|
فيروس كورونا المستجد و نشأة العالم الجديد
وائل رفعت سليم
الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 10:16
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
منذ أن أدركت الإنسانية معنى تجمع الناس في إقليم ما ، ورضاهم بالعيش معاً لكونهم يشتركون في ميزة ثقافية ما ، وتشابهم في أفكار ما ، ولديهم نظام للكتابة ما ، عرفت حينها مفهوم الدولة ، لتنشيء أول دولة على يد ( الملك مينا في مصر القديمة ) و نتاج ذلك أن عرفت الإنسانية مفهوم الحضارة ، وليكون أول موطن لها على ضفاف الأنهار و تنشأ قوى متتابعة أو متلازمة ( الحضارة الفرعونية على نهر النيل - الحضارة البابلية والسومارية والأشورية على نهري دجلة والفرات – والحضارة الصينية على نهري اليانجتسي والأصفر– حضارة شبة القارة الهندية على نهر السند – وحضارة المايا على نهري سان خوان وكوكو ) ثم لحق ذلك ( حضارة اليونان القديمة - حضارة روما القديمة – حضارة الفرس القديمة ) ، حتى أتت ( الحضارة الإسلامية ) وظلت تنتقل من بلد إسلامي إلى آخر حتى نهاية الدولة العثمانية ، ثم لحقها دول عظمي فرنسا وإنجلترا ، ثم الإتحاد السوفيتي و أمريكا ، حتى وصلنا مع بداية القرن الحادي والعشرون إلى ما عرف ( بالعالم أحادي القوى ) ليجد العالم نفسه أمام تردي وإنحياز مُطلق لنصرة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ، ثم قيام الإدارات الأمريكية بتجريد البشرية من قيمها بوضع منهج معيب يمكن إختصاره من ( جورج أرول في روايته المبدعة - مزرعة الحيوان – ترجمة محمود عبدالغني حين ذكر :- الحيوانات متساوية ولكن بعضها أكثر مساواة من غيرها ) لنقول الآن ( البشرية متساوية إلا أن بعضها أكثر مساواة من غيرها ) و لتكتشف الإنسانية أنها أمام أسوء قيادة للعالم منذ معرفتها بمفهوم الدولة والحضارة . ومن هنا أتى الخلل في التوازن الكوني لأن أمريكا سخرت السياسة العالمية لخدمة أهداف فئة بعينها هم الصهاينة مما أدى إلى خلق خلل سياسي وإقتصادي وإجتماعي وأخلاقي عالمي ، وسواء كان فيروس كورونا نتيجة فعل متعمد أو خطأ ما إلا أنه جاء ليكون سبباً في إحداث تدخل كوني يُعيد للبشرية توازنها . ولتتأكد حكمة الله سبحانه وتعالى في نظرية تداول القوى والهيمنة العالمية فتحفظ للبشرية بقائها من خلال إستبدال لعناصر القوى وقيمها ، وحتى لا يستمر الظالم بظلمه ولا الموجوع بوجعه سواء كان فرداً أو شعباً أو دولة ، ومن ثم يأتي الإستبدال والإستخلاف أفراداً ودولاً . والمتابع والمترقب لحركة الفيروس منذ ظهوره وتعاملات الحكومات والشعوب معه يتيقن أننا قادمون على عالم جديد ، وسيكون لفيروس كورونا بنتائجه وتداعياته سبباً مؤثراً في رسم وتحديد شكل العلاقات الدولية القادمة ، وسبباً في تغيير العوامل المحددة للسياسة الخارجية للدول ، وأن الخريطة السياسية للعالم ستتغير تماماً بدءًا من حصار الفيروس وخلال خمسة أعوام مُقبلة وهو ما يمكن لنا إستنتاجه سوياً من خلال الآتي :- أولاً – الجانب الديني للدول :- أعتقد أن جلال الأحداث التي خلفها فيروس كورونا ستدفع الناس للتدبر في الكون وفي خالقه والتعمق في مفهوم الأديان وقيمها ومعانيها ، والمشاهد المستحدثة في هذا تدلل علي ذلك منها :- رفع الأذان جهراً في إيطاليا وأسبانيا وألمانيا وأكثر من بلد حول العالم ، ونشر الصحافة العالمية تقاريراً مفصله عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم وأنه علم الإنسانية أسس الطهارة والنظافة وقواعد الحجر الصحي ، وعن أهمية اللجوء لله عند الوباء ، وما ينشر في مواقع السوشيال ميديا من أحاديث نبوية مترجمة بلغات عدة عن البقاء في المنزل وقدر الأجر والثواب ، وما ينشر من أشخاص غير متدينين يبدو فيها حزنهم على غلق دور العبادة بإتجاهاتها ، وأتصور أن الإسلام سيكون له الحظ الأوفر في البحث والإستكشاف كيفما حدث بعد أحداث 11سبتمبر 2001 ، وأذكر هنا ما نشرته ( جريدة فيتو المصرية في 11/9/2014 بعنوان - الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر - زيادة معتنقى الإسلام في أمريكا لـ4 أضعاف - « صحيفة روسية » : الإسلام دين الدولة عام 2050- بلجيكا : إنتشار إسم « محمد » - البرازيل : زاد الإسلاميين لكذب أمريكا ) . ثانياً – الجانب الإجتماعي للدول :- فيروس كورونا سيقدم معاني الأخلاق والواجب والتضحية والإخاء والتسامح والتعاون وقبول الآخر ويبرز قيم التكافل الإجتماعي بشكل مختلف وجديد للإنسانية لما لهذه القيم والمعاني من دور في تمكين المجتمعات من الصمود أمام الكوارث الفجائية المماثلة ، وزيادة هذه القيم أو نقصانها ومدي كفائة تفاعل الحكومات و الأفراد مع الأزمة هو ما سيحدد شكل السلوك الإجتماعي المستقبلي داخل كل دولة على حدة ، وسيحدد مدي مشروعية متخذ القرار السياسي من عدمه ، وسيحدد مدي قابلية الأيديولوجيات التي تدعمها أو تتجاهلها للبقاء أو الزوال ، وسيكون لفيروس كورونا دور مستقبلي شديد الخطورة في توضيح مدي إثبات تماسك المجتمعات ووحدتها ونضج قيمها ، أو إثبات أنها هشة وأن قيمها وهمية تستوجب التغيير . ثالثاً – الجانب القانوني للدول :- سيكشف فيروس كورونا النظم القانونية القائمة في العالم والمؤسس في ضوئها النظم الحاكمة والأحزاب السياسية بدول العالم ، وسيضيء للكافة مدى شرعيتها و مشروعيتها ، والشرعية عرفها ماكس فيبر رائد علم الاجتماع :- ( بإنها صفة تنسب لنظام ما من قبل أولئك الخاضعين له ، من خلال عدة طرق تتمثل في :- التقاليد أو بعض المواقف العاطفية ، أو عن طريق الاعتقاد العقلاني بقيمة مطلقة ، أو بسبب قيامه بطرق وأساليب تعد قانونية ، ويعتبر النظام الحاكم شرعياً عند الحد الذي يشعر فيه مواطنوه أن ذلك النظام صالح ويستحق التأييد والطاعة ) ، أما المشروعية :- ( فهي اكتساب النظام لرضا غالبية الشعب حتي وإن لم يكن يستند إلى سبب شرعي لوجوده وهذا في الغالب يُبني على جوانب عدة منها ( القرارات السياسية و الإقتصادية والإدارية والإجتماعية )) . ومن ثم مدى قدرة وكفائة النظم الحاكمة والأحزاب السياسية في العالم وسبل مواجهتها للفاجعة ومعاييرها الأخلاقية في التعامل مع شعوبها وقت المُحنة للحد من إرتفاع نسب الوفيات ومدى التخفيف عن معاناة الناس المرضية و خسائرهم الإقتصادية ، سيخلق عدة إتجاهات :- الأول - أن تصلح النظم والأحزاب السياسية ذاتها من الداخل وهي