أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - شهادات للتاريخ والأجيال الشطرة ..موسكو الصغيرة (2)














المزيد.....

شهادات للتاريخ والأجيال الشطرة ..موسكو الصغيرة (2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6530 - 2020 / 4 / 6 - 19:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شهادات للتاريخ والأجيال

الشطرة..ايام كانت موسكو الصغيرة(2)
توثيق بنكهة حكايه!
د.قاسم حسين صالح

كنا ونحن صغارا، يحذرنا كبارنا من الاقتراب من بيت " التميمي " لأنه مراقب من الشرطة والأمن، الذين كانت لهم أيامها رهبة مرعبة. ولقد عرفنا فيما بعد أن أحد أفراد هذه العائلة المحترمة كان شيوعيا،وقيل لنا انه كان أصغر سجين مع " فهد ". وكان هذا السجين(الشطري) الصغير آنذاك هو الذي ترأس فيما بعد نقابة الصحفيين .." شهاب التميمي " الذي أكرمه نضاله بأن وضعه على رأس السلطة الرابعة!..وغادر الحياة من غير تكريم له من الحزب الذي ضحى من اجله احلى سنوات عمره..وفي هذا عتب على الحزب ان ينسى رواده.
كانت " الشطرة " تسمى في خمسينيات وستينيات القرن الماضي " موسكو الثانية او موسكو الصغيرة " لكثرة ما فيها من شيوعيين ومثقفين تقدميين.وكنا في ستينيات القرن الماضي عصبة من الشباب تضم ابن أكبر تاجر في الشطرة،وابن رجل دين بارز فيها،وابن فلاّح يجيد قراءة " الأبوذيه" وشاب اسمر صار فيما بعد شاعرا مشهورا..(زامل سعيد فتاح)،وأنا. والغريب أن صديقنا ابن رجل الدين كان أثقفنا في غير الدين ويدهشنا بعقله الذي كنا نعدّه آنذاك موسوعيا. وكانت له نباهة خبيثة!..منها انه قال لنا بمناسبة عودة والده من الحج،أن موسم الحج الى مكّة في زمن الجاهلية مأخوذ من طقوس عبادة آله الخمر " ديونيسيوس ". فسأله صديقنا أبن الفلاّح وهو يحتسي " حليب السباع " : " صدقه للحجي..ما تكلي منو دنسوس هذا ؟". فأجابه ساخرا : "من عشيرة الخلفوك ،تبقى غبي..آني ما أعرف اشلون لينين اتبناهم للفلاحين المتخلفين ".

وحقا، كنت أنا أيضا لا أعرف من هو " ديونيسيوس "..فقصدت صباح اليوم الثاني مكتبة " نعيم العصفوري " ليسعفني بأصل ديونيسيوس وفصله.( بالمناسبة ،مكتبة نعيم العصفوري كانت أشهر مكتبة تقدمية في الشطرة،انتقل بعدها الى شارع المتنبي،وغادر الدنيا عصاميا(.

وكان ابن رجل الدين هذا يصدمنا في حالة إبهار،ويضع عقولنا في حالة تحدّ وتساؤل عن أمور ليست في برامج عقولنا " الفريش" والعطشى للمعرفة..منها مثلا أننا كنا نتحدث عن الزواج فقال لنا: إن النبي سليمان كان مغرما بالنساء الجميلات،وأنه ورث حب النساء هذا عن أبيه داود الذي كانت له 99 زوجة،فزاده سليمان بخمسمائة وواحدة"،يعني(600)زوجة! فعلّق احدنا ساخرا..شصار سليمان هذا ..هم لو حصان عواد ابوكحله ما يدبرها..وكان حصان عواد هذا "أصيل" يقصده كل من لديه فرس لتحبل منه!

كنت أنا ابن رجل دين أيضا ، فوالدي أسمه " الشيخ حسين،وليس حسين حاف " .وتعني الشيخ في ريف الجنوب العراقي الرجل المؤمن لمن هو ليس " سركالا " أو إقطاعيا . وكنت في بدايات شبابي اكثر العصبة ورعا على قلتّه! فلاطفت ابن رجل الدين قائلا:

- أنت ما تكلي اشلون ابن وكيل المرجع سيد هادي..وملحد !؟.

