثير من المكاسب بعد أن أصبحتْ الفلسفة المثالية عضُدا و سنداً عقلياً له. و لأنه كان الرجل الأكثر مقتاً للدين في العصر كلّه، حدّثَ نفسه بضرورة وضع ستراتيجية فلسفية مستقبلية تسفر بعد تحققها عن مشهد القضاء على الدين، لا في الفكر الأوربي فحسب، بل و في أذهان الناس أيضا.
كانت ستراتيجية تقوم على عدة خطوات، منها : العمل على ضرورة فكّ الارتباط بين الدين و الفلسفة، عن طريق ربط المعرفة الإنسانية كلّها بالتجربة، بوصفها المصدر الوحيد الموثوق للمعرفة للبشرية. و هكذا أسس بنوع فهمه التجريبي هذا الى مشروع العمل الكانتي بأجمعه – على اختلاف كانت معه – مثلما مهّد و عبر الفهم نفسه لظهور أكبر مدرسة فلسفية تبنّتْ على عاقتها طرد الميتافيزيقا و الدين من نطاق التفكير البشري، أعني " الوضعية المنطقية " و " حلقة فيينا " حيث أعلن أعلام هذه المدرسة: بأنّ قضايا الدين و الميتافيزيقا هي نوع قضايا زائفة، أو أنها في أحسن الأحوال، أشباه قضايا بسبب من عدم إمكان التحقق من صحتها أو كذبها عن طريق التجربة، و هو نفس المبدأ العلمي الذي تبناه من بعد أصحابُ النزعة الطبيعية من العلماء، حين أعلنوا أن الطبيعة و المنهج التجريبي هو المصدر الوحيد للمعرفة.
و لئن كانت هذه الخطوة من ستراتيجية تخصّ الفلاسفة و العلماء وحدهم، فإن الخطوة الثانية من الستراتيجية نفسها، ستكون شاملة للبشر جميعا، حيث أعلن هيوم : أن الانطباعات الحسية أسبق من الأفكار في الذهن البشري، إنها في المقام و المرتبة الأولى، أما الأفكار فهي في المرتبة الثانية، و لأنّ السواد الأعظم من الناس يميلون بطبعهم الى تفضيل الحواس و المشاعر على العقل و الأفكار، وجدت هذه الفكرة الخطيرة مكانها الواسع في حيّز الذهن البشري، فأصبح الناس يعنون بحياتهم الحسية أكثر من عنايتهم بالحياة العقلية، و ليس يخفى ما لمضمون هذه الفكرة ذاتها من أثر عظيم في فلسفة نيتشه، مثلما لا يخفى ما لفلسفة هيوم من أثر عظيم في فلسفة كانط، الذي قال عن هيوم " لقد أيقضني هيوم من سباتي الدوغماتي "
على الرغم من أن فلسفة كانط، قد عملت في كثير جداً من مبادئها على تفنيد و تصحيح مبادئ فلسفة هيوم.

3- اللجوء الى الدعاء

ليس اللجوءُ الى الدعاء وهماً من أوهام المؤمنين بالله، كما ينظر المنكرون لمثل هذا الممارسة النفسية. من حيثُ أنّ الكثير ممن يلجأون الى الدعاء في أوقات شدّتهم، يحصلون بالفعل على راحة البال و طمأنينة النفس، بعد الفراغ من دعائهم مباشرة.
فإن قال لي أحدٌ ممن ينكرون على المؤمنين مثل هذه التجربة، بأنّ هذا الذي يحصلون عليه عقب دعائهم، لا يعدو كونه وهماً من الأوهام أيضا،
قلت له : بل الوهم كلّه في الذهاب الى اعتقادٍ مثل هذا، لسببين اثنين،
الأول منهما هو، أنه لا يحقّ لك الحديث عن تجربة لم تمارسها بنفسك، أعني أن عدم لجوئك الى الدعاء في ساعة العسر، لا يمكن أن يؤدي، بوصفه مقدمةً، الى نتيجة مفادها ، لا يمكن لأحد الحصول على راحة البال من خلال لجوئه الى الدعاء. لأن مثل هذا النوع من الاستقراء فاسدٌ منطقياً.
أمّا الآخر فهو، أنْ لا فرق – في علم النفس الحديث – بين سعادة حقيقية و أخرى متوَهّمَة، مادمت النفس تشعر بالسعادة الحقيقية في لحظة من لحظاتها .
مع ذلك، يبقى السؤال قائما، الى أين يتوجّه الانسان بثقل روحه في ساعة العسرو اليأس من أيّما حل واقعي لمحنته، إنْ لم تكنْ وجهة الدعاء غايته ؟



#عادل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بائع الموت المتجوّل - قصائد في تحايث الموت و الحياة
- هدنةٌ في حروب العِلم على الدين، الاختصاصات غير المتداخلة
- أدورنو و صناعة الثقافة - بحثٌ في الأساليب الرأسمالية للتسلّط ...
- قُطّاع طريق الفلسفة
- هل كان آينشتاين ملحداً؟
- الدينُ و العِلم - الإيمانُ و الإيمانُ المقابل
- لماذا لا تحدث المعجزات الآن؟ بحثٌ في عبارة لآينشتاين
- أدونيس، معالجات الناقد الأدبي لموضوعات المفكّر - القسم الثان ...
- أدونيس، معالجات الناقد الأدبي لموضوعات المفكّر
- دولُ الورق، بين الفكر و السياسة
- (العودُ الأبدي - إرادةُ القوّة ) قراءة في البُعد الأخلاقي لف ...
- الجابري - طرابيشي بحثٌ في حوار المروّض و الأسد
- فضائح العقل الملحد - خيمةُ الزواج و خيمة داوكنز
- بائع الإلحاد المتجوّل - سبعة مداخل نقدية لكتاب - وهم الإله - ...
- بائع الإلحاد المتجوّل - سبعة مداخل نقدية لكتاب - وهم الإله -
- هل الإلحاد موقف معرفي أم أخلاقي ؟
- فضائح العقل الملحد - دراسة في تهافت الحجج العلمية و الفلسسفي ...
- مرثية الشعر لنفسه
- أسوة بالرياضيين عندما تنضب مواهبهم، لماذا لا يعلن المبدعون ا ...
- الشعر و التصوّف ، تكامل أم ممانعة ؟


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله - ثلاث مقالات فلسفية قصيرة