أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إعتراف الريماوي - هدى علي...طفلة تشهد...














المزيد.....

هدى علي...طفلة تشهد...


إعتراف الريماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


كانت تصرخ ولا تسمعها إلا ذرات الرمال، وأباها قد غاب بعيدا في رحلة لا يرجع منها، ووجهه يحدق بالسماء وقد يسمع هدى تصرخ وتنادي، لكن بفعل الحقيقة فهو لا يقدر الإجابة... أمها كذلك، أخذتها الغيبوبة الأبدية في موت ساقته لهم قذائف ورصاص العدو...أسرة يغتالها نفس العدو...لتبقى هدى تنوح وتصرخ وتنادي... ولا أحد يسمع سوى فلسطين والبحر الأسير الحزين...
في فلسطين كل شيء متوقع وممكن، لا فرق بين الزقاق ولا الحي ولا الشاطئ، فهذا الشاطئ الذي سرقوه منا، لا يجعلونا نستجم حتى بما تبقى منه في غزة، فإذا لم يُسرق كشواطئ حيفا ويافا وعكا وطول الساحل الحزين، فهم سيحولونه إلى شاهد على مجازرهم وجرائمهم....ربما الفرق في حجم القتل أو المعاناة الذي سيكون من نصيب الفلسطيني هناك...
في يوم عطلة وإستجمام كما فكرت تلك الأسرة الحزينة، أسرة هدى علي، التي إنتكبت يوم الجمعة الموافق 9/6/2006، بالممكنات البسيطة والمتواضعة كانت النية للعب والفرح وطرد قليل من الروتين والإعياء الملازمان للفلسطينيين المسجونين هنالك في قطاع غزة، أسرة تحمل أطفالها لتفرح، ماذا قد يحصل؟!
في فلسطين، ليس لأن فلسطين هكذا، بل لأنه الإحتلال الذي يتنافى مع أي مظهر إنساني، بل يُمعن في إحتراف الجريمة وسلب الإنسان للحظاته...إذن على الشاطئ ذاك، في مدينة غزة، في ذلك التاريخ، لم يرق للعدو الصهيوني أن يرى أسرة فلسطينية تلهو، أطفال يخرجون عن المألوف ويكسرون حدود السجن في مخيلاتهم وهم ينظرون للبحر الكبير،...ترى هل الإحتلال قد خاف منهم أن يتصوروا بحر فلسطين كله...فأقدم على إغتيالهم؟! لا نستبعد أن يتم إتهامهم بذا أو بغيره وبدون أي إتهام أيضا... القتل عادة ملازمة له دوما...
البحر الغزي، ورمال الشاطئ وقليل من الألعاب الطفولية البسيطة، وزاد من الأكل المتواضع للأسرة المتواضعة، صورة تحولت إلى مأتم ومقبرة...تحولت لحظات الفرح إلى دموع، وتحولت مياه البحر التي يلهو ويسبح بها الأطفال إلى دم وموت وحزن ومرارة... مثلما سلبوا البحر دائما فقد سلبوه أهله أيضا...وإغتالوا الفرح الطفولي... ليس اليوم فقط...فمنذ متى لم يكونوا هكذا...ماذا حصل بالشعب الفلسطيني عام 1948...ماذا فعلو بدير ياسين وقبيا وصبرا وشاتيلا ومجزرة الأقصى والحرم الإبراهيمي وعيون قارة و وغيرهم الكثير، ألم يقدموا على تكسير أيادي المناضلين وإغتيالهم بالسجون وأقبية التحقيق؟! ماذا يفعلون غير القتل الذي تحمله طائراتهم وجرافاتهم وعقولهم وراعيهم الأمريكي والساكت والصامت العربي والعالمي عن تلك الأحداث المؤلمة وغير الإنسانية بل الفاشية والنازية...
في فلسطين، الأطفال والشيوخ والشبان والحجر والنبات والسماء والهواء يدفعون الثمن....لأنهم أهل البلد الحقيقيين... لأنهم يرفضوا الإحتلال الإستيطاني ويسعون للعيش بأمن وأمان وكرامة وحرية...فلا يروق ذلك للمستوطن فيمعن قتلا وتنكيلا ولكن لن يتغير الفلسطيني إلا بتحقيق الحلم....فهدى وأسرتها تشهد كما الطفل فارس عودة وحجو والدرة من قبلها...والآخرون الذين لم يروا الحياة كونهم وُلدوا على حواجز الإحتلال ليدلوا بشهادة أقوى...وآخرون من هم بالسجون وفي المستشفيات ولا يقدرون على الحركة التي سلبتها أيضا نفس الرصاصات من نفس الطفولة الفلسطينية.



#إعتراف_الريماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات وتفاقم حالة الإستقطاب...
- الصمود أو الإستجداء...
- على ماذا يتصارع قطبي السلطة؟!
- منطق الإبتزاز والإستعباد !؟
- نحن بحاجة للتوحد لا لإلصاق الإتهامات...
- الدروس في إقتحام سجن أريحا!
- الإنتهازيون أيضا ينتقدون اليسار!!؟
- اليسار الفلسطيني: من المد إلى الإنحسار؟!
- إرهاصات -أوسلو- ليست قدراً...
- المؤسسات الأهلية بين الشكل والمضمون!
- في نتائج الإنتخابات التشريعية الفلسطينية
- صمود الشعب حلقة مركزية في مشروع مقاوم يتشكل عربيا وعالميا
- المرأة في الخطاب الإنتخابي والواقع...
- نحن بحاجة لإرادة -تشافيزية-...لمواجهة الضغوط الأمريكية
- كفى.. كفى ..كفى.. -صوتك أمانة تسأل عنه يوم القيامة-
- التشريعي القادم والتوازن المطلوب...
- في أسباب فشل تجسيد التيار الثالث ...
- طلبة جامعة بيرزيت :لا للإعتقال السياسي
- الذهنية الصهيونية والسلام المزعوم!
- الأجندة المختلفة والشراكة السياسية


المزيد.....




- قائمة أكثر 10 مطارات ازدحامًا بالعالم..ما هي؟
- مصور يوثق جوهر الجمال في لبنان عبر سلسلة من الصور الجوية
- اختبارات صحية في المنزل تساعدك على معرفة سرعة رد فعلك
- مستثمر إيطالي يشير إلى ارتفاعات مهولة في فواتير الغاز والكهر ...
- السر وراء تدجين القطط… اكتشاف مذهل من مصر القديمة
- من تصفية حماس إلى تهجير السكان.. كاتس يكشف استراتيجية إسرائي ...
- السوداني: وجهت دعوة إلى الرئيس السوري لحضور القمة العربية في ...
- تقرير: استبعاد مسؤولي -الشاباك- من مرافقة نتنياهو إلى غزة
- تورط مواطن مصري في مخطط تخريبي بالأردن
- بعد الزلزلال المدمر في ميانمار.. فيضانات تغمر شوارع ومباني ث ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إعتراف الريماوي - هدى علي...طفلة تشهد...