اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 11:05
المحور:
الادب والفن
سأحتفل بعد سويعات بيوم الموسيقى ، بأن اهيء اغان محددة تشبه الصوى والعلامات والمحطات الرئيسة التي تختصر تاريخ الغناء العربي والعراقي . لم أدعو أحداً . لا احد في أيام فيروس كورونا العصيبة يمكن لي ان أطمئن الى انه مهيأ تماما ، خاصة على المستوى النفسي ، الى الاستماع والاستمتاع بالإلحان الموسيقية التي وضعتها في الغالب الحنجرة الجماعية وذائقة الناس العفوية في زحمة مشاغلهم الزراعية كالحراثة والبذر والحصاد ، او في مواسم الصيد الجماعي ثم جاء من استخرج منها مقاماتها وألحانها وجملها الموسيقية ...
وهي عملية تشبه ما فعلته عبقرية : الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي استخرج الأوزان الشعرية ( أي قعد اوزان الشعر ) من قصائد شعرية وجدت قبله بأكثر من قرنين من الزمان ...
انطلق في هذا التبويب من : الجملة الموسيقية ، التي تتميز بها : الأغنية - المحطة . فالموسيقى الشرقية عندي هي الأغنية الشرقية ، ولا فصل بينهما : ولا حض عندي لمطرب لم يصطنع ويبدع جملته الموسيقية ، ذلك لانه سيموت بعد حين ولن يتذكره الناس . وهذه المسألة تشبه ما يتميز به كبار الشعراء وكبار السردين العرب من حيازة المبرز منهم لقاموسه اللغوي الخاص ...
أظن ان الطبيعة البشرية منحوتة نحتاً لا اعوجاج فيه من الطبيعة الأم : التي عادت أصواتها الى التفتح والازدهار خاصة في هذه الأيام التي توقفت فيها محرقة الرأسمالية من ضخ سموم دخانها وإفرازات تفاعلاتها الكيمياوية : بعد انتشار فيروس كورونا ، وهكذا فالالحان التي سأستمع اليها : الحان مشتقة من أصوات الطبيعة التي عادت الى الانبعاث مجدداً والتي لا يمكن ان تكون الا الحان راقصة متأودة ، يكتنفها الفرح وتشيع السرور والسلطنة في أعطاف من يستمع اليها ...
لا خوف ، لا أوامر ، لا مارشات عسكرية ولا فتاوى دينية يمكن لها ان تحد من انثيال الفرح والسلطنة التي ستشع من الأغاني التي سأستمتع بها بعد قليل ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