مزن مرشد
الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:56
المحور:
حقوق الانسان
هذا الحدث الفريد الذي كنا نترك امتحاناتنا ودراستنا لنتسمر أما الشاشة الصغيرة لمتابعته بمتعة وشغف ،هذا الحدث لم يعد لنا.
تظاهرة عالمية،تجمع كل أربعة أعوام فرقاء العالم لينسى العالم بأسره ما يفرقه ويجتمع على حب كرة القدم، هذا الحدث الوحيد الذي يجتمع عليه اهل الارض،من أقصاها الى اقصاها، كوحدة رياضية لا يفرقها الا محبة فريق دون اخر وتشجيع دولة دون اخرى .
مثل مصري لم أكن أحبه يقول "معاك قرش تسوى قرش"وعلى ما يبدو أن قياصرة المال في العالم اتخذوا هذا المثل شعارا لهم ليس لتنفيذه فقط بل ليجعلوا منه فكرا سائدا بلا نقاش، وهنا يتطور المثل ليصبح معك دولارات تستحق أن تشاهد كأس العام في بيتك بشرائك كرت فك التشفير الشهير.أما من لا يملك، فلا مكان له هنا أو في أي مكان آخر.
في السنوات الماضية وبعد أن أصبح كأس العالم عروسا غالية المهر يحظى بها كل من قدر على جمع مهرها من خلف البحور كان اتحاد اذاعات الدول العربية يشتري الحدث ويقدمه مجانا للأرضيات العربية ليشاهده قاطنوا الوطن العربي وشبابهم الذين لم يهاجروا بعد، لكن احدى المحطات العربية المشفرة حلفت بالطلاق هذا العام على حرمان الشعب العربي من متابعة الكأس الا بالمال فاشترته بموجب عقد احتكار وبمبلغ خيالي جعل سعره الاساسي يتضاعف فلا يستطيع حتى اتحاد الاذاعات العربية عليه وقامت هذه المحطة العربية الاصيلة ببيعه لمحطة رياضية عربية مختصة ومشفرة هي الاخرى ليصبح الامر أكثر تعقيدا، فالمحطة الجديدة لا تستطيع ان تبيعه الا لمحطة مشفرة ثالثة ولا يمكن لمحطة مفتوحة أن تقتنيه وهنا تعود احجية الحداد الذي يريد البيضة للظهور من جديد.
المحطة العربية السباقة للاحتكار عرضت كرت فك التشفير بأربع مائة دولار امريكي أي ما يعادل 21 الف ليرة سورية تقريبا والمحطة المتخصصة التي اشترت منها عرضت كرتها ب320 دولار أي ما يعادل 16 الف ليرة سورية، فاذا علمنا ان متوسط دخل الفرد العربي بشكل عام يصل الى دولار امريكي واحد يوميا فانه يستطيع أن يجمع المبلغ بعد اربع مائة يوم أو السعر الارخص ثلاث مئة وعشرون يوما – يا بلاش –
فما هو الحل برأيكم؟
لماذا تستغل هذه المسابقة التي تشغل شباب وكهول وأطفال العالم بأسره هل لنا أن نقوم بحملة تبرعات للتلفزيون السوري كي يستطيع شراء المونديال أم ننتظر عطايا الأمراء والملوك العرب كي نستطيع أن نحصل على حقنا في المونديال وأكرر أنه حقنا نحن وليس من حق أحد أن يمنعه عنا حتى لو كنا فقراء اليوم المونديال وغدا الهواء ومعك قرش تنفس بقرس أو مت مخنوقا.
#مزن_مرشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