أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - إذكار الصباح - من سيرة الوحدة














المزيد.....

إذكار الصباح - من سيرة الوحدة


فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)


الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 12:26
المحور: سيرة ذاتية
    


يوقظني كابوس عن بيتنا القديم، أقفز وجلة من فراشي مثل صغير تذكر أنه نام في بيت الجيران، وتذكر أمه التي تبحث عنه ، كان سقف البيت يتهاوى وكانت أمي تقف على تنورها كما كانت تفعل قبل خمسة وعشرين عشرين عام ،
أخشى أحلامي جدا
أخشى رؤياي التي دوما تخبرني بما لا أحب أن أعرفه ،
كنت فزعه تمنيتك هذه اللحظة قريب ، أتعوذ بوجهك من أضغاث المساء وإضمك كما لو أني ولدتُ وأنا أعانقك، تحرسني ذراعيك مثلما يفعل الآباء حين يضمون صغارهم خوف عليهم السقوط من حافة السرير ، أو حافة الحلم ، حافة العالم.
لو تعرف ، السقطة تتشابه جدا ، مع فارق العمر البسيط، تظل التجربة محفورة في الذاكرة ، فالسقطة التي تخلف كسرا في الروح ولم نعالجها برصاصة الرحمة،
تظل جبيرتها عصية على التعود على اجسادنا الضعيفة حد الرعب من رؤيا، تذوب مع أول خيط للفجر.

أريد أن أضع رأسي على صدرك كما يفعل طبيب ، أتتبع صوت النبض وأنا أجس بأصابعي وقعه في الرسغ في الصدر على ركبتك وتحت ذقنك على عينيك على شفتيك،
أتبعه بأستسلام ضريرة تتعكز بصيرتها فتعرف اي نبع أقرب.

هذا الصباح الخائف جدا ، أترك شباك غرفتي مفتوحا ،في تحد للطبيعة القاسية، فحتى أقتراب نيسان لا يعني أن الارض ستتنفس عافيتها، هل قلت نيسان ، في التاسع من نيسان ،
وقبل سبعة عشر عاما كانت تلك البلاد تجرب قفزتها البهلوانية الى القاع ، كانت الأرض في بلادي تستعد لتتحول إلى قبر كبير ، مثل أفعى النوروز تلتهم منا ولا تشبع.
لما أحدثك بهذا الحزن ، أريد حديثا مبهجا يناسب خدر جسدك اللذيذ وأنت نصف يقظ ونصف مستسلم لثرثرتي التي لا يمكن ان تستبد وتقطعها الا لو وضعت إصبعك على فمك وقلت ؛ اشششش.
أوترى الامر الاول الذي تعلمته في حياتي والامر الوحيد الذي اطيعه لو جاء بهذه الصيغة .
أشتهي ان استيقظ قبلك، اقرء وجهك النائم ، انفخ على حلمك وأقرء خيانات اليقظه وأنا أهزك في حجري ، أمشط لك شعرك وأشم فيك عطر أيامي،
أرتب لك ثيابك وأزر عليك قميصك خوف أنسكاب أرجوانية رغبتي عليك ، في هذا الصباح المعطر بالقهوة والشغف والحزن.
تعال وسأنسى كل وصاياهم المئة حول كيفية دخول الجنة ، وكيفية التحصن والتمترس ضد تقلبات الطبيعة ، سانسف قاعدة الفوز بذكر وعشرة أطفال ، وسأحبك كما حواء بفطرة تفاحة سقطت من شجرة الرغبة على ثوب مسرتها ، فأجفلت يوم رأتها تستقر على سرتها آلها بشريا مسكونا بالبرد والحمى،
أنت لست الإله ولا الحمى ولا تلك الشجرة الملعونة الخالدة ، أنت هذا الذي ينسكب في لحمي وأوردتي وشراييني ، هذا المنعكس في عيني مثل بوح لم يكتمل ، الناضج على شفتي مثل قبلة لم تقطف ، الراكض بصدري كأغنية ، والعابث بكل قمصان المساء.
هوذا الصبح قد أقبل، فأي عدالة يمكن أن تكون في السماء ، حين يعرف الضوء هُذِّي الارض، فيكشف عري جسدي منك هذه اللحظة ، وفراغ سريري من عبثك ، حين ينش على البيوت بضجيج الصحو ، فيعرف اني فقت باكرا جدا لاتحصن بك وحدك ، ولأبتدي بإذكار عينيك هذا النهار.



#فلسطين_اسماعيل_رحيم (هاشتاغ)       Falasteen_Rahem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن مفقود - من سيرة الغياب
- فقدان - من سيرة الوحدة
- من سيرة الوحدة
- إليها في ذكرى رحيلها - سيرة الوحدة
- إليك في كل مرة - من سيرة الوحدة
- قراءة في خيانات بنهكة فرنسية لندا خوام
- قراءة في مجموعة زرقاء عدن لليمنية لارا الضراسي
- من سيرة الأوطان
- الحزن لا يليق بي - سيرة عاشقة
- من أناشيد البلاد
- الانسحاق الكبير
- رؤيا
- حبل سري طويل - سيرة الكتب
- رغيف أبي - من حكايات الحي القديم
- أيلول وأنا
- سيرة أمرأة أسمها فلسطين
- ماجينا - من حكايات الحي القديم
- من يوميات معلمة
- على هامش التنمر
- ذهب في هارودز


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - إذكار الصباح - من سيرة الوحدة