أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ماجد احمد الزاملي - طائلة الفصل السابع لحفظ السلم والامن الدوليين ام لقمع الدول ذات الانظمة الوطنية ؟















المزيد.....

طائلة الفصل السابع لحفظ السلم والامن الدوليين ام لقمع الدول ذات الانظمة الوطنية ؟


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 12:26
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع، هو الذي يقرر فيما إذا وقع تهديد أو خرق للسلم والأمن الدوليين أو ارتكاب لعمل عدواني، ويحق له وفقاً للصلاحيات المنصوص عليها في الميثاق، إتخاذ جميع التدابير اللازمة، سواء ما يتعلق بفرض عقوبات اقتصادية أو وقف الاتصالات أو قطع العلاقات الدبلوماسية، أو اتخاذ تدابير عسكرية مباشرة، أن الفصل السابع يعطي للدول الاعضاء الحق باتخاذ جميع الاجراءات بما فيها القوة المسلحة. من هنا تأتي الاختلافات في المواقف إزاء الإشارة الى الفصل السابع وبخاصة درجة الاستقطابات والبعد والقرب من الدول صاحبة القرار في المجتمع الدولي. تنص المادة الثانية الفقرة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة على أنه : "يمتنع أعضاء الهيئة جميعا في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أوب استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أم على وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة".
فالمادة الثانية الفقرة الرابعة من ميثاق الامم المتحدة نصت بالحرف على ضرورة الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد سيادة الدولة بأية طريقة تتنافى وأهداف الأمم المتحدة المتمثلة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. فاكتسب مبدأ تحريم القوة استخدام في العلاقات الدولية القوة القانونية، فالنص حرم كل الأشكال التي يمكن أن تتخذها القوة المستعملة من خلال عبارة "صد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة سواء كانت هذه القوة مباشرة أو غير مباشرة كالضغوط السياسية والعسكرية والاقتصادية، إلا أنه أثير نقاش حول دلالات مفهوم القوة الواردة في المادة 2 الفقرة 4، حيث اعتبر جانب من الفقه أن المقصود من لفظ القوة هو القوة المسلحة التي تأكد شكل الاعتداءات المسلحة أي العسكرية ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي للدولة، فلا يجوز اعتبار التهديدات العسكرية أو الإعلامية تشجيع وإثارة الاضطرابات الداخلية فعلا من أفعال القوة الذي يستوجب الدفاع الشرعي وفقا لمقتضيات المادة 51 من الميثاق.
الفصل السابع هو الفصل الخاص بالعقوبات الواجبة الإداء في الحال من ميثاق الأمم المتحدة، الذي أقرّ في مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945 (المواد من 39 الى 51) اي ثلاثة عشر مادة، وهذه العقوبات تفترض الالتزام بها وتنفيذها، والاّ سيكون من حق مجلس الأمن استخدام جميع الوسائل لتنفيذها بما فيها القوة العسكرية. واذا كانت جميع قرارات مجلس الأمن واجبة التنفيذ، فإن حجية القرارات التي تصدر ضمن الفصل السابع تتطلب التنفيذ في الحال، والاّ سيكون من حق مجلس الأمن اتخاذ الاجراءات الرادعة بما فيها الوسائل الحربية لتأمين تنفيذ قراراته. و بعد غزو القوات العراقية للكويت عام 1990كثُر استخدام الفصل السابع في القرارات الخاصّة بالعراق فصدر ما يزيد على 60 قراراً، واستمرت القرارات إلى ما بعد استعادة الكويت وكل القرارات كانت ضمن الفصل السابع أي أنها مُلزمة , باستثناء قرار واحد وهو 688 الذي يضمن تأمين حقوق الإنسان السياسية والإنسانية لجميع المواطنين والكف عن الإبادة والقمع الذي كان يمارسها النظام السابق بحق أبناء