أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - قفّتُكم فرصتنا .














المزيد.....

قفّتُكم فرصتنا .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 21:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لكل أزمة تجارها الذين يستغلون ظروف المواطنين وحاجاتهم لتحقيق المكاسب المادية أو السياسية أو هما معا . فتجار المآسي والأزمات يتعطل لديهم الوازع الديني والشعور الوطني وكذا الضمير الإنساني ولم يعد همّهم سوى الأرباح المادية أو الأصوات الانتخابية .وليس غريبا على الذين يتاجرون بالدين أن يتاجروا بكرامة المواطنين ومآسيهم أن يسارعوا إلى استغلال الفرص لمراكمة الأموال أو الأصوات الانتخابية. قد يتفهّم المرء تربص تجار المواد الغذائية أو مواد التعقيم بالفرص التي وفرها انتشار فيروس كورونا وحالة الخوف التي تملّكت المواطنين من نفاذ هذه المواد خصوصا بعد الإعلان عن الحجر الصحي ، لأن التجار يحركهم الربح والجشع ، وكلما كانت فرص الربح أكبر صار الجشع أخطر . لكن العسير عن الفهم هو أن يستبد الجشع بكل أنواعه بمن يزعمون الإيمان ويدّعون الاستناد إلى المرجعية الدينية في تفكيرهم وسلوكهم فضلا عن تظاهرهم بالتقوى والوطنية . إن الأخلاق الإيمانية والمبادئ الوطنية لا يمكنها أن تسمح للمتشبعين بها الاتجار بظروف المواطنين الصعبة جراء التوقف القسري عن العمل بسبب إجراءات الحظر الصحي . وها هي جائحة كورونا تكشف عن حقيقة المتاجرين بالدين أنهم لا يرعون ذمة ولا عرضا ولا عوزا . إذ تداولت الصحف الوطنية ومواقع التواصل الاجتماعي أخبارا من عدة مدن تفيد استغلال أعضاء من حزب العدالة والتنمية وجمعيات تابعة له أو متعاطفة معه الأوضاع الاجتماعية للأسر التي تعاني الهشاشة وتوقف معيلوها عن العمل والكسب خلال فترة الحجر الصحي . والاستغلال اتخذ أشكالا متعددة ولأهداف مركّبة .وكان شعار هذا الاستغلال "قفتكم فرصتنا" بحيث يتم توجيه المحسنين الراغبين في تقديم يد المساعدة للأسر المتضررة إلى أصحاب المتاجر الذين هم أعضاء بالحزب لتسديد سعر العدد المتبرع به من القفف ، ليتولون بدورهم تسليمها إلى أعضاء الحزب لتوزيعها باسم هيئتهم السياسية وبخلفية سياسوية على السكان المتضررين. ما يقوم به المتاجرون بالمآسي والأزمات ينطبق عليهم المثل الشعب (في عام الجوع تتسمان الكلاب) .فأعضاء الحزب يستغلون الأزمة لتحقيق المكاسب المادية وتوسيع محيط المتعاطفين واستقطاب الناخبين لضمان أصواتهم في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة . هكذا يستغل أعضاء الحزب أزمة كورونا لتحقيق المكاسب المادية عبر إغناء التجار المكلفين بإعداد وبيع القفف (مثال:تم جمع 2000 قفة بالقنيطرة بمبلغ 50 مليون سنتيم) ، ومكاسب سياسية عبر الدعاية الانتخابية السابقة لأوانها لفائدة الحزب. استغلال الأزمة وحاجة المواطنين إلى المساعدات الغذائية لأغراض سياسية أمر ينافي التعاليم الدينية التي يدعي أعضاء الحزب الامتثال إليها والتي تجسدها الآية الكريمة ( إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) ، لكنهم يريدون منهم أصواتا انتخابية ومكاسب سياسية .ويتولى وسطاء عملية تحديد لائحة الأسر المستهدفة والدوائر الانتخابية المعينة إما لتكريس نفوذ مستشاري الحزب أو تقوية حظوظ فوزهم في الانتخابات القادمة . فالحزب يبدع في أشكال استغلال المناسبات والأزمات عبر تقديم المساعدات ، ويوظف في هذا الإطار شبكة الجمعيات المدنية التي أنشأها (يفوق عددها 20 ألف جمعية ) والتي تتلقى الدعم المالي المباشر من الوزارات التابعة للحزب وكذا المجالس المحلية التي يسيرها أعضاؤه . لا شك أن المواطنين ينتظرون من حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة لولايتين مشاريع تنوية يكسبون منها قوتهم ويحفظون كرامتهم بكدهم وعرق جبينهم ، كما ينتظرون منه تجويد الخدمات الاجتماعية في الصحة والتعليم والنقل ، ولا ينتظرون صدقات يتبعها منّ أو طمع في الأصوات الانتخابية.هكذا يتأكد للمواطنين أن الحزب حين اعتمد إستراتيجية رفع الدولة يدها عن الصحة والتعليم والتشغيل ، وكذا حين اتخذ قرار إلغاء الدعم عن المحروقات والمواد الغذائية ، لم يكن الهدف دعم الفئات المهمشة وتحسين أوضاعها المادية والاجتماعية ، ولكن الهدف الحقيقي هو توسيع دائرة الفقر والتهميش للاتجار بكرامة الفقراء واستغلال ظروفهم الاجتماعية وتحويلها إلى أصوات انتخابية ينافس بها بقية الأحزاب على صدارة النتائج والفوز بالمقاعد والمناصب.
أمام هذه الممارسات الاستغلالية ، يكون من واجب السلطات الإشراف المباشر على جمع التبرعات وتوزيعها على المواطنين المحتاجين مع التصدي بكل حزم لكل الذين يستغلون الوضع لتحقيق المكاسب المادية أو السياسية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفشت كورونا فعلّق العثماني الموظفين.
- كورونا يكشف عن كورونات بشرية أخطر.
- الخطر الوبائي والتوظيف الإخواني.
- أوقفوا مؤامرات الإسلاميين ضد الدولة والشعب.
- كورونا يفضح مصاصي الدماء وعديمي المروءة والوطنية.
- الإرهاب في زمن الكورونا.
- أوقفوا الإرهابي-أبو النعيم- فقد تجاوز المدى.
- يا ليت رئيس الحكومة ما نطق.
- في الأزمات تظهر أصالة الشعوب.
- جماعة العدل والإحسان والاستثمار في الجائحة.
- أين مُحرّمو قروض -انطلاقة- من أرباح شركات المحروقات؟؟
- البيجيدي يوظف التراث الفقهي البائد لمناهضة حقوق المغربيات.
- يتاجرون بالدين الوطن والإنسان وحتى بالحشيش.
- هل بنكيران والبيجدي مَلَكِيان ؟؟
- لا تُفاخِر بما ليس لك فضل فيه السي العثماني.
- حبل الكذب يلف عنق بوليف.
- فتوى بوليف وتواطؤ الإخوان .
- -أطردوا الفقهاء من حياتنا اليومية-.
- حين تكون -قلوب وسيوف- البيجيدي مع الأردوغانية.
- أسْلمة المسيرات إساءة للقضية الفلسطينية.


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - قفّتُكم فرصتنا .