أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبدالله حناتله - الكوادر الصحية حصان طروادة لعبور المرحلة














المزيد.....

الكوادر الصحية حصان طروادة لعبور المرحلة


عبدالله حناتله

الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 20:43
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


بقلم: عبد الله حناتلة

يُزعجنا كثيراً الحجرُ الصحي في المنازل، ويَشغلنا أيضاً كثيراً الحصول على الخبز والخيار والخضار والأرز وغيرها. لم نفكر بأولئك الذين هجروا بيوتهم ونذروا أنفسهم للوطن، ولم نفكر بأن لهم بيوتاً يتوقون لدفئها ووثير فراشها، وأمهاتٍ يرقبن عودتهم، وأبناءً يشتاقون إليهم، وأطفالاً يشاغلهم الشوقُ لاحتضانهم وتقبيل أيديهم الغضَّة، وكم يترقرق الدمع في عيونهم وهم لا يجدون غير جوّالاتهم لمشاهدة فلذات أكبادهم وسماع دعوات أمهاتهم.
مُحاصرة كورونا هي شاغِلهم الوحيد، يرقبون سلوكياتهم في المستشفيات وأقسامها، وعند استقصاء الحالات بمنتهى الدقة والحذر كيلا ينتقل الفيروس عبر الكفوف الواقية أو قناع الوجه أو غطاء الرأس إلى شخصٍ آخر أو إلى أحدٍ منهم مدَّخرين أنفسهم لخدمة الناس ومرضاهم، ومكتنزين قواهم لأيام قادمةٍ يخشون أنها ستكون عليهم وعلينا صعبة وقاسية.
ليلهم ثقيل الخُطى وهم يراقبون الشاشات المرتعشة لأجهزةٍ يشق صفيرها هدوء الليل وسكونه، وتعييهم الساعات التي يَعدّونها ليحملوا بشرى أحدهم بنتيجة سالبة لفحص كورونا، أو لِـيُـصرّوا على إبقاء جذوةِ أملٍ مشتعلةٍ في صدرٍ أنهكهُ الفيروس.
نعم أيها الكوادر الصحية في وزارة الصحة والخدمات الطبية والدفاع المدني على اختلاف مسمياتكم وأدواركم ووظائفكم، وعلى اختلاف مجالات عملكم الوقائية والعلاجية، نعم؛ أنتم يا أصحاب المراييل البيض، أنتم مَنْ تلاشت عندهم الأنا فصارت أنتم والوطن، وأنتم مَنْ تتسامون اليوم بالنقاء والتضحية، وأنتم مَنْ تهيج بكم المخاوف علينا لكنكم تحرصون على غرس السكينة فينا وإشاعة الأمل، فلا يمكن لجاحدٍ اليوم أن يجادل بعطائكم ودوركم، ولا يمكن لباغضٍ تكذيب تضحيتكم وفداءكم، ولا يمكن لأحدٍ التشكيك بانتمائكم وإيثاركم.
نحن نجلس في البيوت ضجرين من أطفالنا، وأنتم ينازعكم الشوق لأبنائكم، نجالس أسرنا والملل يسكن صدورنا؛ وأنتم تتقدون شوقاً لأمهاتكم وزوجاتكم، نحن نلعن طول الوقت والفراغ، وأنتم تسترقون لحظةً تلقون بتعبكم إلى كرسي أو تسندون ظهوركم الى حائطٍ أصمٍ علَّه يمتص شيئاً من معاناتكم.
كلنا معكم اليوم، وكلنا وراءكم نتحلق بكم، نرفع القبعات لكم، وننحني أمام عطائكم. آمالنا وقلوبنا معلقة بكم. فأنتم طوق نجاتنا، وأنتم المقدّمة والمؤخرة والميمنة والميسرة والقلب لجيشنا في مواجهة هذا الفيروس، تعالجون وتستقصون وتختبرون وتصورون وتمرّضون المصابين، والفيروس يتربص بكم وبمرضاكم.
نعرف كم هاجمناكم، واعتدينا عليكم في أقسام الطوارئ والمراكز والعيادات، لكنّكم كنتم تجدون لنا العُذر وتصفحون دون منَّةٍ، وها نحن اليوم نختبئ وراءكم وأنتم تواجهون العدوّ، نجلس في البيوت فنملّها ونجيء إليكم بترفنا ودلعنا؛ وأنتم بأشدّ الحاجة لفترة راحةٍ تستجمعون فيها قواكم.
أيّها الكوادر الصحية، أيتها النشميات والنشامى، يا من أنتم وراء الكواليس، الأردنّ اليوم أمانة في ضمائركم الحيّة، نحن وأبناؤنا وأمهاتنا وآباؤنا أمانة في أعناقكم؛ فلا تلتفتوا لإزعاجنا، ولا لتقصيرنا، ولا يثنيكم عتبكم علينا عن أداء واجبكم، نحن مقصرون كلّنا مقصرون أفراداً وجماعات ومؤسسات وهيئات، إعلاماً وصحافة، إذاعات وفضائيات، لم يُلقِ أحدٌ منا الضوء على تضحياتكم ومعاناتكم؛ ولا على عطائكم ولا على سهركم وتفانيكم، ولا على خُطورة ما تقومون به وأهميته.
اعذرونا فنحن لا نعرف أنكم حصانُ طروادة الذي سنعبر به هذه المرحلة بعون الله.
سنصلّي لأجلكم بكل دياناتنا ولهجاتنا وطقوسِنا وعباداتنا ليُمدّكم الله بالقوَّة والعزم، وليرزقنا حُسن التدبير والتقدير لِـنُهـوّن عليكم هذه المعركة، وليكون النصر حليفنا وحليف أردننا الحبيب.



#عبدالله_حناتله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورونا أقرب إلينا مما نتوقع لا تستثنوا أنفسكم


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبدالله حناتله - الكوادر الصحية حصان طروادة لعبور المرحلة