أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - الوحش ليس شكلاً بل مضمون














المزيد.....

الوحش ليس شكلاً بل مضمون


سعد كموني
كاتب وباحث

(Saad Kammouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 2 - 05:14
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


سعد كمّوني
هناك الكثير من الوحوش لها أشكال آدمية، ترجو أن يتم القضاء على أكبر عدد ممكن من الناس وبخاصة الشيوخ الذين كفّوا عن الإنتاج.
هل هذه من الآثار المبكرة لـ "كورونا" ؟ أم أنّهم رأوا في كورونا مناسبةً سانحة لهذا التصريح كي يعطوا عنواناً صريحاً لمناهجهم في السياسة والإدارة والاجتماع والعلاقات الدوليّة؟؟ وكلا السؤالين لا ينفيان الوحشيّة والهمجيّة المقنّعة التي تخلّقَتْ في الطويّة، ونمت وترعرعت مع الزمن الليبرالي الذي أتاح كل الفرص للوحوش الكامنة تحت جلود عبيد المال والسلطة، وظلت تنمو إلى حدّ الوقاحة المقيتة، بينما ظلت مخنوقةً في قبضةِ السلطة غير الديمقراطية، تتوحش كي لا يتوحش الناس.
بينما كان المتتبّعون للبحوث العلمية، ينتظرون خبراً ينطوي على بشرى باكتشاف ما يطيل العمر، أو يجدد الشباب، كان أباطرة المال النَّهمون وبعض السلطات الديمقراطية، يحلمون بما يقضي على كبار السنّ "عديمي الفائدة"؛ حرصاً على نموّ الأموال وزيادة الهيمنة على الشعوب ومقدراتها. هذا يريد للفايروس أن ينتشر ليبلغ مداه، ومن يمت يمت، ومن يعش يعش، وذاك يريد للأطباء أن يفاضلوا بين مريض وآخر، فلا يبذلوا جهداً في إنقاذ ستينيّ أو سبعينيّ.... وذاك يحول دون اكتشاف دواء رخيص لأنه لا يناسب أرباب الاحتكار، والعلامات المسجلة.... وهذه تقف بقوةٍ في وجه من يريد نهب بحوثها واختباراتها...
إذن، ستنقشع هذه الجائحة عن وجهٍ جديد للعالم، عن تبدّلٍ في الطباع السياسيّة،والأخلاقية، والاجتماعية، والفكريّة و....
لم يعد القرار بيد أرباب السلطة، فالناس صفقت من بيوتها للممرضات والممرضين والطبيبات والأطباء والصليب الأحمر والدفاع المدني، بل أكثر من ذلك، حضرت وحدة عسكرية لتصطف أمام الجهاز الطبيّ وكلّ معاونيه، كي تؤدي التحيةَ العسكرية لهم، هذا أفضل مؤشرٍ على التغيّر، بل ربما يؤشر أن الناس تلقائياً سيرغبون عن سادتهم الذين فشلوا في التصدّي المادي والمعنوي لخطر داهم، وسيرغبون وربما باتوا في الالتفاف المعنوي حول من ينقذهم، أو يسعى بجد لإنقاذهم.
أما هؤلاء المنشغلون بالنظر إلى جبلٍ يعصمهم من الطوفان، فلسان حالهم يقترب طوعاً أو كرهاً من الإقرار بأنه "لا عاصم اليوم من أمر الله". فكما غرق الذين رفضوا الامتثال لما يقتضيه الطوفان من إعداد واستعداد، ونجا الذين صنعوا السفينة لتحملهم فوق الماء؛ كذلك سيغرق المتنازعون اليوم على الحصص والمناصب والمغانم، وينجو من يتصدّى للجائحة بوعي وعلم وإصرار على الحياة. وكما تحوّلت امرأة لوط إلى تمثال من الملح كذلك سيكون من يرفض مغادرة الوراء. إن الذي يعاند الطبيعةَ بغير علم ولا سلطانٍ مبين، سيكون نصيبه هو نصيبه. ولا نقصد في الوراء أشكالاً سلوكيّة بل مواقف ضمنية تملي الاصطفاف مع اللواطيين أو الرافضين مبايعة نوحٍ لغيرة أو حسد أو من طبقة غير طبقاتهم. فالطائفيون ينبغي ألا يجدوا عقليةً طائفيةً بعد الجائحة، والنصابون ينبغي ألا يجدوا من يحتسب نصبهم وفسادهم شطارة.
إنّ هؤلاء الذين تنازلوا عن شيء من أموالهم تبرعاً لمستشفيات وأطباء وممرضين وممرضات وعاملين في المجال الصحيّ، ما كانوا ليتنازلوا عن أموالهم لولا أنهم من داخلهم قد تغيروا، أو في طريق التغيّر الحتميّ. كأنما صناعةُ التاريخ ليست قرارا يتخذه فلان أو فلان، بل تأتي في غضون إكراهات يمكننا أن نسميها الظروف الموضوعية، فليذهب الذين يرفضون نوحا ومن معه إلى معاصمهم المزعومة، وكذلك من هو مسكون بالوراء إلى التملّح بانتظار مطر أو شمس.



#سعد_كموني (هاشتاغ)       Saad_Kammouni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا والثورة
- أنت المسؤول
- تهافت التأويل العلمي عند زغلول نجار وآخرين


المزيد.....




- اتصال جديد بين وزير دفاع أمريكا ونظيره الإسرائيلي لبحث -فرص ...
- وزير الخارجية العماني يدعو القوى الغربية لإجبار إسرائيل على ...
- يوميات الأراضي الفلسطينية تحت النيران الإسرائيلية/ 1.11.2024 ...
- المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة يحذر: -جدري القردة- خرج عن ا ...
- جنرال أمريكي: الدول الغربية لا تملك خطة بديلة لأوكرانيا بعد ...
- الهجمات الإسرائيلية على لبنان وجهود التسوية / 1.11.2024
- أوستن وغالانت يبحثان فرص الحل الدبلوماسي ووقف الحرب في غزة و ...
- زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية
- حسين فهمي يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب صورة وحفل عشاء مع وفد ص ...
- ارتفاع إصابات جدري القردة في أفريقيا بنسبة 500% وتحذيرات من ...


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - الوحش ليس شكلاً بل مضمون