أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - عندما يأكل الكلب لحم أخيه














المزيد.....

يوميات الحرب - عندما يأكل الكلب لحم أخيه


مصطفى علي نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 455 - 2003 / 4 / 14 - 05:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

اليوم الخامس والعشرون، الأحد، 13 نيسان، 2003

عندما يأكل الكلب لحم أخيه!

لست أدري كيف اتصل صديق لي بالعراق، لا بد أنها ضربة حظ! تعادل الفوز ببطاقة يانصيب.

- تصور، من يصدق! سمعت صوت أمي، وبعد ثوانٍ انقطع التلفون.

- المهم أنك سمعتها، تهانينا.

- الحمد لله، لكن أ تعرف ماذا قالت؟ قالت لي، لولا الأبرياء لكنت أسعد الناس، تعرف أنها تقصد بالأبرياء الضحايا المساكين، الذين يتساقطون في كل مكان، والذين يتعرض لهم اللصوس المسلحون، النهابون، السلابون، ووو..

بدأت أضحك، فاحتج على ذلك، قلت له: أ أبقت أمك شيئاً، شعبنا كله مسكين، ضحية، وأمك كغيرها..

قاطعني: أتدري ماذا قالت؟ قالت لولا الأبرياء، لكنت أسعد الناس، في الأقل نرى كلباً يأكل لحم كلب.

قلت له: امك على حق، لخصت القضية العراقية كلها، ببضع كلمات فقط!

توفير الإهانة:

يروي أهالينا قصصاً تلخص تجارب، تثبت صحتها، بين حين وحين، تجعلنا نتذكر قصص الحكمة تلك معبقة بروح النكتة، لكنهم ومع الأسف الشديد، وبتأثير التعصب الديني السائد في مجتمعات ما قبل التحديث، كانوا يلقون بأخطائهم على من يفترضونه عدو، والعدو آنئذ هو عدو الدين بالدرجة الأولى، فانصبت تلك القصص التي تمثل أسوأ الناس على غير المسلمين، ولذا فأنا أتنصل قبل أي شيء من ذلك التعصب.

تذكرت إحدى تلك القصص، وأنا أشاهد هزيمة "لعنة الله" أمام أسياده الأمريكان،.

خَلَفَ شاب أباه "المرحوم" في دكانه قبل مدة قليلة، وصدف أن جاءه صاحب العقار مذكراً إياه بالأجرة، فدفعها إليه في الحين، وعندما قص على أمه الخبر مساء اعترضت بقوة، صرخت:

- أ أنت مجنون؟ كيف تدفع الأجرة في حينها؟ كان أبوك يؤخرها شهراً، وبعد انتهاء الشهر، أسبوعاً، فآخر، فآخر، حتى يفقد صاحب العقار عقله، ويشتبك معه بالأيدي، ويأتي أبناء صاحب العقار، فيشبعون أباك ضرباً ب "النعال" حتى يفقد وعيه، وينقلونه إلى المستشفى، ويبقى في المستشفى بضعة أيام، فيلقون القبض على صاحب العقار، وأولاده، ويوقفونهم، ثم تبدأ المفاوضات من جديد، فيتفقون أخيراً على تقسيط الإيجار لمدة لا تقل عن خمسة أشهر، يكون أبوك في تلك المدة، قد شغل مبلغ الأجرة في بضع صفقات، وربح الكثير.

كان الشاب يبتسم، وعندما سألته أمه عن سبب الابتسام، قال لها:


المهم أدفع أبي الأجرة أم لا؟


دفعها.

- أنا أيضاً دفعتها، لكني وفرت على نفسي ضرب النعل!

مهزلة الأولين والآخرين:

ذكرتُ في ما مضى بأن إحدى معاني كلمة الصحاف، هي الكذاب! المزيف للقول، وقد أصبح الصحاف مع الأسف الشديد، والحزن العميق، رمزاً للأكاذيب، والتزييف والتصحيف لا في العراق، ولا في الوطن العربي حسب بل حتى في أرجاء المعمورة أيضاً، فأخذوا يتندرون عليه وعلى سيده "لعنة الله"، وينكتون، ويضحكون.

