أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - الفرفار العياشي - ازمة فيروس كورونا و انسحاب الاليات التقيلة .















المزيد.....

ازمة فيروس كورونا و انسحاب الاليات التقيلة .


الفرفار العياشي
كاتب و استاذ علم الاجتماع جامعة ابن زهر اكادير المغرب

(Elfarfar Elayachi)


الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 22:31
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


الانسان المغربي عموما , وجد نفسه امام واقع جديد , واقع صدمة فيروس كورونا و تداعياته , كل شئ حوله تغير, و ان فيروسا سيغير مجرى التاريخ و الاقتصاد و السياسة و الاجتماع و الادب و الثقافة و الفن و الابداع .
في زمن الازمة اختفاء مجموعة ممن كانوا يؤثرون في الفضاء العمومي في بعديه الواقعي و الافتراضي , و الذي كان متضخما بمنسوب كبير من اشكال اللاعقل , و من تفاهات المغنيين و حكاياتهم و هويات اللاعبين , كيف ينامون , و متى يستيقظون, و اسرار الشواذ و المتحولين جنسيا , و اخبار كرة القدم لدرجة انه يمكن لك مشاهدة مباراة في كرة القدم في الثالثة صباحا .
اعلام منحاز الى تقافة اللاعقل , و يرسخ منطق الجسد و الشهوة , لدرجة انه جعل من متحول جنسي صوفيا طاولوني خبيرا يقدم وصفات النجاح الليلي .
حجم التفاهة كبير , و يتمدد بشكل يومي , المتحولين جنسيا و المغنيين و الراقصين و الراقصات و بائعي الاوهام واصحاب الرقية الشرعية , السحرة و قارئات الكف و الاستاذ المعجزة و مكي الصخيرات و شاب جبل السرغينية و مولين الجيليات الصفراء الحمراء و مول الشاقور و مول البيكالا و مي نعيمة و مي خدوج و موليات روتيني اليومي و مول الشابو و مول الكاسيكطة و غيرهم , اعدادهم تزداد يومهم مادم سوق التفاهة منتعش و يحقق عوائد مالية كبيرة .
وراء هذه الموجه منطقا خاصا وراء هذه الموجه التي ساهمت في انحدار غير مسبوق في القيم والتقاليد الاجتماعية , لدرجة ان حتى احلام الاطفال تغيرت و اصبح حلمه ان يكون مغنيا او راقصا , او حتى ان يكون مثل نيبا له قناة تذر الملايين .
حجم الانهيار و التصدع كان كبيرا, و هو موضوع يمكن فهم اسبابه حين اصبحت كائنات كانت لا تخرج الا ليلا , نجوما تملأا القنوات و الساحات و تشغل الناس و تساهم في تكوين و بناء الوعي الجمعي .
بالعودة الى دلالات الاسماء, ينتابك احساس بالدهشة حين : تسمع القاب عنيفة مرتبطة بحقول الحرب و الخراب و الكوارث الطبيعية مثل التراكس و تسونامي و الزلزال.
صحيح , ان الشيخة ليست كائنا نزل من الفضاء , و انها كائن من صميم تقافتنا و موروثنا الشعبي و الاجتماعي .
ان الشيخة هي وظيفة اجتماعية ارتبطت بالموروث الاجتماعي لمدة طويلة لاسيما في موسم الحصاد و الصابة و العام زين , حيت ارتبطت افراح البدويين بوجودهم , و ان حادة الزيدية الملقبة بخربوشة و مواقفها الشجاعة في مواجهة تسلط القائد عيسى بن عمر العبدي , و التي مازالت الذاكرة الشعبية تحتفظ بها .
في وقت الازمة , انسحبت الالات التقيلة و عادت الى فضائها الخاص , لانها ادركت ان مواجهة الحقيقة ووالواقع يحتاج الى منطق و فكر و قيم تنتصر للحياة و للمجتمع .
في وقت الازمة اختفت الالات الحربية المخصصة للهدم و التدمير , هو مؤشر اعلى ان الاسم كان دالا لا يليق بالمدلول , و حتى ان كانت هناك علاقة قائمة فربما من اجل الهدم و تدمير القيم و الاجتماعية و نسفها .
الشيخة هي وظيفة اجتماعية لها سياقاتها و ادوارها و موروثها الاجتماعي و القيمي لا يمكن نفيه او تجاهله لكن ان يبق في سياقه الخاص و في ادواره المحددة داخل انساق قيمية محروسة .
الازمة كشفت ان هذه الالات الحربية , انها مجرد فقاعات هواء و ان في وقت الازمات تختبئ , و قد لا تغادر عتبة البيت خوفا من الموت.
