كاظم الحناوي
الحوار المتمدن-العدد: 6523 - 2020 / 3 / 26 - 13:42
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
عيد القيامة: هل يحقق أحلام ترامب أم ينهي الكورونا ؟!
يردد الرئيس الامريكي دونالد ترامب أحاديث عن الإسراع بتطوير لقاح يقي من فيروس كورونا في اقل من اسبوعين ويحدد عيد القيامة موعدا لذلك. قد تكون هذه التصريحات مجرد وسيلة لطمأنة المواطنين في هذا البلد الذي بات يعتبر احد بؤر الفيروس في العالم، إذا يجمع الخبراء على أن الفكرة بعيدة عن الواقع العلمي ولن تجدي كثيرا في مجال الصحة العامة.
ويقول خبراء الفيروسات إن المعرفة المتاحة في مجال الكيمياء الحيوية تتيح إنتاج لقاح ضد الفيروس لكنهم يتساءلون ان المسألة قد تشيع نوعا من الرضا في نفوس الناس. وبالإمكان قطعا تحقيق ذلك من منظور الكيمياء الحيوية ولكن السبب كما نعتقد ارتفاع أعداد المصابين بشدة في الولايات المتحدة الامريكية في الأسابيع الاخيرة، ما زاد الضغوط على الحكومة لتبين أنها تعمل على حماية مواطنيها.
حيث سجلت مبيعات الأقنعة الواقية ومنتجات تطهير الأيدي ارتفاعا كبيرا في حين يبدي البعض قلقا من الذهاب للمستشفيات أو حضور جنازات تجنبا للاختلاط بمصابين بالفيروس.
ووسط القلق المتصاعد، تقول السلطات الامريكية إنها دعت شركات بارزة لصناعة اللقاحات للتعاون معها من أجل تطوير لقاح للفيروس.
وشكك الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الخطوة، معتبرين أن مافيا الأدوية تقف وراء تصريحات ترامب لدفع البلاد إلى شراء لقاح بمليارات الدولارات.
فمعايير الاختبار والتجارب في حالة إنتاج لقاح محتمل تتطلب تجارب معملية كاملة تستغرق عدة أشهر او عام على الاقل قبل الإقرار بسلامة المنتج وفعاليته والتصريح بطرحه في الأسواق.
لذا يتساءل البعض عن سبب ترديده الحديث عن (الفيروس الصيني) في حين يبدو أن علاج المرض من منبعه أو حتى جلب فرق صينية للولايات المتحدة والتعاون معها قد يكون هو الحل الأنجع.
ويخشى المراقبون أن يكون القرار الامريكي متأثرا بوضع ترامب الانتخابي حيث ان زرع الامل الزائف لدى الناخبين له قيمة انتخابية كبيرة فضلا عن الإعجاب بدور الرئيس في الوقوف بوجه الفيروس الصيني؟!.
حيث إن صورة ترامب الجميلة كمرشح للجمهوريين قد تهتز إذا تبين وجود رابطة وثيقة بين تصريحات ترامب في بداية تسجيل اصابات في امريكا واستهزائه وطلبه من الامريكيين ان يمارسوا حياتهم الطبيعية وبين انتشار فيروس خطير وفتاك سيودي بحياة الاف الامريكيين.
غير أن هتاف دونالد ترامب بتحديد عيد القيامة، ليصادف اعلانه تزيين العالم اليهودي والمسيحي للمنازل، وعادة تلوين البيض ومنها الاسود، ربما يضعه في القبر الفارغ الذي يعد في هذه المناسبة في حالة عدم وجود الدواء، وبدل أرنب الفصح سينطوي ترامب خلفه فريقه الانتخابي، ليعلن الديمقراطيين بقداس الفجر، ان هذا الرجل عبارة عن ظاهرة صوتية دفعت بالصين الى موقع تحلم به.
#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