مسألة مُعقدة . الثاني – إما رضاء بعض الشعوب ببعض الأنظمة والأحزاب السياسية ويصبح المستقبل لها . الثالث – تشدد بعض الشعوب في الإنغلاق وإعلاء النعرات القومية والعنصرية . الرابع - خلق أزمة شرعية حادة للنظم أو الأحزاب السياسية بالدول التي ستسيء وتفشل في معالجة الفاجعة وفي هذه الحالة سيتولد أمران :- 1 – إنشاء جماعات ضغط لإجبار هذه الأنظمة والأحزاب على تصحيح أوضاعها ، - 2 – تحرك الشعوب للإطاحة بكل ما هو موجود على المشهد وإنشاء سلطات جديدة . رابعاً – الجانب السياسي للدول :- فيروس كورونا سيتسبب في إعادة نظر كل دولة لسياساتها الخارجية وعلاقتها الدولية ، و يضع معايير جديدة لمدى إلتزام الدول بمسؤليتها القانونية الدولية ، وبخاصة إذا ثبت أن أمريكا هي المسئولة عن الفيروس سواء كان ذلك متعمداً أو بخطأ ما ، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على شكل الصراعات الإقليمية القائمة في العالم الآن ، وينشأ صراعات إقليمية جديدة ، وينهي وينشأ تحالفات إقليمية ودولية جديدة ليصل بحلفاء اليوم إلي أعداء الغد ، وأعداء اليوم حلفاء الغد ، وسيأتي مردود ذلك علي سبل حل المنازعات الدولية ، ومدى الإلتزام بسلطة القانون الدولي ونطاق تطبيقه ، ومدى إحترام القواعد الدبلوماسية بين الدول ، وربما يدفع لتغيير هيكل وعمل إدارة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات والهيئات التابعه لهما سواء الحكومية أوغير الحكومية ، وهذا سيرتبط في المقام الأول بالمتغير الداخلي الذي سيحدث في كل دولة على حدة وشكل ومنهج الحكم فيها ، ويمكن لنا إستنتاج ما ستؤل إليه النظم السياسية ببلدان العالم في ضوء ما سبق طرحه على النحو الآتي :- 1 - الإتحاد الأوروبي :- أتت بعض المواقف في ظل الأزمة يمكن لها أن ترسم شكل المستقبل في أوروبا منها ( فشل الإتحاد الأوروبي عن مد يد العون للدول الأكثر تضرراً إيطاليا وأسبانيا ، ثم مشهد قيام الشعب الإيطالي بإسقاط علم الإتحاد الأوروبي في إيطاليا ورفع علم الصين بديلاً له ، ثم تصريح رئيس صربيا وقوله :- ( تضامن الإتحاد الأوروبي حكاية خرافية ) ، ثم واقعة سرقة دولة التشيك شحنة المساعدات الصينية لإيطاليا والإستيلاء عليها لحسابها ، ثم واقعة سرقة إيطاليا شحنة المساعدات الصينية لتونس والإستيلاء عليها لحسابها ) ، ولا تنسي قبل فيروس كورونا كان هناك صعود أولي لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا وتنامي خطاب شعبوي ينمي الكراهية ويرفض الآخر قائم على العنصرية نحو الدين أو القومية أو الهوية وهي قيم معاكسة لما شكلته الديمقراطية الحديثة في أوروبا ، والآن ستميل بعض الشعوب في القارة العجوز للإنغلاق وإعلاء النعرات القومية والعنصرية و سيصل اليمين المتطرف وبقوة للسلطة ، وهو ما سيؤدي إلى تفكك الإتحاد الأوروبي وحل حلف الناتو . 