آريين آمد
الحوار المتمدن-العدد: 6521 - 2020 / 3 / 23 - 23:29
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
قد يكون الوقت مبكرا لإطلاق الاحكام النهائية بخصوص فيروس كورونا سواء تلك التي تتعلق بماهيتها العلمية او نتائجها الاقتصادية او الاجتماعية، في ظل تضارب البيانات وتضارب سلوك الفيروس من بلد لآخر، فهذه ايطاليا تشهد وفيات كثيرة لكبار السن (موت بالجملة) خاصة بعد ان تم رفع اجهزة التنفس من الكثيرين منهم وامتناع المستشفيات عن استقبال الاخرين باعتبارهم (lost case) وبحجة توفير الفرصة للآخرين القادرين على تجاوز المرض، هذا النوع من القرارات يشكل صدمة اخلاقية ونسفا لمبادئ اساسية في حضارتنا العالمية. فبدلا من التضامن والتماسك نجد المزيد من التفكك والشك، وصرخة الرئيس الصريبي جاءت مدوية بإعلان خيبة امل صربيا من الاتحاد الاوروبي والعودة للأخ الصيني. الفيروس وضع العالم امام اعادة ترتيب للأولويات القيمية، وأبشع ما نجم عن ذلك وخاصة في اوروبا التضحية بكبار السن ممن بلغوا سن التقاعد، الفيروس ازال القناع عن الانظمة الرأسمالية وتحديدا في ملف حقوق الانسان، فالكبار في السن ممن تجاوزوا الستين او السبعين من اعمارهم يبدون وكأنهم استهلكوا حقوقهم الانسانية وبات رصيدهم صفرا، ليموتوا بشكل جماعي، بل قد يكون الفيروس وفر فرصة مناسبة لهذه الانظمة للتخلص منهم بذريعة انه فايروس قاتل. ان اختيار خط عمري كفاصل بين الحياة والموت سيشكل عارا يلاحق اوروبا في السنين القادمة، عار يجب علينا جميعا مكافحته قبل ان يتحول الى قانون منظم للحياة، علينا ان نكون حذرين ويقظين مما تتطلع وتخطط لها الشركات الكبرى في العالم، فطالما كان الهدف الاساسي هو الربح وليس الانسان فمن حقنا ان نشكك بالنوايا مهما كانت الادعاءات. هم اليوم يتلاعبون بأرقام الوفيات والاصابات بطريقة مخيفة، يقصدون من وراءها خلق حالة من الرعب بل يريدون ( عولمة الرعب) ليضمنوا سوقا رائجة للقاحهم المتوقع بعد حين والذي يتوقع ان يكون الزاميا للجميع وليس اختياريا. فهل هناك سوق اكثر ربحا من هذا؟.
#آريين_آمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