الشعب العراقي والقرار 688 هو الوحيد الغير مُلزم والقرارات التي تنتهك سيادة العراق بأكملها قرارات مُلزمة. ولكي نصبح بالصورة لابد من الاشارة الى أهم المواد الواردة في هذا الفصل ,إن المادة 39 تتعلق باختصاص المجلس في تقرير الحالات التي يوجد فيها تهديد للأمن أو عدوان,وعندها يقرر تطبيق نوعين من الإجراءات رادعة ضد الدولة أو الدول المخالفة لقراراته منها , إجراءات ردعية لا تتضمن استخدام القوات المسلحة,والمثال على ذلك وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفا جزئيا أو كليا,وقطع العلاقات الدبلوماسية وكل هذه التدابير استنادا للمادة 41 من الميثاق. إجراءات رادعة تتضمن استخدام القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية,للقيام بما يلزم لحفظ السلم ولاعادة الأمن الدولي إلى نصابه وذلك استنادا للمادة 42 من الميثاق. في حين تسمي المادة 41 من الفصل السابع استخدام القوة صراحة بـاستخدام القوات المسلحة, وحين تطلب من مجلس الأمن ,ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته، وله أن يطلب إلى أعضاء الأمم المتحدة تطبيق هذه التدابير, فإن المادة 42 تتحدث بغموض شديد عن الأعمال العسكرية وتشير إليها فقط بـالأعمال اللازمة, حين يجيز مجلس الأمن لنفسه أن يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي، أو لإعادته إلى نصابه, إذن فالمادتان المذكورتان لا تشيران صراحة إلى استخدام القوة العسكرية ضد دولة ذات سيادة، فالمادة 41 تمنع استخدام القوات المسلحة إلا في حالة استنفاذ جميع التدابيرالأخرى. ‏‏‏والمادة 42 في حالةاستنفاذ مجلس الأمن جميع التدابير الأخرى، لا سيما المذكورة في المادة 40 التي تنص على مهمة مجلس الأمن في حال وقع تهديد للسلم أو إخلال به فإنه يتوجب على هذا المجلس اتخاذ من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدوليين, أي لم يذكر بشكل واضح استخدام القوة العسكرية وشن الحرب في المادة 42، وهي متروكة للتفسيرات الأحادية، فتلجأ الدول الخمسة الاعضاء الدائميين الى تأويل النصوص بحسب ما تقتضيه مصالحهم، أو مصالح حلفائهم ولكن من حيث ميثاق الامم المتحدة، فإن مهمة مجلس الأمن هي حفظ السلام والأمن الدوليين بالطرق السلمية، وعدم شن أي حرب إلا بعد استنفاذ جميع الطرق السلمية، لتجنب إشعال مناطق لاتشكل تهديد للامن والسلم الدوليين بصراعات لها اول وليس لها اخر وتؤدي فيما تؤدي إلى تفتيت المجتمعات وتقسيمها على أسس عرقية ومذهبية.
كما أن مبدأ القوة أصبح يشكل دورا هاما في السياسة الدولية بحيث أصبح يتحلى بوضوح في التفاعل الحاصل بين الدول وبذلك تحولت مواضيع القوة في العلاقات الدولية من بين المواضيع إثارة للخلاف حول مدى فعاليات ومقتضيات القانون الدولي وأحيانا حول حقيقة وجوده ذلك أن الهدف من وراء ذلك هو محاولة الوقوف وتقنين استخدام القوة العسكرية واللجوء إليها وذلك عن طريق ضبط مثل هذا الاستعمال ومع ذلك لازال هناك نصوص ونقص يعتري الاتفاقيات والإعلانات إزاء بعض الموضوعات المتعلقة باستخدام القوة والمؤدية إلى مجموعة من الاختلافات والانقسامات الحادة في هذا المجال ولعلها ساهمت بصورة كبيرة في استخدام القوة في حالات عديدة وبصورة متعسفة وغير مبررة كما أن هذه التفسيرات لاستعمال القوة فإنها تحتاج إلى دراسة مع مدى انسجامها مع القانون الدولي قصد الإلمام باستخدام القوة في العلاقات الدولية ومعرفة حدود هذا الاستعمال بكل أشكاله وتناقضاته حتى يتسنى لنا الوصول إلى حقيقة بأن العلاقات الدولية هي علاقة أو علاقات بين الأعداء لايحكمها إلا منطق القوة وأن السلام بمفهومه الأخلاقي ليس من عالم العلاقات الدولية .
