أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - سوبرمان صنيعة المؤسسة الامريكية














المزيد.....

سوبرمان صنيعة المؤسسة الامريكية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6529 - 2020 / 4 / 5 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الطفولة وانا اتذكر جيدا سحر مجلة سوبرمان, كنت اشتري اعدادها القديمة بدرهم عراقي (50 فلس) في نهاية ثمانينات القرن الماضي, قصص متتابعة تتحدث عن شاب امريكي ينقذ العالم من المجرمين, ويصلح كل ما يفسده الاشرار, كانت افكارها تسحرني عن رجل خارق يصحح كل اعوجاج الحياة, وأتساءل لماذا لم يظهر في بغداد؟ هل ان امريكا بحاجة لمنقذ وهي تعيش الحياة بأفضل صورها, لماذا لا يأتي سوبرمان لبغداد ويخلصنا من ظلم صدام, ولماذا لا يكون "السوبرمان" رجل عراقي صاحب نخوة وضمير حي!؟ وهذا ما جعلني اشعر بالخيبة من هذا السوبرمان الامريكي.
عندما كبرت فهمت ما هو هدف المؤسسة الامريكية من الترويج للسوبرمان الامريكي, عملية دك الحصون الثقافية الاخرى.
سوبرمان هو الرجل الامريكي الخارق للعادة, يحاولون جعل يده تصل لكل العالم, حيث لجأ المؤلفين الامريكان لصنع المثال الامريكي بشخص خارق في كل شيء, خارقا حتى في مشاعره الوطنية وسعيه لحماية القانون الامريكي, كيان من غير تاريخ يتم بنائه على الاساطير والخرافات, والتي تجد مهتمين في كل بقاع العالم مع انها اوهام الكتاب الامريكيين.

• سوبرمان والمجتمع الامريكي
المتتبع للمؤسسات التي تخطط للمجتمع الامريكي, انها سعت عبر الاسطورة لبناء مجتمع يحس بالتفرد والتعالي عن باقي الشعوب, واحتضنت المؤسسات الامريكية الحاكمة علماء الاجتماع الكبار والكتاب والفلاسفة المهمين, كي يخططوا للامة الامريكية مسارات خيالها وقيمها وارثها, هذا الامر بدأ من زمن الاباء المؤسسين للولايات المتحدة وصولا الى ترامب في يومنا هذا, فالرسوم المتحركة والقصص والروايات وافلام هوليود والعاب الكومبيوتر والاعمال الادبية كلها تصب في مصب واحد, وهو اسطورة البطل الخارق الامريكي المتفرد عن باقي الامم.
وهنا نكتشف ان المنقذ الامريكي ما هو الا نسخة من فكرة المسيح المخلص الموجودة في الانجيل, ويرددون فكرتها كل يوم احد في الكنائس, لكن سوبرمان فكرة المنقذ العلمانية, الشخص القوي الذي يحارب الشر وينتصر للمظلومين من دون مقابل.

• بوش الاب والابن الخارقين
وكان الرئيس بوش الاب والابن تجسيدا للسوبرمان, حيث يعطيهم الاعلام العالمي دور المنقذ على مستوى العالم, حيث يلبي بوش الاب نداء الكويتيين, فيسرع لإنقاذ الكويت من جبروت صدام فيحاربه ويعيد الكويت للكويتيين, (مع انهم هم ما اعطى صدام الضوء الاخضر لغزو الكويت! فكانت صورة للرئيس الخارق الذي يصلح الكون ويحارب الاشرار.
ثم كيف قام بوش الابن بتخليص العراقيين من حكم الطاغية صدام (كما يصوره الاعلام بانهم محررين ), مع انهم هم من جاء بصدام ومن دعمه وسانده! لكن الصورة التي سوقها الاعلام العالمي انهم يسعون لتحرير الشعوب من الطغاة!
وكأن صورة معبرة بالتمام عن الفكرة التي في مخيلة الامريكيين عن المنقذ الامريكي, وتحقق لها شيئا على ارض الواقع, وحتى حصار ايران الحالي يدخل ضمن قدرات السوبرمان الامريكية, وحروبه في الشرق الاوسط ضد الاعداء الافتراضيين, دفاعا عن العدل "كما يصوروه لمجتمعاتهم", الغريب ان اهم حروب سوبرمان امريكا فقط في الشرق الاوسط.

• ضرب هيروشيما ضربة خارقة
ما شهدته الحرب العالمية الثانية شيء, والضربة النووية الامريكية لليابان شيء اخر, حيث كانت ضربة خارقة للعادة منسجمة مع ما يتم تصويره في قصة سوبرمان, اي انها تجسيد لمنهج الخارق للعادة, وكانت منسجمة مع ما تربى عليه المجتمع الامريكي, لذلك كان سعيدا بتلك الفعلة باعتبارها تجلي للمنقذ الامريكي في ارض بعيدة, وعندما فعلها الرئيس الامريكي من دون اي انسانية او وخزة ضمير على الالاف من اليابانيين وهي يموتون بلحظة اختارها الرجل الامريكي الخارق, فهي تمثل صورة الرئيس الخارق الذي بحركة واحدة قلب موازين الحرب الكونية.
وهكذا ارتسمت دائما صورة الرؤساء الامريكيين على انهم من صنف الخوارق, لان افعالهم فوق قدرات البشر, وكل هذا ليس وليد الصدفة, بل تم التخطيط له بإتقان شديد.

• العولمة الثقافية عبر سوبر مان
هو محاولة عبر اسطورة الرجل الخارق ان يفتتن المغلوب بسلوك وحياة الغالب, هي سنة من سنن البشر, يقول ابن خلدون: "ان المغلوب مولع ابدا بالاقتداء بالغالب, في شعاره وزيه ونحله وسائر احواله وعوائده" ــ ابن خلدون – 1993 – 116.
بالإضافة لتأثير وسائل الاعلام في جعل الاسطورة محببة ويتقبلها المتلقي بكل الحب, وتأثيرها اللاحق على سلوك الافراد بما تملكه من جديد يؤدي الى فرض نمط الحياة الغربية الاجتماعية على المجتمعات الاخرى, اي انه عبر اسطورة الرجل الخارق يتم هد الحصون الثقافية والاجتماعية, وبدورها تخلق واضع اجتماعي جديد, يحمل مضامين وقيم واحلام هدامة لما كان سائد, مثلما كرست الفردية الزائدة لتهدم التكافل الاجتماعي الذي كان سائدا في مجتمعاتنا, وهكذا حققت امريكا هدفا خبيثا عبر سوبرمان.

وللكلام بقية...



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستار كاووش ورحلة الابداع العالمي
- قصة قصيرة جدا القمح
- سقطات رواية قواعد العشق الاربعون
- الوباء والمجتمع والاحزاب
- سلوكيات اجتماعية مرفوضة
- قصة قصيرة جدا ..... مصادفة
- قصة قصيرة جدا ..... رائحة
- المجتمع العراقي والسلوك الديمقراطي
- كلام حول جريمة غسل العار
- اختفاء
- الطبقة السياسية وسحت مخصصات بدل الايجار
- البقاء لله
- الحرية والعبودية يتجسدان في حاضرنا
- السلف والقروض الحكومية والفوائد التعجيزية
- صدام والولادة في سراديب البيت الابيض
- شاهدت فيلم خيال مآتة
- امريكا وحريق الشرق الاوسط
- وماذا بعد البلطجة الامريكية ؟
- دعاة الجمود الفكري في الاسلام
- شاهدت 12 رجلا غاضب


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - سوبرمان صنيعة المؤسسة الامريكية