أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - شذرات في الشخصيه العراقيه ١١














المزيد.....

شذرات في الشخصيه العراقيه ١١


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 01:08
المحور: المجتمع المدني
    


وكما ذكرنا في الحلقات السابقه من مواصفات سلوكيه ،فرديه وأجتماعيه في أغلبها لا تخلو من سلبيه ،ولكن المجتمع العراقي كغيره من المجتمعات يتواجد فيه الصالح والطالح ، لذى نتطرق اليوم الى ميزه متفرده به ،وهي من جعلت له خصوصيه من بين المجتمعات الأخرى ،حتى أنها أفردته حتى عن المجتمعات المجاوره له،سواء كانت عربيه أو غير عربيه ،هذه الميزه تسمى بالفزعه (العونه)،وهي نوع من أنواع الأيثار ،وهي تندرج تحت صفة الكرم ،وكلنا يتذكر ومن على شاشات التلفاز, ان العراقي فاز ومن خلال أستبيان أجرته مراكز دراسات شاركت بها ونقلتها قنوات تلفزيونيه، بينت أن الشعب العراقي من أكرم شعوب الأرض،وأن كنت أنا أتحفظ في بعض دوافعه لكن هذا لا يلغي هذه الصفه الكريمه وذات الجانب الأيثاري.هذه الصفه لم تكن صفه طارئه على المجتمع العراقي لأنها قيمه من قيم المجتمع العربي ,والمجتمع العرافي يمثل العرب فيه أكثر من ٨٠٪؜ من شعبه،كما ان عادات وقيم الأمم والشعوب لها علاقه قويه من تجاربها وطبيعة علاقاتها ونوعية أعمالها ،فالمجتمع العراقي هو مجتمع زراعي ،وهذا يتطلب عملاً جماعياً ،ويحتاج الى التعاون والعمل الجماعي لإنجاز الأعمال وخاصه في وقت الحصاد ،كما ان الكوارث الطبيعيه لعبت دور حاسم وكبير في عملية الفزعه وخاصه في أوقات فيضان دجله والفرات ،حيث يتناهى الناس الى بعضهن لتلافي الأضرار الحاصلة ومساعدة من تضرر منهم ،وهي عمليه تضامنيه ،تكافليه يفرضها العقل والمنطق ،وهذا يتطلب أيضاً نفوساً أريحيه وذات نفس أنساني .كذلك الشعب العراقي ذو أصول عشائريه ،حيث تتعرض هذه العشائر الى غزوات من قبل العشائر الأخرى ،أو من قبل قطاع الطرق ،والفرد او العائله وحده لا يستطيع رد الأعتداء بمفرده ،لذى تدخل الفزعه كعامل حاسم في معالجة هذا الهجوم من الأطراف الاخرى التي تنوي إيقاع الضرر بهم،كما أننا لا يمكن أن ننسى المنظومه القيميه العربيه التي ترفع من شأن الكريم ،والاستجابة لطلب الاخرين بالفزعه له ،وان عدم الأستجابه تعتبر عار وشنار على الفرد أو العشيره التي لا تستجيب لهذه الفزعه،حتى أن في المجتمع العراقي من يسمى مثلاً بأبو فاطمه ،أو أبو فلانه ككنيه يكنى بها لأنه سريع الأستجابه عندما يفزعه أحد ،وعدم التردد بالاستجابة للمساعده ،وخاصه بالدفاع عن مظلوم او رد أعتداء ،أو مساعدة محتاج أو نجدة مريض يحتاج مساعده،كما يمكننا الأشاره الى أن العراقيون تعرضوا في تاريخهم لكثير من الأمراض التي أودت بحياة الكثيرين مما تعرضت الكثير من نساءهم وأطفالهم للمأساة فتتدخل الفزعه سواء فرديه أوعشائريه في تقديم المساعده لهم.كما يمكننا أضافة العامل الديني في تكريس حالة التعاون والتكافل وأغاثة الملهوف ،والتشجيع عليها ،وأعتبارها قيمه أخلاقيه ودينيه كبرى ،حتى أن نصوص الحديث النبوي يقول (خير الناس من نفع الناس) وكذلك الآيه القرآنيه (تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان)،فهنا اجتمعت العوامل الدينيه والاجتماعيه والبيئية على تكريس صفة الفزعه عند الفرد العراقي،كما لا يمكننا أن ننسى عامل البداوه الذي يلعب دوراً محورياً في تكريس قيم الفخر بأعتبارها قيمه عليا في منظومته القيميه والذي تتطلب منه أن يكون فزاعاً لجاره وحتى للغريب وان كان قاتل أخيه ،وهذه صفه عربيه أصيله ،وعلامه مميزه للعربي عن غيره.اليوم وبسبب كارثة الكورونا التي أصابت المجتمع العراقي ،كان للفزعه دور كبير في توزيع السلات الغذائيه للفقراء وبكميات كبيره وبشكل واسع ،ولم يقتصر على الناس العادين وأنما شملت الممارسه المؤسسات الدينيه ،متمثله بمساهمة المرجعيه الدينيه ،ومن خلال طلبة الحوزات العلميه،بأعتبار الفزعه قيمه أجتماعيه عامه تمارسها كل الطبقات الاجتماعيه وبكل صنوفهم وطبقاتهم.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزاب تخشبت فماتت
- مفارقات بين عالِمين
- شذرات في الشخصيه العراقيه 10
- شذرات في الشخصيه العراقيه 9
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٨
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٧
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٦
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٥
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٤
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٣
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٢
- شذرات في تحولات الشخصيه العراقيه ١
- الأقليم بين الأستقلال والأستغلال
- رب ضاره نافعه
- لماذا لا تكون لهم حميه كحمية فرنسيس بيكون؟
- هل تحولت المظاهرات من السلميه الى السلبيه
- السعوديه والإمارات اليد المروانيه
- خطرات من وقع الحوادث
- الكتله التاريخيه والمشروع العراقي
- عدوى الرأي


المزيد.....




- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - شذرات في الشخصيه العراقيه ١١