أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - مناضلون مع مرتبة الشرف














المزيد.....

مناضلون مع مرتبة الشرف


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 07:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عراقيوا الداخل مناضلون من الدرجة الأولى .. مع مرتبة الشرف و لكل واحد منهم ألف شارة و نوط استحقاقٍ عالٍ .
وحدهم الذين صبروا و صابروا و قاسوا و تحملوا وقدموا قرابين التضحية - ابناء و احفاد و اخوة و ابناء عمومة و اطفال وزوجات و اخوات - تشهد لهم مقابر لم الشمل التي تنتشر في كل بقعة من ارض الرافدين ، بلاد السواد و الحزن الدائم .
لم ينام عراقيوا الداخل في فنادق السبع نجوم و لم يرتادوا مدن لاس فيغاس او لندن ولم يتجولوا في ضواحي باريس او هوليود ولم يشربوا الفودكا الروسية او يتذوقوا شطائر الامريكانا همبركر و الهوت دوك ، ولم تطأ ارجلهم يوماً ملاهي شارع محمد علي او شارع الحمرا و لم يأخذوا دولاراً واحداً من أي صعلوكٍ او أية مؤسسة خيرية او مخابراتية خارج دائرة الوطن و المواطنة .. عراقيوا الداخل وحدهم الذين تقاسموا رغيف الخبز الأسمنتي و ناموا على الارصفة و وضعت رقابهم تحت المقاصل ، وقادوا الانتفاضات و خذلهم - مناضلو - الخارج و هدرت دمائهم و اصبحت الشراب المفضل للقتلة و الجلادين ورموز السلطة .
و حدهم الذين حكموا بالاعدام من دون محاكم جزائية او جنائية يقتلون بالجملة و تدفنهم الشرطة السرية .. ملفاتهم سرية ، و قضاياهم و قبورهم سرية ، و تاريخهم سري جداً و خارج نطاق الخدمة و حقوق الإنسان.
و حدهم الذين يتوالدون و يتكاثرون رغم الموت القسري وقطع الاعناق الجماعي في غرف الحجر الامني و الصحي .
وحدهم عراقيوا الداخل يتقاسمون حبة الاسبرين ويموت الآلاف منهم بسبب وصفة دواء منعها الامريكان عنهم تحت غطاء مجلس القتل و الجوع و المرض الدولي بينما يعالج المرفهون في مستشفيات لندن و امريكا و المانيا و باريس و يلقون عشرات الوصفات الطبية في صناديق القمامة .
وحدهم عراقيوا الداخل لم يتذوقوا لعقود لحم العجل و الدجاج و يتبرع كل طفل عراقي بفطوره لاحد اخوته لان الفطور لا يكفي لاكثر من فرد واحد ويصاب الآلاف منهم بفقر الدم بسبب سوء التغذية ، و يولد الآلاف منهم ضعيفوا البنية و معوقون و منغوليون و عجزة .. بينما يتقيأ - مرفهوا - الخارج المتخمون من شدة الافراط في اكل لحوم الضأن و الاسماك الطازجة و الديكة الرومية .
لم يعمل عراقيوا الداخل سماسرة سياسة او تجار حروب و باعة وطن .
و لم يقدموا يوماًعلى اغتيال وطن بينما تغتالهم السلطة في كل لحظة وفي كل مكان .
و حدهم عراقيوا الداخل يأكلون الحجر و يمضغون النخالة التي لا تصلح للإستهلاك البشري و التي احتوت على نوى التمر و الطابوق و الحصى و اعقاب السجائر و فضلات الجرذان التي تمرح في سايلوهات الجوع و الفقر .
وحدهم عراقيوا الداخل استعانوا بالصبر على الشدائد و المصائب و لم يستعينوا بالاحزاب متعددة الجنسيات او بعضلات تايسون و قوة رامبوا لارهاب ابناء جلدتهم .
و لم يركضوا خلف المجنزرات ليلقوا الورود على الغزاة و يمدوا ايديهم ليشكروا من تلطخت ايديهم بالدماء من الغزاة و الفاتحين .
وحدهم عراقيوا الداخل معنيون بالحصار .. محاصرون في غذائهم ودوائهم .. يحاصرهم الاصدقاء قبل الاعداء ، العرب قبل الغرب ، و تاجر العديد من السياسيين و المحاصرين لهم بقضيتهم و كأنها تحصيل حاصل لرعونة ساستهم .
يأكل الساسة كلَّ شيء من الدرجة الأولى .. و يأكل الشعب - الحصرم - و يشد وسطه ليشد ازره على الجوع و تقلصت معدته لانها تكيفت مع الجوع .
مناضلوا الداخل حصلوا على حقوقهم - لكل مناضل زنزانة و ورقة ادانة و رصاصة رحمة بسعر مدعوم و قبر تتبرع به الحكومة اكراماً لضحاياها - و تمنع عوائلهم من اقامة المآتم حرصا على سلامة القضية و سمعة المقتول و امن الوطن و مصاريف الماتم .
مناضلوا الداخل مهمشون في كل زمان و مكان و خارج الاستحقاق الانتخابي و السلطوي و متهمون بانهم المستفيدون من - ظلم - النظام .
وحدهم مناضلوا الداخل يستحقون انواط الاستحقاق العالي عن جدارة و ان ترصع تيجانهم بالجواهر و اللآلي تقديرا لتضحياتهم وصبرهم و ابائهم وعزتهم بنفسهم ولانهم كتبوا تاريخهم بانفسهم و بدماء ابنائهم و لم يكتبه احد بالنيابة عنهم .



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انثى من الشهد
- ست الحبايب
- لذة الجنون
- عراق الكبرياء.. بلا كهرباءا
- طمطمة الحقائق
- الكتابة في الحب فراسة
- حرائق النساء
- لغة الارض
- ابواب الجحيم
- مدني مزدحمة بالنساء
- لااساوم على حبيباتي
- شهد الافاعي
- تنكروا .. وتلمسوا الحقائق
- انوثة خارج المألوف
- عيناك سر حرائقي
- اغار عليك من المرايا
- وطني يحتلني.. اجمل احتلال
- عيناك سحر حرائقي
- وماذا بعد ياسيادة الرئيس؟!!
- مأساة من ضاعت له أم


المزيد.....




- مستشار ترامب المستقبلي للأمن القومي يستكشف مقترحات وقف إطلاق ...
- الإمارات تعلن وفاة جندي متأثرا بإصابة حرجة تعرض لها قبل 9 سن ...
- والتز: مبعوث ترامب إلى أوكرانيا متمسك بإنهاء الحرب
- رئيس الاستخبارات البريطانية السابق: أوروبا في حالة حرب حقيقي ...
- -وول ستريت جورنال-: إدارة بايدن لا تمتلك الوقت الكافي لإرسال ...
- أمراض تشير لها التشنجات اللاإرادية في العين
- عالمة روسية: الإنسان لايستطيع تحديد لحظة خروج الذكاء الاصطنا ...
- ترامب يعتزم فرض رسوم جمركية على 3 دول
- بوتين: كازاخستان شريك استراتيجي موثوق
- ممثلو بريكس يجتمعون في يكاترينبورغ


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - مناضلون مع مرتبة الشرف