نظر أليّ وقال:

+أكيد حضرتك تعرفه لفرويد..تدري شيكول : نحن من خلقنا الإله بأنفسنا ثم أخذنا نعبده.

فرددت عليه:

- اللعنه عليك وعلى فرويد.(يومها كنت قد سمعت عن فرويد ولم أقرأ له،لأن أحدهم قال لي..هذا فد واحد اباحي كل كتاباته عن الجنس).

ولما شعر صديقنا ابن الفلاّح أن " الكعده " ستتحول الى ما يتعب الرأس،صدح ببيت من الأبوذيه: " حبيبي لا تشد راسك سلامات ". وختمه " اليوم أريد أحباب كلبي " . واغرورقت عيناه بالدموع ، فعلّق عليه ابن رجل الدين ساخرا : " هي ابن الكح...هسه أنت ما الكيت وحده تحبها إلا بنت الشيخ !". وكان صديقنا ابن الفلاّح هذا قد عشق ابنة شيخ عشيرته الذي كان إقطاعيا متنفذا وصديقا لمدير أمن الشطرة!

كان "تحرشنا" في الدين مزاحا..ما كانت فيه اساءة له.وكان بيننا من لديه أيمان قوي بالله ومن على شاكلة بطل رواية (الحب في زمن الكوليرا)..الذي يسأله المثقف:هل تؤمن بالله؟ فيجيبه:كلا ،ولكنني اخاف منه!
وتدور الأيام ليأتي زمن يثبت فيه بالمطلق ان الذين اساءوا للدين هم من استلم السلطة من قادة احزاب الأسلام السياسي،الذين كرّهوا الناس في الدين،والذين بسببهم تنامت ظاهرة الالحاد بين الشباب العراقيين بعد ان ثبت لهم ان احزاب الاسلام السياسي تحولت الى شركات فتحت خزائنها لنهب ثروة الشعب في حال تنطبق عليه مقولة جهنم..يسألونها هل امتلأت تقول هل من مزيد.وان الكفر الحقيقي هو ان يخون رجل الدين ما اؤتمن عليه وتخرج عليهم الناس تهزج بأعلى الأصوات (باسم الدين باكونه الحراميه).

ان السياسة في العراق،بكوارثها،بمطباتها،بتدخلات مخابرات اجنبية وقوى اقليمية..توقع اي حزب في اخطاء،و نحن على يقين ان الحزب الشيوعي العراقي قد استوعب اخطاءه،وصار الآن يمتلك ارادته الحرة،ويعي اكثر ان نشاطه يكون اوسع وانفع حين تاخذ العناصر الشابة دورها في قياداته ،وان قوته تكمن في نزاهته وسعيه لتوحيد قوى اليسار لتحقيق هدف انساني نبيل يتجسّد في (وطن حر وشعب سعيد).
*
• لمناسبة الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون (86) سنة..ولم يستلموا سلطة(1)
- الى خلية الأزمة مع التحية.الشائعة..تقتل ايضا!
- لماذا نكذب؟.وصفة سحرية لكشف من يكذب عليك!
- العراقي في نيسان..العراقيون لا يكذبون!
- Psychon eurose(2-2).
- فوبيا كورونا..الموت هلعا(2-2)
- Coronavirus Phopia (1 - 2)
- رئيس جمهورية العراق يلقي خطابا!
- فوبيا كورونا (2 - 2)
- فوبيا كورونا(1-2)
- نوروز..ستبقى فرحا يوحّدنا رغم كورونا
- فيروس كورونا..ما احدثه سيكولوجيا واجتماعيا
- فايروس كورونا..من منظور سيكولوجي - بيولوجي - وديني
- الدلالات السيكولوجية للتحقير الجنسي في شعر مظفر النواب السيا ...
- المعلم العراقي..من (الأفندي) الى سائق أجرة!
- الضد وضده النوعي في ابداع مظفر النواب - تحليل سيكولوجي
- الحاكم والمحكوم في العالم العربي - مقاربة نفسية اجتماعية (3- ...
- الحاكم والمحكوم في العالم العربي -تحليل سيكوبولتك (2-3)
- الحاكم والمحكوم في العالم العربي - تحليل سيكوبولتك
- سلطة الرمز الديني في اللاوعي الجمعي العراقي -مقتدى الصدر انم ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - شهادات للتاريخ والأجيال الشطرة ..موسكو الصغيرة (2)