بالرغم من كثرة رفع شعارات الديمقراطية والإصلاح , فالوضع الدولي الحالي يشهد إجهاض للسلام والأمن الدوليين ، ذلك أن العالم اليوم يعيش حالة من فرض الهيمنة عن طريق استعمال القوة العسكرية من قبل القطب المهيمن ممثلا بالولايات المتحدة الامريكية ، وهذا يولد مشاعر الكراهية والعداء بين الشعوب، فكيف يمكن للوضع الدولي أن يستقر وهناك من يعمل على تدمير كل مقومات الاستقرار والتوازن الدولي، إن الوضع العالمي في حاجة إلى الإصلاح وطي كل صفحات العداء والكراهية بين الدول الضعيفة عسكريا وتكنولوجيا وأمريكا وحلفائها ثم معالجة أزمة المصداقية بين الغرب والشرق بصفة عامة، وكل ذلك عبر الاحترام والحوار بعيدا عن غطرسة القوة وحتى تكتمل الصورة لابد من إنهاء احتلال العراق وفلسطين وأفغانستان ورفع تهمة الإرهاب عن المسلمين ، هذا إذا أراد المجتمع الدولي أن يعيش في عالم يخلو من التهديد والدمار، كما أن الإفراط في استخدام القوة العسكرية والتصرف أحاديا لن يجلب سوى أزمات دولية تنعكس سلبا على الجميع ، ولن يسلم منها أحد فالاعتماد على القوة العسكرية واستخدامها على أصعدة مختلفة يؤدي إلى إقفال باب المشاورات و لن تحقق الكثير مما يصبو إليه العديد من أصحاب التوجه الفردي وخصوصا المتحكمين في صناعة القرار داخل الولايات المتحدة الأمريكية لكون هذه الفكرة تستند لأسس غير مقنعة وهشة فالقوة لا تدوم. وأمريكا لن تستطيع الاستمرار لأن فكرة استخدام القوة واللجوء إليها لها كلفة اقتصادية وسياسية سوف تكبد واشنطن خسائر لا طاقة لها بها بحيث أنها لم تنجح في العراق وأفغانستان، وها هي اليوم توسع بؤرة الصراع لتشمل سوريا وإيران وحزب الله ذلك أن الخطة لم تنتهي والصراع واقع مفروض لا يمكن إغفاله.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤلية الدولة عن انتهاكات حقوق الانسان زمن العولمة
- فيروس كورونا وهشاشة النظام الرأسمالي المعولم
- المشاركة السياسية الشعبية
- التضييق على الحقوق والحريات الاساسية للانسان من اسباب تنامي ...
- القابلية على استخدام ادوات التدمير ضد شعوب الارض
- تضارب المصالح بين الدول يحول دون تعريف الارهاب
- سلامة الاراضي العراقية والاستقرار السياسي والتلاحم الوطني يس ...
- الاسلحة البيولوجية
- مرحلة السيادة المطلقة انتهت بفعل النقل السريع والانترنيت وفت ...
- مبدأ القوة الامريكية ساهم في تراجع دور الدولة اوطني والاجتما ...
- النظام السعودي لا يملك رؤية مستقبلية ولا يعتمد على العقلانية ...
- التحول من الاستبداد إلى الديمقراطية خلال الحوار الجدي بين ال ...
- دور اللوبيات وجماعات المصالح في تسيير السياسات العامة للدول
- ما وراء الاتفاق الامريكي مع طالبان
- تقاسم السلطة وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية من أجل الإصل ...
- السلطات المحلية
- ضحايا الجرائم الدولية
- بث الفوضى ومحاربة الفكر التنويري لاجل السيطرة الاستعمارية
- التنمية السياسية التي نحتاجها
- الإستيراتيجية الامريكية لخلق الازمات في الشرق الاوسط


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ماجد احمد الزاملي - طائلة الفصل السابع لحفظ السلم والامن الدوليين ام لقمع الدول ذات الانظمة الوطنية ؟