ومن يطلع على الأخبار يسمع، ويقرأ الكثير، أما سبب حزني فهو أن ألئك المتندرين يسخرون من عراقي، في منصب رفيع، كان من المفترض أن يحترم، وربما نرضى مؤقتاً بالاحتلال، والتدمير، حتى نداوي جراحاتنا، ثم ننهض، لكن أن نصبح "علكاً" في أفواه من يستحق أو لا يستحق فتلك مسألة فيها نظر! تألمت "شخصياً" بقوة، ربما لأني أعتقد بصحة معنى بيت الشعر العربي القديم:

جراحات السنان لها التئام، ولا يلتام ما جرح اللسان.

فما زلنا نحن العراقيين مطعونين بالباطل بكلمة قالها أحمق، مأفون، قبل عشرات القرون:

أهل العراق، أهل الشقاق والنفاق.

ثم يأتي هذا المرتزق القزم الكذاب، ليصمنا بما ليس فينا! لكن لا بأس، أرجو أن تنسى الأكاذيب بعد حين، ولنرَ ما يردده أصحاب المرح والنكتة عن الصحاف، في جريدة الشرق الأوسط، أردني يتكلم مع الصحاف في التلفون:

1-العلوج العراقيون هربوا وتركوني مع الإخوان الأمريكيين.

2-توفي الصحاف فنزل 62 ملكاً، ملكان اثنان يحاسبانه، و60 ملكاً يقنعونه بأنه مات.

3- اكتشف صدام أن سبب القصف العشوائي ضابط أحول.

ومن أجمل النكت ما ذكر في الانترنيت، على شكل رسالة موجهة للصحاف، تتساءل إن كان حياً أن يتصل بصاحب الرسالة، لأنه سيقوم بحملة عالمية: لإنقاذك من لائحة المطالبة باعتقالك، أو قتلك، فقد كنت المسلي الوحيد لنا في هذه الحرب القذرة.

واقترح ثانٍ أن يذهب الصحاف للإقامة في مدينة أوكلاند، "نيوزلاندة" لأن فيها: الكثير من أمثالك المسؤولين، إنهم يكذبون علينا كل يوم، إلا أنهم ليسوا مرحين ومتماسكين مثلك، على الإطلاق فتعال، وعلمهم طريقة على الأقل.

إذاً فقد أفرزت هذه الحرب اللعينة لا مجرمين كباراً، بل ومهرجين صعاليك في نفس الوقت، فتهانينا..

 



#مصطفى_علي_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحرب - أين اختفى “لعنة الله”؟
- يوميات الحرب - بعثرة الآيات
- يوميات الحرب. - أغبى الأغبياء
- يوميات الحرب - صناعة الرجال
- يوميات الحرب - سيد الغربان
- يوميات الحرب. - خيبة الحسابات
- يوميات الحرب. - الوجه الحسن للحرب!
- يوميات الحرب - نهاية عميل
- يوميات الحرب - الكاركتير يفضح الطغاة
- يوميات الحرب - معركة الصور
- يوميات الحرب - أطفال العراق
- يوميات الحرب - قريتان عراقيتان
- يوميات الحرب - ناديا
- يوميات الحرب. - ساجدة وسحر، عدالة أم حظ؟
- يوميات الحرب - بعرق الجبين أم
- يوميات الحرب - ستة أشهر
- يوميات الحرب - النصر، والمنصور بالله
- يوميات الحرب - قضية قديمة
- يوميات الحرب - البيئة المثالية
- يوميات الحرب، اليوم الثالث: 21-3-2003. - انشقاق الضباط


المزيد.....




- ريابكوف: خطر وقوع صدام نووي مرتفع حاليا
- إعلام إسرائيلي: دوي صافرات الإنذار في إيلات خشية تسلل طائرة ...
- إفراج موقت عن عارضة أزياء باليمن بعد ظهورها من دون حجاب
- أطباء لا يستطيعون التعرف على هوية أسير مفرج عنه بسبب التعذيب ...
- حريق كبير قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقدس
- استشهاد طفل فلسطيني بسبب نفاد الحليب والدواء
- هل اقترب عصر الأسلحة الذرية من نهايته؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة -إسرائيلية- في بحر العرب
- حماس ووجهتها المقبلة.. ما علاقة بغداد؟
- مصر.. اعترافات صادمة للطفل المتهم بتحريض قاتل -صغير شبرا-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - عندما يأكل الكلب لحم أخيه