فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة
(Falasteen Rahem)
الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 12:25
المحور:
سيرة ذاتية
رسالتي هذه ستصلك فجر غدك ، في أسترجاع زمني غريب ، أكون قد أخذت حمامي على عجل، وربما كنت أمام مرآتي أجرب وصفة كحل جديدة ، وليس أحب لنفسي منه، سيكون يومك لم يفتح بعد نهاره، أتعرف لم يحدث أن نمت في الطائرة يوما، كنت دائما احرص أن أعرف اللحظة التي يهرب بها الزمن، فيثلم ساعة أو أكثر من جدار السنين، دائماً أشعر أن تلك الساعات التي يسرقها كانت ستكون هي أفضل مافي عمري، لو لم يفعل ،ولم أفلح يوما في تقفي خطاه ولا عرفت كيف يتسرب هكذا، ولا حتى أين يدخر تلك الساعات التي يجمعها مني، مرة حرصت طوال سبع ساعات في طائرة أن تظل عيوني مفتوحة، وأنا أحدق بحذر عبر النافذة خوف أن ينفلت مني خيطه ، لكني غفلت في اللحظة الاخيرة واستسلمت لخدر عجيب دب في جسدي ولما أنتبهت ،كان قد عبرتني تلك اللحظة التي حرصت على انتظارها ، وان ثمة وقت لا اعرف كيف اقيسه، هرب مني.
أختزن من الفضول الكثير ، لكنه فضول خجول غير مدجج بالأسئلة ، أكتب لك و أنا الان على باب الطائرة H2 الجزء الاول لصيغة الماء، حاضرة بديهيتي، تراني مثل أبي أملك ذاكرة للزمن البعيد فقط، لذا ظل عنده الكون جميلا ، تماما مثل البساطة التي أستحضر بها صيغة الماء الان ، وأنا أذكر درس الكيمياء الأول، الذي عجز عن تفسير لماذا نشيخ نحن وتظل صور الذكرى شابة بتفاصيلها الرشيقة ، لماذا مثلا لا أذكر شكلي في صفي الاول بعمري هذا ، لما كلما حضرت مواقف طفولتي أراني طفلة ، أذكر حتى لون ثوبي المدرسي وشكل أنفي وفمي و لثغتي في الكلام ، كيف يمكننا ان نكبر كثيرا ، ونحن في خزانة الأيام مجرد صغار.
#فلسطين_اسماعيل_رحيم (هاشتاغ)
Falasteen_Rahem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