خالد محمد النوباني
كاتب
(Khaled Mohamad Alnobani)
الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 2 - 02:28
المحور:
الصحافة والاعلام
عنصرية الرأي و الرأي الآخر نجدها حتى في ثنايا ثيابنا. لا أحد مستعد أن يّسمع او يُسمع الرأي الآخر من المستويات الدنيا في اجتماعات البلديات حتى وصولنا الى أعلى مراكز القرار. الحقيقة توهِّي حججنا و أدلتنا و حتى معاركنا. هل و قفنا يوما و تساءلنا عن ماذا نحن ندافع و لماذا؟ على كل حال هذا ما وصلنا اليه، لا نريد ان يظهر الرأي الآخر تحت أي اعتبار. القوانين المكتوبة و غير المكتوبة التي تؤطر حرية التعبير عند الجميع تكمم افواهنا. الأنماط تلقينا في القبور. لماذا ننتقد الأنظمة اذا كممت الافواه اذا كنا نحن مستعدين لتشذيب آراء بعضنا البعض. في هذا الزمن أصبحت الحقيقة سلعة غالية الثمن بمقابل الدعاية التي تملأ كل مكان. تتسرب الأخبار تباعا بين تفاصيل الكلمات لكي تبرر أحيانا تحركات و صفقات غير منطقية لكي تعطيها سربالا موفقا، و بغير هذه الصفة فإنها ستبدو جريمة بحق المجتمع. و لكن أين المنطق في كل ما نسمعه أو نقوله، إذا كانوا يتعاملون معنا على أساس أننا قطيع. مجموعة من الأشياء تملأ الشوارع و تجلس أمام الشاشات.
ما هو الرأي الذي من الممكن أن نطوره. إنه الرأي العام. و الرأي العام "متشكل بالقلم". هذه ليست النهاية و ليست البداية أيضا و هي ليست ميزة لنظام عن نظام أو لبلد عن بلد فاللعب أصبح ع المكشوف. لقد تخلينا طوعا عن حريتنا و أنا هنا لا أوجه حديثي للمواطن العربي خصوصا فالحقيقة غائبة في كل أنحاء العالم. هل يعلم المواطن الغربي كم من الدماء تسفك لكي تؤمن له حكومته ميزانية الأمان الاجتماعي، هو قطعا لا يريد أن يعرف. يريد ان يكون فخورا بدولته التي تدافع عن الحقوق و الحريات وراء الحدود و تحميه من الأشرار أينما كانوا. كما نحن قطعان هم أيضا قطعان و لكن بقوانين مختلفة، يعيشون عمرا مديدا مرتاحين من تأنيب الضمير تماما كما يعيش القلة عندنا مرتاحين من تأنيب الضمير. إنها ثنائية تراثية من السادة و العبيد.
نحن نعيش في كينونات لا نريد أن نرى خارجها و هذه هي المجالات المسموح لنا بالحرية في فضاآتها. نحن رسمناها لأنفسنا بدوافع مختلفة مثل الخوف و الرغبة و المصلحة.
#خالد_محمد_النوباني (هاشتاغ)
Khaled_Mohamad_Alnobani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