اما تسونامي , فالاسم يحيل الى الغرق و الطوفان الذدي يغرق المدينة و الدولة في قيم الجسد و اللذة و الربح السريع , حيت تحويل حجم كبير من اموال كان المفروض فيها ان تتجه نحوالانتاج و التوزيع و التسويق و تنشيط الاقتصاد انها تصرف في علب ليلية لا يعرف مصيرها و حتى اين توضع .
شخصيات عامة, مؤثرة في الفضاءات العمومية, لدرجة التسابق حول من يستظيفها في اطارتنافس حول الطوندونس , و اذ يكفي الاعلان ان الالة الحربية حاضرة حتى تضمن اربع و عشرة ملايين مشاهدة .
مفعول ازمة فيروس كورونا في منتوجه الصادم , و قدرته على خلخلة التمثلات الاجتماعية و التي تتمحور حول قيم العيش السهل و ترسيخ تقافة النسيان و اللاتفكير و العطالة عن استخدام العقل , يكفي ان تكون لديك اذنين لتعيش بالكثير من الهدوء و عينين لتستمع بتضاريس جغرافية بشرية بدل الاستماع و الاستمتاع بمدلولات كلمات لشعراء كبار . الغناء قبل موجة العولمة كان يحول القصائد لكبار الشعراء الى اغاني فكان الغناء تقافة , اما بعد موجة التفاهة فقد جعلت من التفكير حالة شادة و ناذرة تقود من يفكر الى خارج دائرة الواقع و اليومي .
في تصريح لاحدى الالات الحربية , ربما راقصة تحمل اسم تراكس قالت فيه ان وظيفة الشيخة اهم من وظيفة الطبيبة , وهو تصريح له بعض صوابيته , لاسيما بعد موسم الحصاد و جني الغلة من اجل الفرح و الترويح عن النفس لاسيما في العالم القروي . اما ان تصبح الشيخة اهم من الطبيبة و من المدرس و الجندي, الفلاح , النجار , الاسكافي , الحداد , الخياط , الكراب , بائع الخظر , التاجر , البناء , الصباغ و بائعة الخبز و المنظفة و عمال النظافة , فالامر يعكس اننا امام فكر يقلب كل شئ و النتيجة فوضى عارمة في كل شئ .
الازمة كشفت ان نجوم التفاهة , من يغذون تقافة الجسد قد انسحبوا ,و هم الاكثر بخلا للاسيما ان حجم العطاء و حجم التضحية كان كبيرا من طرف ممن طالهم التهميش كثيرا و ربما في الوقت الذي كانت القنوات الرسمية تنشر اخبار التافهين و سهراتهم كانت شوارع المملكة تعرف عنف و اراقة دماء رجال تعليم متمسكين بكرامتهم و الدفاع عن الحق في التعليم .
قد يكون للاختفاء ما يبرره , و هي اسباب لها علاقة بنفسية من اعتاد ان يعمل ليلا , و لا يشتغل الا في الظلام انه يصعب عليه ان يكون حاضرا في فعل الخير كفعل مبدد لظلام الانانيات , ان تفسير البخل و عدم العطاء يعكس عدم الثقة و الخوف من دواير الزمان ؟؟ .
ربما لهذا السبب , طرد افلاطون المغنيين من مدينته الفاضلة , لانهم يعملون على التشويش على بناء الفضيلة الاجتماعية , و التي لا تبنى الا بالزيادة من منسوب العقلانية و الوعي ,عبر التحكم في الجسد و في حماقاته .
منطق الجسد يساهم في بناء هويات رخوة , لان تقافة الجسد نجحت في ترسيخ منطق السعادة كلذة و كفعل استمتاع , و هو منطق يقود الى الكسل و التراخي و قيم الهوية السائلة .
, حيت حالة التراخي المؤسسة لقيم الهوية السائلة نتيجة تقافة السماع و الاستماع و عدم التفكير نتيجة غياب الصرامة المعرفية و السلوكية ساهمت في بناء عالم من الفوضى و النتيجة ان الذين الذين ساهموا في تشكيل وعي هش يتجولون في الشوارع و يخرقون قرارات الحظر و يعرضون حياتهم و حياة الناس للخطر , اما من ساهموا في بناء هذا الوعي فقد اختفوا و بشكل نهائي و بذلك يكونوا قد احسنوا التصرف و احترموا مقتضيات الحظر .
الازمة و تداعياتها كشفت ان كانوا سببا في المشكل لا يملكون جرأة على الحضور في وقت الشدة , وان انسحابهم ينبغي ان يكون دائما , بما يضمن استرجاع المجتمع و الدولة للفضاء العمومي لاعادة ترتيب اولويات المجتمع بناء على مبدأ المصلحة العامة و الكفاءة و الاستحقاق .



