أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن درويش - رسائل أمنية














المزيد.....

رسائل أمنية


مازن درويش

الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 10:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تنوعت الرسائل التي أرسلتها الحكومة السورية عن طريق أجهزتها الأمنية خلال حملة الاعتقالات التي شنتها على بعض الموقعين على اعلان دمشق – بيروت -بيروت - دمشق , و على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي ترسل الحكومة السورية رسائلها, وعن طريق ساعي بريدها الأمني ذاته الا أنها هذه المرة كانت الأكثر غنى و تنوعا , فبعضها وجه للداخل و بعضها كان رسائل اعتيادية و البعض الآخر وجه للدول الغربية ولكن الأهم تلك الرسالة التي وجهتها الى الزمن القادم .
فالتواصل و التنسيق مع القوى اللبنانية ( الغير وطنية ) – كما تصنفها الحكومة السورية – وحتى لو كان تحت عباءة اصلاح العلاقات السورية اللبنانية هو خط أحمر و أحمر قاني بلون الخلاف الذي وصلت اليه هذه العلاقات مع حلفاء الأمس الذين لم يوفروا تحرك المثقفين هذا ليضعوا لمستهم فيه والتي تجلت في توقيت اطلاقه , مع العلم أن المثقفين السوريين وقعوا البيان منذ أكثر من شهرين . وأن يتوهم بعض المثقفين السوريين أنهم يستطيعون المشاركة برسم السياسات الخارجية لبلدهم وأن تصل بهم الجرأة ليترجموا ذلك الفهم المغلوط بشكل عملي حتى لو كان ذلك عن طريق سلاحهم الوحيد الذي يمتلكونه - بيانات الانترنت- فهو أمر أكثر مما تستطع تلك الرؤوس الأمنية احتماله .
هذه الرسائل الداخلية اعتاد عليها المشتغلون في الشأن العام السوري حتى أن البعض منهم استطاع التنبؤ بموعدها , فحملات الاعتقالات تتناسب طردا مع ازدياد مؤشرالحراك المدني في المجتمع السوري في محاولة دائمة لاعادة الأمور الى المربع الأول حيث لايجوز أن يتجاوز مؤشر الحراك المدني أكثر من درجتين على مقياس "ريختر" . و ما هو اعتيادي أيضا حرص الأجهزة الأمنية على الوحدة الوطنية فدائما ما يمثل المعتقلين مختلف ألوان الطيف السوري سواء على أساس التوزع الجفرافي أو القومي أو الطائفي .وكذلك التأكيد على تبعية القضاء بكل أشكاله العادي والاستثنائي ,المدني و العسكري الى الأجهزة الأمنية و كأن الاحالة الى القضاء العادي تشرعن عملية الاعتقال التعسفي أو تزيل صفة محاورة الرأي بالحديد .
والدول الغربية التي صدقت وآمنت بأن النظام السوري قوي بمقدارما يستطيع أن يسهم في استقرار أو خراب المنطقة , ومتماسك و يمتلك مشروعه وبرنامجه الذي يقضي أن يستمربالحكم و يستمر و يستمر ... بمقدار ضعف و تفكك الأحزاب السياسية المعارضة التي لم يستطع أي منها أن يعيد انتاج ذاته أومشروعيته كي يصوغ مشروعه أو برنامجه السياسي والاجتماعي والاقتصادي باستثناء جماعة الاخوان المسلمين الذين لايوفرون حبلا للوصول الى الداخل السوري الا ومشو عليه , جاءت الرسالة الى هذه الدول للتحذير من محاولة الدخول من النافذة اللبنانية وقيل لممثل الاتحاد الاوروبي لاحقا ان دخولكم من باب الشراكة الآورومتوسطية سيكون أجدى و أنفع وحتى أكثر أمانا على أصدقائكم الاصلاحيين .
حملة الاعتقالات الاخيرة هذه جاءت امتدادا لعملية افراغ المجتمع من السياسة ومن الحوامل والنخب المثقفة التي تمارسها الأجهزة الأمنية بكثافة وبشكل ممنهج ودؤوب منذ أشهر وهذا الافراغ الذي ينتج عنه تعويم للحالة القائمة سواءعلى مستوى السلطة أو مستوى المعارضة و المجتمع المدني - بالاضافة الى انتاج أحزاب معاضة سياسية "جبهوية " و منظمات مجتمع مدني "حكومية" - يبدوا أنه سيشكل الصخرة الأساسية اللتي ستبنى عليها الاصلاحات الديمقراطية الاضطرارية القادمة حيث لن يشكل أي فرق يذكر اصدار قانون جديد للاعلام أو اعادة الجنسية للمواطنين السوريين الاكراد أو اصدارقانون للأحزاب أو انشاء مجلس وطني لحقوق الانسان أو حتى اجراء انتخابات رئاسية حرة على الطريقة التونسية أو حتى المصرية .



#مازن_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليـس بالخـبـز وحـده . . . ولـكــــــــــن
- لن ندفع حياتنا ثمنا لأرباحكم لن يحكمنا البنك الدولي عالم آخر ...


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن درويش - رسائل أمنية