2 - الولايات المتحدة الأمريكية :- بعد فيروس كورونا وتداعياته ستقع ملاسنات دبلوماسية وإعلامية بين أمريكا والصين وكل طرف سيتهم الآخر بأنه المتسبب وهو ما سيصل الصراع التجاري الإقتصادي إلى مآلات أكبر وأعنف وإذا فشلت أمريكا في إيقاف الصين ستزداد مطامعها في الوطن العربي وتحديداً مصر فموقع مصر الجغرافي ربما يُعيد لها سيطرتها علي القرار العالمي ، ولأنها الدولة الوحيدة المؤهلة في المستقبل لوقف المد الصيني علي العالم لما تمتلكه من موقع وموارد يشترط توظيفها في ظل ( وضع مُغاير ) ، بالإضافة لأزمة أمريكا الحادة والتي تكمن في شخص ترامب وتكوينة ومنهجه الإنتهازي وسياساتة الداخلية والخارجية و ( بدعم الصقور له ) سيضرب عرض الحائط بثوابت السياسة والدبلوماسية الأمريكية وسيوظف حالة جنون العظمة العامة للمواطن الأمريكي بكونهم رقم ( واحد في العالم ) لإرتكاب أي حماقة نحو بلدان العالم من أجل الحفاظ علي ذلك مُصعداً خطابه العنصري ضد المهاجرين عموماً ثم المسلمين ثم الجنس الأصفر ثم السود ، ومع تراجع الإقتصاد الأمريكي وإنهاكه سيزداد توجه المواطن الأمريكي نحو التسليح الشخصي وحينها سيأتي الإندفاع للهاوية بجنون . 3 - الصين :- تقوم الصين الآن بذ بح الإقتصاد الأمريكي حول العالم عن طريق إستخدامها لمنهج أسميه ( سياسة الخدمة الناعمة ) من خلال عرض خدماتها ومساعداتها البشرية والطبية لدول العالم ، فقد أرسلت مساعدات إلى إيطاليا وإيران وأسبانيا وصربيا وبلدان أفريقيا وحتي أمريكا ذاتها لإستمالة المواطن الأمريكي لها ولخلق ظهير سياسي شعبي لها ضد الصقور المسيطرين على القرار الأمريكي ( مستغله طبيعة النفس البشرية التي تميل للتعاون مع من تأمن مكره وشره وتجده بالجوار في الأزمات ) وعليه ستحول كثير من دول العالم تجارتها ناحية الصين ، وهو ما سيدفع بمزيد من الإزدهار للإقتصاد الصيني ، وسيكون لذلك تأثير سياسي ودبلوماسي مستقبلي في خلق تحالفات دولية ضد أمريكا ، ويمكن الرجوع لتفاصيل المساعدات الصينية لدول العالم وفق ما نشرته مجلة ( فورين أفيرز الأمريكية في 18/3/2020 تحت عنوان - يمكن لفيروس كورونا أن يعيد تشكيل النظام العالمي - تناور الصين من أجل القيادة الدولية مثل الولايات المتحدة المتعثرة ) ، وربما يتحول القرار السياسي الصيني نحو الوطن العربي و فلسطين المحتلة لتعود إلى سابق عهدها منذ نشأة الصراع العربي الإسرائيلي حيث المواقف السياسية الجادة ضد إسرائيل ، وتنهي الدور المتراجع للسياسة الصينية تجاه القضايا العربية والذي بدأ بعد مؤتمر مدريد للسلام 1991 . 4 - الوطن العربي :- تلاحظ الآن في الفكر العربي من خلال قراءة ما بين السطور فيما يكتب على مواقع السوشيال ميديا العربية ( حالة رفض للتخلف والردة الحضارية العربية الحالية – إعلاء مفهوم العلم وإحترام قيمته – تذكر الشباب بأن إجدادهم بنو حضارة عندما أخذوا بأسباب العلم وأقاموا العدل – السخرية من بعض الأنظمة الحالية ) ومن ثم سيشهد العالم العربي تغيرات دراماتيكية متتابعة ، وسيتبع ذلك إجلاء كل القوات الأجنبية عن المنطقة ، وستخرج المنطقة العربية من سطوة الإستعمار والإستبداد و إنهاء حقبة التقوقع حول الأفكار القبلية والعرقية و المذهبية و الدينية ، وستبقي إشكالية وحيدة أمام نهضتها هي القيادة ( مع من سيمضوا وبمن سيدفعون ؟ ) فإن إستطاعت الإجابة علي هذا السؤال فثق أن العرب سيقولون كلمة مغايرة للعالم . 