|
مزبلة أكاديرالكبيروالأخطار المحتملة على البيئة والسكان
بوساين الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 11:10
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
إن موضوع مزبلة أكادير الكبير لم تعطى له في حدود علمي الأهمية اللائقة قصد دراسته عن قرب وتعريف الرأي العام بأخطارها وتوجيه الدعوة إلى كل المهتمين قصد التحرك من أجل صد الأخطارالمباشرة والجرائم الغير المباشرة التي ترتكب في حق أبناء سكان أكادير عموما وبالخصوص سكان أحياء الداخلة والمسيرة والسلام والهدى والقدس من جهة الغرب وكذا دواوير إمي ونسيس وتاكيت نعبدالرحمان وأحلاكا من جهة الشرق وفي هذا الإطار سأتطرق إلى موضوع المزبلة مستعملا هذه التسمية لأنها تعبر فعلا عن الواقع عوض تسمية المطرح التي لها من الدلالة ما يحمل نوعا من المسؤولية والتنظيم والإهتمام وكلها صفات تغيب بالمكان المدروس حيث الهم الأوحد للمسؤولين بأكادير الكبير هو تبرير ضريبة لنظافة- ولو بإلقاء الأزبال في مناطق وبطرق لا يمكن بتاتا التنبؤ بدرجة كارتثيتها على أولئك المواطنين والمواطنات أنفسهم صغارا وكبارا. فصحيح أن النفايات الصلبة والسائلة تواجهها عالميا دائما مشاكل في أماكن تفريغها. ولكن إذا أضفنا إلى هذا إنعدام الحس البيئي لدى المسؤولين كما هو الحال بأكادير فلن ننتظر إلا أن تتعرض الأرض والهواء والماء والإنسان لأخطر الكوارث بفعل المزبلة التي لا تذكر ولا تمنح لها أية أهمية إلا في فترات الانتخابات عند البحث عن أصوات انتخابية أو عند البحث عن مشاريع لصرف مبالغ طائلة وميزانيات في صفقات مشبوهة لا تترك للمتتبع إلا التأكد من أن كل المؤسسات زائفة ولا يفهم أصحابها إلا لغة ابتلاع أموال الشعب بجميع الوسائل. إن كل ساكنة أكادير وزوارها دون أن يكونوا متخصصين -ما عدا المجالس المفبركة- يجمعون أن المزبلة العمومية بأكادير أثرت على بيئة أكادير وحياة وصحة السكان المجاورين وشوهت منظر المدينة. فلا شك أن تمدد المدينة جعل المزبلة تثير اشمئزاز سكان الأحياء الجديدة المجاورة في حين أن السكان الأصليين للدواوير القديمة بسفوح جبال أكادير التي سبقت تاريخ وجود المزبلة بقرون ضاقت درعا وأصبحت لا تطيق حياتها بسبب الروائح النتنة والحشرات والأمراض بل والإستحواذ على أراضيها برمي الأزبال فيها...الخ ولكنها ضلت صامتة خائفة من القمع المسلط على رقاب أبناء الشعب. إن الوضع القائم - وبعد قيامي بالتأكد من كل المعطيات من خلال المعاينة- يجعلني أقول أن المزبلة لا يمكن حاليا أن تستجيب للكميات الهائلة من النفايات المنزلية إضافة إلى الأخطار الخطيرة جدا للنفايات الطبية والصناعية التي تشكل تهديدا كبيرا لسكان أكادير عموما والأحياء المجاورة خصوصا. كما أن المزبلة تشكل تهديدا كبيرا جدا على مصادر المياه و الأرض والهواء والإنسان وكذا الحيوانات التي ترعى في المزبلة ويتم بيعها لاحقا للجزارين والمواطنين ليأكل منها البشر .إن كل ما ذكر قد يسبب في كارثة حقيقية إن لم يكن قد سببها لحد الآن علما أن المتخصصين من الأطباء والبيئيين وغيرهم يجب عليهم تحمل مسؤولياتهم بالجهر بحقيقة تأثر سكان المنطقة عموما بالأضرار الناتجة عن المزبلة بشكل مباشر أو غير مباشر . إن موقع المزبلة العمومية أختير لها لسهولة إستغلاله نظرا لموقعه المنبسط على أراضي زراعية لأهل قبيلة مسكينة من دواوير إمي ونسيس وتاكيت نعبدالرحمان وأحلكا وتاملاست، بعد ما تم نقله من حي إحشاش القديم (مدخل المقبرة) وكان الهدف منه هو إبعادها عن أنفاس المواطنين من الدرجة الأولى أي البورجوازيين في الحي السويسري المكون أساسا من الفيلات ولكن في نفس الوقت التخفيض من كلفة النقل وذلك بعدم الإبتعاد كثيرا عن المدينة. إن المزبلة تستقبل يوميا أطنانا من الأزبال منها ما هو مخلفات البناء والهدم وكذا مخلفات معامل تصبير السمك وتعبئة الحليب والزيوت والتلفيف والمجازر والحيوانات الميتة إضافة إلىالأزبال المنزلية والفندقية والأسواق ولكن أخطر الأخطار هي نفايات المؤسسات الإستشفائية العمومية والخصوصية التي تشكل خطورة على عمال النظافة وعمال المطرح التابعون للبلدية أوعلى من ينبشون بالمزبلة والمواطنون الذين يسكنون بالدواوير والأحياء القريبة منها خصوصا والمدينة بشكل عام. كما أن هناك نوعا آخر من الأزبال وهو مخلفات التطهير الصحي الذي تقوم به بعض الشركات بتكليف من الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات والتي تلقي بها في مكان خاص داخل حدود المزبلة والذي يزكم الأنفاس بروائحه الكريهة بشكل فظيع ويجلب معه كل أنواع الحشرات والمكروبات المضرة التي قد تسبب في انتشار أمراض فيروسية خطيرة معدية وبالتالي ارتكاب جرائم حقيقية. ولابد من التذكير أن التاريخ سجل وفاة ستة ممرضات ببريطانيا ما بين 1922-1925 بسبب النفايات االطبية مما أدى إلى فتح تحقيق طبي حول خطورة هذه النفايات على الصحة العامة وبحث طرق التعامل معها من جهة التجميع والتخزين والنقل والمعالجة .كما أن مرض الأيدز وسائر الأمراض المعدية جعلت من الواجب الإهتمام بهذه النفايات الخطرة ولاحظنا في مزبلة أكادير كل أنواع اللاعناية واللامسؤولية في معالجة هذا النوع من النفايات حيث أصبح من الواجب على القوى الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني أن تتحرك لوقف الكارثة قبل اندلاعها في صفوف المواطنين وتأثر مدينة أكادير كلها خصوصا ونحن نعرف انعكاسات مثل هذه الأخطار على السياحة بالمدينة. علما ان الجزء الكبير من المسؤولية يقع على مسؤولي المستشفيات العمومية والعيادات الطبية الخاصة التي تلقي بنفاياتها بدون أدنى معالجة وكأنها نفايات منزلية عادية تحملها شاحنات نظافة البلدية وتلقي بها في المزبلة. وحتى في بعض الحالات القليلة التي يتم فيها فرز هذه النفايات الطبية يتم حرقها بشكل عادي في الهواء الطلق فليختنق من يختنق أو فليمت من يموت خصوصا عمال المطرح العمومي أو من سكان الدواوير القديمة التي سبق وجودها وجود المزبلة بقرون وحكم عليها الآن بفعل ممارسات مشبوهة للمسؤول الأول عن المزبلة أن تتمدد في اتجاهها متجاوزة حدودها الأصلية بكثير مستغلا غفلة السكان الأصليين وبالتالي الإستحواذ على أراضيهم الزراعية بدعم على ما يبدو من المجالس البلدية المفبركة التي لم تحرك ساكنا رغم الشكايات العديدة التي بعثت إليها.. إن منظمة الصحة العالمية أدركت منذ أمد بعيد أن النفايات الناتجة عن المستشفيات لها خصوصية وأنها في حالة عدم استعمال الطرق العلمية للتخلص منها فإنها تؤدي إلى أخطار على الصحة العامة وكذا على البيئة خصوصا ,اننا نعلم أن الخطر يتزايد عند عدم وجود فصل لأنواع النفايات رغم وجود شركة خاصة بالنظافة بمستشفى الحسن الثاني إلا أنها لا تقوم إلا بجمع تلك النفايات