الفيروس القاتل - إن أردت الحقيقة

وائل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 22:06
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

الفيروس القاتل .. إن أردت الحقيقة
--------------------------------
#كورونا .. لقد بدأت أحبه !!!! ..#كورونا تعرفونه بالتأكيد .. لا جديد إن كتبت لكم عن ما أعرفه وصرتم تعرفونه عن هذا الفيروس .. كيف إذن أحبه؟
#كورونا صار في غفلة من سكان الأرض نجما سينمائيا ينقصه السير على السجادة الحمراء .. لقد استضافه أحد المذيعين وأجرى حوارا معه.. وآخرين غنوا له .. تخيل!! #كورونا صار ملهما .. فيروس فعل كل هذا بسكان الكوكب .. (حديث الصباح والمساء) .. أرقام تتحرك للأعلى .. شاشات ومقالات وأخبار .. عناوين ومانشيتات .. صورا وفديوهات .. (فانلات وشرابات وأندروير) .. أصاب وقتل .. ما الجديد إذن؟
الجديد أن #كورونا صار مؤلفا ... صار كاتب سيناريو .. هو من يحرك الشخصيات وينسج الأحداث .. تخيل معي ما أقول .. #كورونا أغضبنا .. زلزلنا .. أهاننا .. أقلقنا .. #كورونا سكن عقولنا قبل أن يهاجم أجساد بعض الحاضرين للــ (شو) .. #كورونا أطلق الهواجس والأفكار السيئة عن حاضرنا ومستقبلنا .. #كورونا أعاد ذكريات الكوكب الأليمة .. #كورونا سخر منَّا حين ألقى في وجوهنا غلاف كراسة قديمة (اغسل يديك قبل الأكل وبعده) .. تخيل !!!! #كورونا جعلنا نعيد اكتشاف (الشطاف) #كورونا يعيد صياغتنا من جديد .. #كورونا جاء بمرآة كبيرة ووضعها أمام الكوكب ليرى نفسه.
بدأت العاصفة .. أجساد ترقد في قبور .. وأخرى ترقد على أسِرة المستشفيات .. كم نجا؟ ... كم حاول الفرار .. ففرَّ .. كم ؟ .. وليس من؟ تحولنا جميعا إلى أرقام ملونة بالأصفر إن أصابنا .. بالأحمر إن رحلنا .. وبالأخضر إن نجونا.
هي ملهاة لا مأساة .. الصمت مساحته كبيرة رغم أن أغلبنا يتحدث ويكتب ... الصمت مع #كورونا لم يعد الصمت الذي نعرفه .. #كورونا هو فقط من يتحدث .. تحولنا معه إلى صدى لصوته ... #كورونا صار (الفعل) وصيرنا (مفعولا به) .. حركتنا وهم .. سكوننا وهم .. اصواتنا وهم وأفعالنا وهم .. ونومنا وصحياننا وبقاؤنا.
الدكتور (سعيد خضر) من عائلتي الكبيرة .. كتب على صفحته : (نحن لا نقاوم الفيروس بل نقاوم انتشاره) .. ثم اختتم كلماته بالجملة الحقيقة : (كورونا أتى ليبقى) .. (أخطر جل في العالم) .. مستر إكس .
في رواية (مثل إيكاروس) لأحمد خالد توفيق وفي الصفحة رقم (19) كانت إشارات أعيد صياغتها في جملة واحدة : (في العام 2020 صارت العزلة .. وصرنا إما نموت رعبا أو يائسين .. وإما ضائعين كأطفال في مولد).
سيجدون لقاحا هذا أكيد .. لكن #كورونا لن يقبل أن يرحل .. كبرياؤه سيمنعه .. اللقاح المنتظر سيعالج النسخة الأحيرة .. لكن #كورونا سيبقى .. هل تتخيل بعد كل هذا المجهود الذي بذله سيرحل؟ أنت واهم .. #كورونا لن يقبل أن ننساه .. سينضم إلى بقية أفراد عائلته .. العائلة التي فعلت بنا قديما أضعاف ما فعله ولكننا لم نتعلم الدرس .. نحتاج لقاحا .. لا للسيد #كورونا .. نحتاج لقاحا يعالج فيروس نقص (الإنسانية) .. هذا هو الفيروس القاتل .. إن أردت الحقيقة.

#وائل_الخطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات