أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باتر محمد علي وردم - لن تجدوا صدام إلا في أسوأ الكوابيس














المزيد.....

لن تجدوا صدام إلا في أسوأ الكوابيس


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 455 - 2003 / 4 / 14 - 12:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

كاتب أردني

 

أعتقد جازما بأن هناك حائطا سريا ما في وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية يحمل صورتين كبيرتين لشخصين هما أفضل عملاء الولايات المتحدة في العالم: اسامة بن لادن، وصدام حسين. ولا أستغرب لو كان كل موظفي الاستخبارات الأميركية يلقون التحية صباحا مساء على أفضل من قدم الخدمات الاستراتيجية للأميركيين في العالم العربي.

بن لادن وصدام بدآ عملهما في الاستخبارات الأميركية مبكرا وفي وقت واحد. في بداية الثمانينات كان على الولايات المتحدة أن تواجه الامتداد الشيوعي فقام بن لادن بتحريك الجهاد ضد السوفييت، وكانت تريد مواجهة النظام الايراني ووثورته التي كانت على وشك أن تلتهم خليج النفط العربي-الفارسي، سمه ما شئت، وكان الثمن هو حياة مئات الآلاف من العراقيين تحت قيادة صدام.

من أجل تحقيق هذا الهدف لتذهب حقوق الإنسان إلى الجحيم، ولا يعني شيئا لدونالد رامسفيلد ولا الإدارة الأميركية أن صدام قتل 100 ألف كردي بالغازات السامة، المهم أن "الأفكار السامة" للثورة الايرانية لن تصل إلى الخليج. صدام حسين كان رجل الأميركيين في الخليج ويحقق لهم كل أهدافهم الاستراتيجية في هذه المرحلة.

عند بداية التسعينات كانت الاستراتيجية الأميركية تقضي التواجد العسكري المباشر والدائم في الخليج، فتحرك صدام مرة أخرى. تهديدات فارغة لإسرائيل، واستعراض للسلاح الكيماوي ومن ثم احتلال الكويت، لتتحرك الجيوش الأميركية إلى السعودية بعد ايام قليلة وبكل ترتيب وتنظيم، أي أحمق وغبي يمكن أن يعتقد أن البنتاجون تفاجأ مما حدث في آب 1990.

شنت الحرب، وتم تدمير الجيش العراقي العظيم بلا رحمة، وإعادة العراق مئة سنة إلى الوراء، وتدمير كل نظام سياسي أو اجتماعي أو أخلاقي يمكن أن أن يعمل على مقاومة النظام، وتم تشجيع المعارضة على الثورة الشعبية ثم تركوا تحت رحمة وحشية النظام ورغبته السادية في الانتقام. مذابح عام 1991 جعلت صدام حسين أقوى مما كان، والعراق أضعف مما كان في أي وقت في التاريخ الحديث.

الحصار، والتجويع والتدمير وانفلات الأمن ومصاصي الدماء، واحتكار الاقتصاد العراقي بالعصابة الحاكمة من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء جعل النظام أقوى واشرس، والشعب أضعف وأكثر استعدادا لأي خيار غير هذا النظام، وبات الشعب العراقي في نهاية القرن العشرين تواقا لأي جيش يخلصه من النظام حتى لو كان جيش احتلال أميركي. أما في الكويت والسعودية فقد أصبح صدام كابوسا مستمرا، وبالتالي أصبحت الحاجة مستمرة للقواعد السعكرية الأميركية في خليج النفط.

بن لادن كان يعمل بذكاء هو الآخر، يستثمر كل مشاعر التطرف في العالم الإسلامي والعربي ليصنع تنظيما مريضا نفسيا يعتقد أن قتل الناس بالجملة تقرب من الله. أصبحت القاعدة هي العنوان الأسوأ والوصف الأبشع للعرب والمسلمين، وكانت كارثة 11 أيلول التي أعطت أخيرا للإدارة الأميركية الضوء الأخضر للانفلات من أي تشريع دولي سياسي وأخلاقي وتنظيمي لبسط سيطرتها العسكرية الكاملة على أي مكان تريده وفي أي وقت تريده وبالطريقة التي تراها مناسبة.

تجد واشنطن دائما العذر المناسب. طالبان حركة إرهابية وبن لادن عدو لكل الأحرار في العالم، وتبدأ الحرب وتنتهي ولكن الجيش الأميركي العظيم لا يجد بن لادن، ليبقى شخصية اسطورية لا تموت وتعطي المبرر لبقاء الحرب على الإرهاب مستمرة طوال العمر بدون توقف ما دام محرك الإرهاب الأول طليقا في الكهوف الباكستانية ولم تجده صواريخ رامسفيلد التي يحدد لها في أية نافذة ستدخل!!

النفط العراقي يسيل لعاب الإدارة الأميركية، والسيطرة العسكرية والسياسية التامة على العالم العربي لا يمكن أن تكون إلا من بغداد، وكسر الإرادة العربية لا يمكن إلا من خلال إخضاع بغداد. المطلوب إذا هو استحضار أسلحة الدمار الشامل واستذكار معاناة الشعب العراقي ودكتاتورية صدام الذي لن يتنحى عن الحكم، ولن يتراجع حتى يسلم بغداد للولايات المتحدة، في أو لعملية احتلال عسكري تحظى بالرضا الشعبي في التاريخ، ويختفي صدام.

لقد اختفى صدام مع بن لادن ليبقى لغزا مجهولا، يستحضر الرعب والخوف وبالتالي يعطي شرعية للاحتلال الأميركي للعراق. لن تجدوا صدام بعد الآن إلا في أسوأ الكوابيس، حتى ترتاحوا في الصباح برؤية الدبابة الأميركية تربض في شوارع بغداد.     
 

      
 



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا عن -الفرهود- الأميركي؟
- آسف أيها العراقيون...لم أفرح !!
- الولايات المتحدة كدولة احتلال
- رامسفيلد، علي حسن المجيد والكيماوي الثالث!


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باتر محمد علي وردم - لن تجدوا صدام إلا في أسوأ الكوابيس