أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - منسى موريس - كورونا كشف مساوئنا .














المزيد.....

كورونا كشف مساوئنا .


منسى موريس

الحوار المتمدن-العدد: 6523 - 2020 / 3 / 26 - 22:33
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


من ينظر إلى تاريخ البشرية سيجدها تتعلم من الأخطاء والألم والكوارث والحروب والشرور , حتى لو نظرنا فى تاريخ الفكر البشرى نجد سبب رقيه وتقدمة " المساوىء والألم " ونتسأل ما الذى دفعى " بوذا " لتأسيس نسقه الفلسفى ؟ أليس الألم؟ ماالذى قاد " سقراط " إلى الإعدام وجعله يتجرع سم " الشوكران " ؟ أليست الشرور الأخلاقية فى عصر ودفاعة عن الفضيلة؟
مالذى جعل " السيد المسيح " يذهب بكامل إرادتة نحو " الصليب "؟ أليس حبة للإنسان وإنتحاء الطبيعة البشرية إلى " الشر "؟
ما الذى دفع فلاسفة التنوير فى الوقوف أمام كل السُلطات آنذاك؟ أليس الظلم والإستبداد؟ ماالذى دفع " غاندى " للمقاومة اللاعنفية أليس الظلم أيضاً ؟
لماذا ظهرت مواثيق حقوق الإنسان ؟ أليست بسبب الجور والتفرقة بين بنى البشر والإضطهادات وإستلاب حرياتهم وقمعها ؟
كل هذه الصراعات والتمزقات بين الخير والشر , شكلت الوعى والضمير الإنسانى .

كل هذا يجعلنا نقف متأملين متعلمين مُدركين أن حتى المساوىء يمكن أن نستخلص منها ما ينفعنا ويجعلنا نتقدم خطوة إلى الأمام , حتى أن جوهر الإيمان يقوم على أساس التفاؤل وأن الله يستطيع أن يحول من الشر خيراً ؟
أيضاً " كورونا " كشف مساوئنا وسلبياتنا وينبغى أن نُعيد النظر إلى تصوراتنا ونماذجنا فى أمور كثيرة مثل " السياسة , الدين , الحياة , العلم "
فى كل شىء تقريباً علينا أن ننظر إليه من جديد بعين الفحص وبنية التطوير والتقدم , لأننا لو لم نستفد أى شىء من هذه الكارثة العالمية فعلينا التسليم بأن طبيعتنا البشرية غدت أسوأ من " كورونا " نفسه .
وعلى سبيل المثال ما الدروس التى يمكن أن نُدركها نحن من " كورنا " ؟
فى مجال السياسة : بدل أن تنفق الدول المليارات والتريليونات على الأسلحة والحروب طمعاً فى القوة والسيطرة على العالم , تنفقها على البحوث العلمية فى مجال الطب وتجهيز إمكانيات ومعدات طبية ضخمة حتى لا تتكرر هذه المأساة مرة آخرى .

ثانياً : فى الدين : رأينا جميعاً رجال دين من معتقدات مختلفة راحوا يحشدون الناس من أجل إقامة الصلوات وممارسة الطقوس الدينية إعتقاداً منهم أن التجمعات من أجل الصلاة لن تنقل العدوى وأن الطقوس تكافح الأوبئة؟ ! لولا تدخل الحكومات فى منع التجمعات وتطبيق " حظر التجوال " لتحول الأمر لكارثة حقيقية .
طبعا هذه المواقفً تثبت وجود إشكاليات هامة جداً أن رجل الدين له سُلطة علمية أكثر من العلماء أنفسهم وأن إقامة الطقوس أهم من حياة الإنسان نفسه , فيجب أن نُعيد النظر وإصلاح هذا الأمر بترسيخ التفكير العلمى و الفصل بين كل ما هو علمى وكل ماهو روحى لأن الخلط بين المجالين يدمر كل منهما , أيضاً علينا أن تُدرك مؤسساتنا الدينية أن حياة الإنسان أهم من أى طقس وعقيدة وأن فى الأمور العلمية لارأى لرجل دين مهما كان معتقدة فينبغى إقرار مبدأ التخصص , نعم نستمد من الدين روحانيات ونصلى أن يساعدنا الله لكن أيضاً نراعى العلوم و القوانين الطبيعية .
فى المجتمع : للأسف الذوق العام للمجتمع يميل إلى إنفاق كل طاقاتة وأموالة فى أشياء للأسف ليست مهمة فمثلاً أصبح أقصر طريق الآن لجنى الثروات , أن تكون مُطرباً أو ممثلاً شعبياً , أن تُغنى كلمات أو تؤدى أدواراً لاتحمل فى داخلها أى معنى أو قيمة بل هى مجرد لغو فارغ غير مفيد, فى حين وجود الكثير من أصحاب المؤهلات العلمية المحترمة لايملكون عمل ووظيفة يتعايشون منها ! فالنتيجة أصبح الذوق العام أو الوعى الجمعى خالى من أى معنى وقيمة وإنهار التفكير العلمى ألم يحن الوقت لنُعيد القيم والمعانى وأن يكون الإهتمام للعلماء والمُفكرين ؟
فى الحياة : " كورونا " هز أعماقنا من الداخل جعلنا نُدرك ونرى أمام أعيننا أن حياة البشرية بأكملها غير مضمونة ومن الممكن أن نفنى دفعة واحدة, نعم نحن نعلم أن الكون مصيره الفناء لكن علمنا بالشىء يختلف عن تجربتنا ومعايشتنا له , فالحياة غير مضمونة لذلك علينا إستغلالها فى كل مايفيد الآخر كى نجعلها أفضل , أتمنى أن نُعيد أولوياتنا فى الحياة ونرتب الأمور من جديد ونقضى على الفيروسات الروحية أيضاً , كالكره , والحروب والتكفير والمظالم وكل الشرور الأخلاقية .



#منسى_موريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل المسيحية فى الشرق الأوسط .
- كورونا وطقس - الإفخارستيا -
- خدعونا فقالوا- القراءة هواية -
- لاهوت الشر (كورونا نموذجا ً )
- المسيحية والصوفية : تحليل ونقد .
- هل من يقاوم السلطان يقاوم الله : رداً على الأب مكارى يونان .
- فوبيا العقلانية : لماذا تخاف الناس من التفكير ؟
- لاهوت الأموات
- خدعونا فقالوا - ابن الطاعة تحل عليه البركة -
- تقبيل أيدي الكهنة وتأسيس لقُدسية زائفة؟
- العقل والمفهوم والواقع
- أزمة المثقف المسيحي
- التعليم المصرى بوابة تؤدى إلى الجهل .
- الكنيسة التى خانت المسيح
- العبودية وموت الذات
- ماهية إصلاح الفكر المسيحيى؟
- مقدمة فى إصلاح الفكر المسيحيى
- لماذا يخلق الله البشر مع انه يعلم أن منهم سوف يذهب لجهنم؟
- رسالة مُهمة من مسيحى إلى البابا تواضروس ؟
- الفلسفة بين ترتليان والغزالى؟ فلاسفة ضد الفلسفة؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - منسى موريس - كورونا كشف مساوئنا .