5 - روسيا :- العلاقات الصينية الروسية علاقات تاريخية إستراتيجية فالصين هي الإمتداد الطبيعي للشيوعية وهي محور التوازن معها في منطقة آسيا الوسطي ، وأمريكا هي العدو الأول لروسيا بصفتها وريثة الإتحاد السوفيتي القديم ، إلا أن الأطماع الروسية في الوطن العربي وسوريا تحديداً ستجبر أمريكا على منح دور أكبر لروسيا في منطقة الشرق الأوسط ، مقابل أن تُحيد روسيا نفسها عن أي خلاف أمريكي صيني مستقبلي عنيف ، إلا أن فكرة إستعادة الحلم الروسي والتناطح الداخلي في الفكر الروسي بين الشيوعية الماضية والليبرالية العاجزة سيضغطان على الأمريكان للوصول إلى مكاسب أكبر ، وهنا يأتي السؤال :- إلى أي قدر ستقدم أمريكا لروسيا من تنازلات ؟ وما مدي حجم التنازلات التي ستطلبها روسيا ؟ ومدى موافقة طفل أمريكا المدلل إسرائيل على هذه المطالب ؟ . 6 - إيران ، وتركيا :- إيران ستشهد تحلل لنظام الملالي وستمضي نحو موجة عنف بين الشعب والحرس الثوري وخلال عامان سيجد العالم نفسه أمام نظام إيراني جديد يحلم بأمجاد الفرس ، ومع تنامي صعود اليمين المتطرف بأوروبا ستعلو القومية التركية وستلعب دوراً متصاعداً في أوروبا في ظل تحالفات ما بعد فيروس كورونا ، إلا أن دورها سيتراجع في الوطن العربي مع نجاح التغييرات العربية القادمة . 7 - إسرائيل :- المجتمع الإسرائيلي منذ تكوينه ونشأ ته وهو يحمل عوامل الضعف والتحلل وما تبديه إسرائيل من مظاهر القوة ليس لكونها قوة مرعبة ولا تقهر ولكن لضعف المواجهة العربية لأسباب عدة ، وأشكاليات الداخلي الإسرائيلي متصاعدة بدءًا من إرتفاع معدلات الفساد والرشوة والجريمة المنظمة والهجرة خارج إسرائيل إلى العنصرية والإضطهاد والتحرش داخل المؤسسات الحكومية والجيش الإسرائيلي ذاته ، ومن ثم إسرائيل اليوم ليست كإسرائيل 1948 ، أو إسرائيل 1967 ، أو حتي إسرائيل 1973 إسرائيل اليوم أهون بكثير ويكفيك أنها لم تستطع الإنتصار في أي معركة دخلتها مع حزب الله أو غزة منذ 2006 وحتي الآن ، ولن أتحدث عن مخاطر تشكيل حكومة وحدة بين نتينياهو ( حزب الليكود ) وجانتس ( حزب أزرق أبيض ) الآن على الداخل الإسرائيلي ، ولكني سأقول أن زوال إسرائيل أمر حتمي مرتبط بصحوة العرب ونهضتهم . 8 - دول العالم الثالث في ( أمريكا اللاتينية - آسيا - أفريقيا ) :- بعدما تنقل بعض دول أوروبا الكبري تعاملاتها الإقتصادية مع الصين بديلاً عن أمريكا ، سيلحقها في ذلك دول كثر من أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأسيا والتي ترتبط بنشاط أقتصادي مع أمريكا بمنطق الرهبة من المنهج العدواني للإدارات الأمريكية ومن ثم طبيعة العلاقة القائم بين دول العالم الثالث وأمريكا يستند علي ثلاث أسباب :- الأول - الخوف من القدرات الدبلوماسية لأمريكا ومقدرتها على عزل وحصار أنظمتها وحكوماتها ( وإيران عبرة في ذلك ) . الثاني - الرعب من إستبدال النظم الحاكمة فيها بنظم أخري كيفما صنعت دائماً بحكومات (فنزويلا والبرازيل وتشيلي وهندوراس وبنما وبوليفيا ونيكاراجوا وكوستاريكا ) . الثالث – سلوك الإدارات الأمريكية ( المعزز للفكر الإستعماري ) فإن لم تتدخل بشكل مباشر تركت لأتباعها من الدول الإستعمارية القديمة التدخل وبلدان أفريقيا ذاقت الويلات