أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عطا درغام - ما أشبه الليلة بالبارحة مابين الكوليرا والكورونا..!!!!














المزيد.....

ما أشبه الليلة بالبارحة مابين الكوليرا والكورونا..!!!!


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 18:38
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


كل فترة يطل علينا وباء خطير باسم مختلف في كل مرة ....الطاعون..الكوليرا..الأنفلونزا الأسبانية.. سارس..أنفلونزا الطيور..أنفلونزا الخنازير ..كورونا.

يكتسح هذا الوباء الناس الناس فيرديهم موتى ،ويسود الذعر الشديد أرجاء المعمورة ينتشر الوباء فى كل الأرجاء ويحمل الموتى الى القبور بلا تجمع ولا تشييع جنازات ولم تدمع العيون على الموتى فقد يصبح الباكى ميتا بل ومدفونا , ينزعج الناس لمجرد أن يروا إنسانا يعطس أو يتقيأ أو يصاب بالمغص يفرون منه فرارهم من الوحوش .

وقبل أن يودعنا عام 2019 أطل علينا الوباء في شكل جديدة وصورة مغايرة لأقرانه السابقينن وبعد أن كانت الهند وأمريكا الجنوبية مصادر غنية لهذه الأوبئة جاءنا هذه المرة من الصين.

استهان به العالم في البداية واستهان به الناس بعد أن أقنعهم محمد هنيدي في فيلم( فول الصين العظيم) أنه سينيم الصين من المغرب،و وبسبب انفتاح العالم علي بعضه ، أخذ يغزو ببطء لأن آثاره لا تظهر علي المصابين إلا بعد أربعة عشر يومًا من تمكنه منهم .

فجأة أعلنت وكالات الأنباء الأرقام المخيفة التي تزداد كل يوم في الصين، ثم انتقل إلي الخليج العربي وأوروبا وأمريكا، ووسط كل هذه الأحداث اعتقدنا أننا بمعزل عنها ولن يستطيع الفيروس أن يدخل بسبب طبيعة الجو التي ستتغير مع ارتفاع درجة الحرارة.....

لغط وجدل بين الناس، مابين مصدق ومكذب ومابين مروج للشائعات وما بين من يؤكد انتشارها في مصر..ووسط هذه الشائعات ،انزعج الناس وخشوا علي أولادهم من التجمعات، فمنعوهم من الذهاب إلي المدارس ولم يمنعوهم من الذهاب إلي الدروس ، حتي استيقظنا علي الحقيقة المرة بسب التباطؤ واللامبالاة في التعامل مع القادمين من الخارج .

ومع إعلان أول إصابة بالكورونا في مصر، ثم أول حالة وفاة ثم فرض الحجر الصحي علي عدد من الأسر في مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية .

أصدرت الدولة حزمة من القرارت تمنع فيها التجمعات ، وتوقفت كافة الأنشطة في أنحاء البلاد..

استيقظ المصريون علي الحقيقة المرة وشعروا بأن حياتهم باتت مهددة لعدم توافر مصل حقيقي بفيروس الكورونا.

واستبد القلق بالناس وشعروا باليأس، وجدوا أنه لا ملجأ إلا الله ليكشف عنا هذه الغمة ويرفع البلاء عن الناس..

.ماذا يفعلون بعد منع الصلاة في المساجد..؟

ظهرت بعض الدعوات عبر صفحات ( فيس بوك) تدعو الناس إلي الخروج في شرفات المنازل في وقت واحد في الثانية صباحًا ، أسوة بما فعله شعب المغرب.

وفي الثالث والعشرين من مارس خرج الناس إلي شرفات المنازل في بعض محافظات مصر للدعاء والتكبير، ولم يكتف بعض الناس بالشرفات فقط بل نزلوا الشوارع ضاربين عرض الحائط بتحذيرات الحكومة من التجمعات والاختلاط.

و وما أشبه الليلة بالبارحة ، ونعود بالذاكرة إلي عام 1947 في جديدة المنزلة ؛ لنجد واقعة مشابهة لما حدث هذه الأيام طلبًا للنجاة عندما غزت الكوليرا وتمكنت منها.....تنهش أجساد أهلها..لا ترحم فقرهم....ولا ترحم ضعفهم....فمن لهم..؟..من يخلصهم من هذا العذاب...؟.....من يخفف عنهم هذه الآلام...؟ليس لهذه النفوس المعذبة إلا رب العزة يلتمسون منه العفو والمغفرة، وأن يرفع بلاء الكوليرا.

وظهر من بين هذه الأجساد الضعيفة المرحوم ( بسام عبد الغني) وهو تقريبًا في العشرين من عمره أو ما يزيد ، وكسر حاجز الصمت والخوف اللذين سيطرا علي القرية خلال أيام الكوليرا..انطلق يجري في القرية مرددًا:

يارب الطف بينا

وأنت عالم بينا

يارب إحنا غلابة

وسمع أهالي القرية هذا النداء، وتجاسر شخص وخرج معه، ثم شخصان، ثم تبعهما ثالث ورابع وهكذا حتي تزايدت الأعداد ،و أصبحت مظاهرة كبيرة تطلب المدد والعون من رب العزة أن يرفع البلاء مرددين:

يارب الطف بينا

وأنت عالم بينا

يارب إحنا غلابة

قويت إرادة التمسك بالحياة عند الناس متحديين الكوليرا التي أخذت تتلاشي بعد ذلك شيئًا فشيئًا أمام الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة، حتي قضت علي المرضي تمامًا وأخذ في التلاشي في نهاية نوفمبر واختفي تمامًا خلال شهر ديسمبر من عام1947.

........................................



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا في زمن الجاهلية
- المشروع البحثي وسبوبة منتظرة
- مصر في طريقها للاعتراف بإبادة الأرمن عام 1915
- الشهيد الذي كرمته السماء والأرض.....في ذكراه الأولي
- مفردات البيئة في الريف المصري
- مقاومة دودة القطن في القرية زمان
- شارل أزنافور..... قيثارة الغناء الفرنسي
- لغز الطعايمة
- حكاية الطليعة الوفدية
- تراث القاهرة العلمي والفني في العصر الإسلامي
- حقائق وأساطير تروي عن الطعايمة
- أحن إلي خبز أمي
- الإيرانيون في مصر
- الصحافة الإليكترونية
- المدنية
- حقائق وأساطير تُروي عن الطعايمة
- أمريكا والصهيونية
- حكاية الخبز في مصر الحديثة
- الأعمدة السبعة للشخصية المصرية
- حكاية محمود سامي البارودي


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عطا درغام - ما أشبه الليلة بالبارحة مابين الكوليرا والكورونا..!!!!