أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان حسين أحمد - عبادة الآلهة المزيفة














المزيد.....

عبادة الآلهة المزيفة


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 455 - 2003 / 4 / 14 - 06:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


•  / أمستردام
• لم تكن عبادة الفرد ظاهرة طارئة في المجتمع العراقي، فهي معروفة منذ أزمان بعيدة على مرّ العصور، كما أنها لم تكن حكراً على العراقيين تحديداً، فهي حصة موزعة بعدالة فائقة على شعوب الأرض المتخلفة التي تضع ثقتها في " رمز سياسي، أو قائد لعوب " تكتشف دهاءه في الاحتيال، واللعب بمقدرات الآخرين بعد زمن طويل لا تجد فيه إصبع الندامة الذي تعضه. فمنذ أربع وثلاثين سنة و جزء كبير من الشعب العراقي المغلوب على أمره ظل مخدوعاً بنمر ورقي اسمه إسمه صدام حسين صوّرته وسائل الإعلام العراقية على أنه بعبع مخيف " وأشهد بالفم الملآن أنني كنت أحد ضحاياه والخائفين منه " لما لحق بي من تعذيب ممض، وإهانات كبيرة لم أتخلص من سطوتها حتى هذه اللحظة حينما كنت " نزيلاً " في مديرية أمن محافظة ديالى لمدة " 28 " يوماً في سجن إنفرادي لم أستطع فيه أن أتقلب على جنبي الأيسر أو الأيمن، لا لشيء إلا لأن وحدات دمي لم تكن تنسجم أو تتطابق مع وحدات دم البعثيين الذين يصولون ويجولون في طول البلاد وعرضها، أو لأنني ببساطة لم أكن أروم الانتماء لحزب البعث الذي ينتفض قلبي هلعاً كلما جاء على ذكره أحد. لم أكن متفقاً مع كل الناس الذين يؤلهون الفرد، ويقدسون الساسة الذين لا يستطيعون النظر إلى أبعد من أرنبات أنوفهم. كل الساسة في العالم ذاتيون، وأنانيون، يقدمون مصالحهم على مصالح الناس العامة الفقراء من أمثالي. فلهذا يجب أن نتوقف عن تأليه الفرد، وتقديسه، وإضفاء هالة خرافية لا تصدّق على هؤلاء الناس الإزدواجيين الذين يحبون الظهور في الواجهة الأمامية وهم لا يحسنون صناعة جملة واحدة، ولكن شاءت الأقدار أن يكونوا ضمن هذا الحزب أو ذاك، حتى وإن كان وطنياً، وله قاعدة عريضة، فثمة أحزاب كبيرة في العراق لها جذور تاريخية، وقاعدة عريضة في أوساط الشعب العراقي، غير أن العراقيين ينظرون الآن، مع الأسف الشديد، لدور الأمريكان بوصفهم محررين، وهم لم يأتوا كذلك، وإنما دفعتهم المصالح، وشروط الوجود الإسرائيلي الضاغطة التي تسيّر العالم بأصابع سحرية لا يراها العميان من ذوي الأعين المبصرة التي لا ترَ أبعد من الغلالة الضبابية التي لا تفضي إلا إلى سديم من العماء الأرعن. في غمرة أفراح شعبنا العراقي بكل أطيافه بسقوط الدكتاتورية لاحظنا ظاهرة لا تناسب روح العصر تطفح إلى السطح، وهي رفع صور " زعماء الأحزاب السياسية العراقية " في هذه المناسبة الكبيرة التي لم تأتِ مع الأسف على أيدي الناس العراقيين بالرغم من أن النظام كان يحتاج " الهزّة الأخيرة " فقط لكي يتداعى، وإنما جاءت على أيدي القطعات الأنكلو – أمريكية المحتلة التي صدمتنا، ولم نفق من صدمتها حتى هذه اللحظة لتضع شارة الفوز والانتصار على صدرها، وتترك لنا دور " سحل رأس تمثال صدام " في الشوارع العامة أمام عدسة الكاميرات بحجة فرحتنا التي لا توصف بهذا الانتصار الكبير على مجرد تمثال لا غير! يجب على العراقيين ألا يؤلهوا أحداً بعد اليوم، وألا يقدسوا شخصاً بعينة مهما كان يسارياً أو يمنياً، قومياً أو انفصالياً، ليبرالياً أو متشدداً أصولياً، وإنما عليهم أن يعاملوهم معاملة تجار السوق الذين يأتون تحت شعارات محددة تخدمهم، وتخدم توجهاته السياسية التي لا نريد لها أن تستمر حتى وإن كانت رائعة لأكثر من دورة انتخابية واحدة، لأن الحياة مقرونة بالتجدد، والتغيّر، ولا تحتمل الثبات والركون. إن ما شاهدناه من مظاهر الحماية المبالغ فيها لأناس عاديين تستفز مشاعرنا نحن العراقيين الذين نتجول بين أهلنا وظهرانينا من دون الحاجة إلى هاجس الحماية والخوف من مخاطر مجهولة تدعونا لاستنكار هذا التأليه الزائف، والتقديس المخيف الذي ربما يعيدنا إلى تكريس الدكتاتورية من جديد حتى وإن تبدلت الأوجه، وتغيّرت المعطيات.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط النمر الورقي
- الدعاية والدعاية المضادة في الحرب على العراق
- سيئول ستشترك في الحرب ضد العراقمن أجل تعزيز علاقاتها بواشنطن
- مسرحية - المتشائل - في لاهاي
- حفل فني لمارسيل خليفة في هولندا
- منتدى الصحفيين العراقيين في ملتقاه الثاني. . توصيات، وميثاق ...
- هولندية مرشحة للبرلمان تتطاول علي شخصية الرسول (ص) - أمستردا ...


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان حسين أحمد - عبادة الآلهة المزيفة