جراء ذلك . ومن ثم هذه الدول تبحث عمن يقف بجوارها ويحميها من التوغل الأمريكي وستقف مع من يقدم لها ذلك . وفي الختام :- بنظرة متصوفة لكاتب المقال أقول :- إن كل ما يحدث الآن وما سيحدث مستقبلاً في الأرض جاء ليؤكد قوله تعالي :- { وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } والواردة في سياق ( الأية 140 من سورة آل عمران ) وقد فسرها فضيلة مولانا الشيخ الشعراوي بالآتي :- ( إننا نقلنا النصر منكم أيها المؤمنون إليهم ، وإياك أن تفوتك هذه الملاحظة ( بأن النصر لم ينتقل إليهم إلا بمخالفة منكم أيها المؤمنون ) ومعنى مخالفة منكم ، أي أنكم طرحتم المنهج ، أي أنكم أصبحتم مجرد ( ناس ) مثلهم ، وما دمتم قد صرتم مجرد ناس بدون منهج مثلهم ومتساوين معهم ، فإن النصر لكم يوم ولهم يوم ، وليس المقصود بالأيام ما هو معروف لدى الناس من أوقات تضم الليل والنهار ، ولكن المقصود ب ( الأيام ) هنا هو أوقات النصر أو أوقات الغلبة ) رحمة الله على مولانا الشيخ الشعراوي . - إستند الكاتب في تكوين رؤيته إلى كتابات :- ( إستراتيجية الإستعمار والتحرير د/ جمال حمدان – إنهيار إسرائيل من الداخل د/ عبدالوهاب المسيري – نظرية التعاقب الدوري لإبن خلدون – إنتحار الغرب ريتشارد كوك وكريس سميث ، ترجمة محمد محمود التوبة – الكواليس السرية للشرق الأوسط يفجيني بريماكوف ، ترجمة نبيل رشوان – أمة مارقة الأحادية الأمريكية كلايد بريستووبتر ، ترجمة فخري لبيب – عندما يسقط العمالقة خريطة إقتصادية لنهاية العهد الأمريكي مايكل جيه ، ترجمة طارق راشد عليان – ما بعد أمريكا فريد زكريا ، ترجمة بسام شيحا – أسرار ويكيليكس أكبرالفضائح في التاريخ ، مركز الدراسات والترجمة – هل إنتهي القرن الأمريكي ؟ جوزيف ناي ، ترجمة محمد إبراهيم العبد الله – حقبة التحولات الكبري تحليل لدراسة مخابراتية أمريكية مروان قبلان ) .
#وائل_رفعت_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيروس كورونا و نهاية الهيمنة الأمريكي
-
الثورة العراقية بين السليماني وترامب
-
تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الخامس
-
الزلزال يضرب عرش مصر !
-
ضربات المقاومة والإنتخابات الإسرائيلية
-
تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الرابع
-
تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الثالث
-
تجارة السلاح بين الإستعماروالإستبداد - الجزء الثاني
-
تجارة السلاح بين الإستعماروالإستبداد
-
لماذا يرفض البعض تعديل الدستور ؟
-
كامب ديفيد دمرت مصر واضاعة العرب
-
عفواً ... هذا زمن تحرير القدس !
-
أبن سلمان وهلاك المملكة
-
الدستور ووحده المصريين
-
مائه يوم ....... بوجهه نظر جنوبية
-
مقال عن – تغيير السياسة المصرية فى أفريقيا
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة
...
/ محمد أوبالاك
-
جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية
/ اريك توسان
-
الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس
...
/ الفنجري أحمد محمد محمد
-
التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19-
/ محمد أوبالاك
المزيد.....
|