الطبية في انتظار مرور شاحنة البلدية لنقلها مع النفايات المنزلية إلى مزبلة أكادير الكبرى حيث تلقى عشوائيا أو تطمر بالأتربة أو تحرق في بعض الحالات بأشكال غير علمية وغيرمحسوبة العواقب. إن مزبلة أكادير الكبرى أصبحت تشكل خطورة كبيرة على سكان الدواوير المجاورة وطلبة الكليات والحي الجامعي بالخصوص وساكنة أكادير عموما، وحتى الحل الذي صادق عليه المجلس البلدي بتحويلها إلى موقع تاملاست بعد إنجاز دراسة على الموقع ينم عن أن سكان منطقة مسكينة الجبلية هم من النوع الذي يتحمل السموم والنفايات والتلوث ولهم المناعة الجسدية لمقاومة الأمراض كما أنهم مسالمون ويسمحون في حقهم بل وفي أراضيهم خوفا من المخزن. وهذا ما يظهر من خلال الدراسة التي أنجزها أحد المختبرات التي أريد لها أن تشوه سمعتها حيث سجل التقرير أن أقرب تجمع سكني للمنطقة المستهدفة كمطرح عمومي جديد تبعد ب 3000م ومن خلال المعاينة يظهر أن ذلك كذب وغير صحيح حيث لا يبعد الموقع إلا بحوالي 300 متر عن دوار تاملاست الذي يعيش سكانه على المراعي المحيطة بدوارهم وعلى زراعة الشعير وسيتضررون بالفعل إضافة إلى دواوير أمي ونسيس وتاكيت نعبدالرحمان وأحلاكا التي أتاها الضرر من الغرب بفعل المزبلة الحالية والآن ستتضرر من الشرق بفعل المزبلة المستقبلية. كما سيتضرر حي تليلا وكلية الطب والمستشفى الجامعي إذا كتب لها أن تبنى فوق الأرض المخصصة لجامعة أبن زهر قرب تجزئة تليلا إذ لن يكون بينها وبين مطرح تاملاست إلا بعض مئات الأمتار إذا احتسبنا المسافة المباشرة (عبر الهواء) . إن سكان المنطقة وبالخصوص دوار تاملاست سيؤدون الثمن غاليا عبر إستقطاب المزبلة لمواطنين غرباء عن عادات المنطقة وهم من جماهير شعبنا التي سدت عليها كل منافذ شغل كريم وهي الآن تمتهن النبش في الأزبال وتسكن أينما حلت وارتحلت في أحياء القصدير من أجل القرب من المزبلة المكان المفضل لها والذي تقل فيه المنافسة من أجل كسب لقمة العيش. كما أن البيئة والسكان والماشية ستتضرر بقطع عدد كبير من شجر الأركان الذي يعتبر إرثا حضاريا للإنسانية مما سيؤثر على مدخول ساكنة المنطقة التي تعتمد عليه في ظل استفحال البطالة . إنها لمفارقة عجيبة أن دولتنا وأجهزتها ترفع شعارات حقوق الإنسان والتنمية البشرية في وقت عملت فيه جاهدة لتمرير مشروع المزبلة بتاملاست الذي سيجعل الحق في بيئة نظيفة لساكنة تاملاست والدواوير والأحياء القريبة من سابع المستحيلات ولو عمل كل خبراء الدنيا على إقناعنا بغير ذلك لأن االحقيقة تسطع كأشعة الشمس التي لا يمكن إخفاؤها بالغربال وإن غدا لناظره قريب. إن نفس الأخطاء التي ارتكبت عند إختيار موقع المزبلة الحالي بعدم إنجاز دراسة دقيقة لكل نتائجها يعاد ارتكابها في موقع تاملاست حيث يظهر لي أن الموقع تم إختياره نظرالقربه حتى لا تتحمل البلديات نفقات التنقل البعيد وفي نفس الوقت إسكات من ينادون بإبعاد المزبلة عن المدينة وهو ما لن يتم بهذا الموقع وإنما تم إخفاؤها خلف الجبال لا غير. وختاما ألا يمكن أن نستنتج من هذه الممارسات نفس السياسة الطبقية التي يجتهد البورجوازيون وأذنابهم في تطبيقها على أرض الواقع وذلك بخلق أزمات في القطاعات العمومية حتى تمنح لهم الفرصة للدخول على الخط عبر شركاتهم ونهب ثروات البلاد والعباد؟؟؟ الحسين بوساين
#بوساين_الحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|