أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - هل يتحول صدام لمهدي المحبطين المنتظر ؟














المزيد.....

هل يتحول صدام لمهدي المحبطين المنتظر ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 455 - 2003 / 4 / 14 - 05:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أين توارى بطل البوابة الشرقية السابق ؟ وأين حط رحال قائد جيش القدس بملايينه السبعة ؟ وأين إختفت كل تلك المظاهر الكرنفالية والإحتفالات الماراثونية والإستعراضية التي كانت تقوم في ساحة النصر التي إحتلها الأميركان ثم تحولت لشاهد تاريخي على قبر نظام مندرس ؟  وكيف إختفى النظام بكل مؤسساته المرعبة وتشكيلاته القيادية وبقياديتيه القطرية والقومية ومكتبه العسكري وتنظيماته الفلاحية والمهنية ؟ وأين مجلس قيادة الثورة العتيد بفقرته الأولى من مادته الثانية والأربعين من الدستور البعثي المؤقت والذي ظل مؤقتا حتى توفي النظام ب ( السكتة النعالية ) نسبة إلى النعال أي الحذاء الخفيف الذي عبر العراقيون من خلاله عن فرحتهم بإسقاط النظام ؟ وأين جيوش الحرسين العام والخاص وجيش العشيرة وبقية فرق الموت ؟ ترى هل إختفوا جميعا في زوايا وخفايا مثلث برمودا الغامض ؟ أم أن سفينة فضائية قد هبطت على ( العوجة ) لتأخذهم لعالم سديمي آخر خارج المجموعة الشمسية التي نعيش عليها ؟ لأن تلكم القيادات التاريخية بحاجة لنقلة تاريخية للحفاظ عليها ؟ كيف إختفى من كان مولعا بالمهرجانات وبأعياد الميلاد الرئاسية التي لن يحتفل بها العراقيون هذا العام في 28 نيسان/إبريل بل سيحتفلون بأشياء أخرى وسيحاولون تضميد جراحهم التاريخية ويتخلصون من بقايا التركة البعثية السوداء الثقيلة .

لقد كان نظام البعث العراقي المهزوم متميزا حتى في مصائبه ومصابه ! وكان تحفة في غرائبه ؟ وستظل الأجيال ولسنوات وحقب طويلة قادمة تتندر برواياته ، وترتعب من فظائعه ، وتسخر من أكاذيبه الملونة بلون الدم العراقي المسفوح على إمتداد ثلاثة عقود قاسية أسست لحالة الإنهيار الشامل التي يعيشها العراق اليوم ؟ لقد سقط نظام البعث بكل عنفه وعنفوانه كورقة خريف يابسة ، وأظهر على الطبيعة من أنه لم يكن سوى كذبة ثقيلة جثمت على صدور القوم لعقود ومارست ما مارست من الرزايا والمصائب والحروب لمجرد ترسيخ كذبة ثقيلة كانت مستمرة لساعات قليلة ماضيات قبل أن ينزع وزير الكذب البعثي الصحاف بزته العسكرية الخضراء وملابسه الداخلية معها ويطلق ساقيه للريح ليهرب من حساب الشعب والتاريخ ولكن إلى حين قريب؟.

إختفاء النظام وهزيمته لاتشابه أي هزيمة أخرى لأنظمة دولية مشابهة ، فلقد إنهارالنظام الهتلري النازي بعد إنتحار هتلر الشجاع وترك خلفه قيادة ألمانية من العسكريين تفاوضت على تسليم البلد للحلفاء المنتصرين وفقا للسياقات العسكرية المعروفة ، وإنهار النظام العسكري في اليابان ولكن بقي من العسكريين اليابانيين من وقع مع ماك آرثر وثيقة الإستسلام ؟ أما في الحالة البعثية العراقية الفاشية الغريبة فلم يوقع أحد ؟ ولايوجد أحد ؟ والقائد المنصور بالله خرج ولم يعد ؟ وأعضاء القيادة الحزبية والعسكرية طاروا مع الريح وكأن مجاميع من الأشباح هي التي كانت تحكم العراقيين وتروع العرب والمسلمين كل هذه العقود ؟ فأين أحاديث القدرة والإقتدار ؟ وأين الخطابات الحماسية بجعل ( مغول العصر ) ينتحرون عند أبواب بغداد؟ وأين أين العديد من الأحلام والدعوات الصالحات بتحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر ؟ لاتقولوا رجاءا أن النظام قد وقع في فخ الخديعة ؟ فهو كان يعرف تماما نهاية طريق اللعبة التي بدأها ؟ وهو من خبر طرق الغدر في العمل السياسي والإلتفاف والإتصالات الجانبية منذ أيام اللجوء السياسي في قاهرة الستينيات وفي عز سطوة مخابرات صلاح نصر المصرية والتي يبدو أنه تأثر بأساليب عملها ليستنسخها في العراق بعد سنين ولتكون دائرة المخابرات العراقية إحدى أذرع الموت التي وفرت الحماية والضمانة والإستمرارية لنظام الحزب والعشيرة الذهبية ؟ وإختفت كما إختفى النظام لتبتلع معها في غيبتها الكبرى ملفات وأسرار وأرواح وبشر يبحث عنهم أهليهم فلايجدونهم ؟ وكأن كل مربع الرعب والموت هذا لم يكن إلا وهم أو كذبة ككذبة الرسالة العربية الخالدة ذاتها ؟ .