#الفرفار_العياشي (هاشتاغ)       Elfarfar_Elayachi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تحترم النساء قرارات الحظر ويقاومه الذكور؟
- فيروس كورونا و المعرفة القاتلة
- التواصل الافتراضي و الهوس بالذات: - السيلفي نموذجا -
- التهرب الضريبي : و قيم المواطنة السلبية دراسة استكشافية بمنط ...
- العنف الرياضي ومجموعات الالتراس : طبيعته و اسبابه مقاربة سوس ...
- برنامج انطلاقة : الحاجة الى استعادة الدولة القوية .
- حين صبح الخبز تجارة !
- التجمع الوطني للاحرار و مسار الثقة : الانتصار للمساواة و فوض ...
- اخنوش و الطريق الى الجنة !
- روتيني اليومي : حين تنتصر التفاهة
- علمني و الدي حب الوطن و عدم كره الاغنياء
- حزب العدالة والتنمية واسلمة الفعل السياسي
- الصحراء و الزمن المغربي
- الأسس المرجعية لفكرة -الثورة من الأعلى- عند محمد حسن الوزاني
- الديموقراطية بين فكري سبينوزا و علال الفاسي
- المؤسسات السجنية و المعمار : مقاربة سوسيولوجية
- هاجر و الخرطوم ؟
- مفهوم الديمقراطية في خطاب فلسفة ما بعد الحداثة
- الديموقراطية في فكر افلاطون
- الساديون الجدد


المزيد.....




- احتفاء بالظهور الأحدث للـ -زعيم- وألبوم عمرو دياب الجديد.. ا ...
- تداول فيديو للحظة -احتراق سفينة إسرائيلية- هاجمها الحوثيون.. ...
- البيت الأبيض: إنهاء الحرب في غزة أولوية قصوى لترامب
- مصرع مسلح بعد استهدافه مبنى لحرس الحدود الأمريكي في تكساس
- رواتب مغرية لجذب مجندين ومجندات للجيش الألماني
- فرنسا - الجزائر: دعوات لـ-تدابير حازمة- وتحذيرات من -تشديد ا ...
- البلجيكي تيم ميرلييه يفوز بالمرحلة الثالثة لسباق فرنسا للدرا ...
- -قفز من الطابق العلوي-: وفاة ناشط مدني ليبي بعد أيام من توقي ...
- شاهد.. المقاومة تفكك أجهزة تجسس زرعها الاحتلال وعملاؤه بغزة ...
- محامي رئيس بلدية إسطنبول: أواجه اتهامات ملفقة بالكامل


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - الفرفار العياشي - ازمة فيروس كورونا و انسحاب الاليات التقيلة .