وقد أتيح لي أن أتابع بعض محطات التلفزة العربية لأرى رأيها في الأحداث العراقية لأتوقف فجأة عند التلفزيون الجزائري والذي كان يجري مقابلة مع رئيس الأركان المصري في حرب 1973 الفريق سعد الدين الشاذلي لأستمع له وهو يحلل الأحداث بطريقة غريبة مفادها أن الإختفاء المفاجيء للسلطة العراقية قد يعود سببه لقيام قيادة بديلة تدير العمل الميداني ضد الإحتلال ؟ وهو تعليل فضائحي ينم عن سذاجة فائقة في تحليل الأحداث وخيال خصب في رسم السيناريوهات السينمائية التي قد تتناسب وأفلام ( نجمة الجماهير ) ناديا الجندي فقط ؟ ولاعلاقة لها بالفانتازيا العراقية الحالية ؟ وكأنني أشعر بأن سيادة الفريق الذي كان يراهن على أن بطل  التحرير القومي الهارب أو القتيل ربما دخل في طور الغيبة الصغرى والتي قد تمهد لظهور قريب له وبما من شأنه أن يملأ الأرض عدلا وحرية بعد أن ساد الإحتلال والفوضى ؟ أليست هذه الأحلام هي التي تداعب مخيلة المحبطين من الذين كانوا يراهنون على كذبة إسمها نظام صدام حسين والذي وجه إختفائه المفاجيء طعنة صميمية لأحلام وتطلعات جماعات وأقوام تعيش على الأحلام وترفض التنازل والخنوع للغة الواقع ؟ فهل سيعود صدام حسين ليحقق أحلام الحالمين ..؟ أم أن ماجرى لم يكن سوى فصل من فصول الفانتازيا العربية وضياع الوعي المؤسس لأزمة الأمة الحضارية المستديمة وهي الأزمة المتواصلة والقائمة على إنتظار المعجزة في عالم لم يعد يخضع لعوالم المعجزات ؟

وسيظل نظام صدام بكل كوارثه ومآسيه مجرد دمعة في عيون المحبطين ... وما أكثرهم في عالمنا العربي السعيد ؟ .

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام الذي كان ... والسيوف العربية الصدئة ؟
- وأخيرا ... إنتهى البعث من حيث إبتدأ ؟
- سقوط أصنام الهزيمة ... البعث الذكرى والمأساة ؟
- هلوسات بعثية ... وزير الأكاذيب وآخر كذبة ؟
- حديقة ( البعث ) الجوراسية ؟
- الإنتحاريون العرب والموقف السوري ... إقتراح قومي ؟
- قناة الجزيرة .. تسويق الإرهاب عربيا ؟
- السوريون وصدام ... ودموع الأطفال ؟
- تنظيف العراق .. إضمحلال البعث .. ومعركة المصير الواحد ؟
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- أفعى ( الصحاف ) ... و( جيب المحمرة المهلك ) .. سوابق للأكاذي ...
- تظاهرات أنظمة الإستنساخ العربية ... والدماء العراقية ؟
- صدام فوق البركان ... كوميديا ماقبل السقوط ؟
- صدام - إيران – حزب الله ... ثلاثية الثأر المقدس ؟
- باي ... باي ... عمرو موسى ؟ ... جامعة على الخازوق ؟
- بين رعب ( أم القنابل ) وهشيم ( أم المعارك ) ... أمة في مهب ا ...
- العقل السياسي العربي بين زايد بن سلطان .. ومفتي الجزيرة الهم ...
- شيعة العراق آفاق المستقبل ... والدور الإيراني ؟
- النظام العراقي ... والحرب القادمة ... أفواه وشوارب ؟
- الإتجاه المعاكس - .. في قمة الدوحة الإسلامية ؟


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - هل يتحول صدام لمهدي المحبطين المنتظر ؟