|
واعتصموا... واعتصمنا...
غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 6520 - 2020 / 3 / 22 - 14:44
المحور:
المجتمع المدني
واعـــتـــصـــمـــوا... واعــتــصــمــنــا... لا ... لا... لن أطلب منكم الاعتصام وراء حبال الآلهة والسماء وكل الغيبيات اللاحقة... إنما أن تعتصموا ببيوتكم.. حماية من الـ CORONAVIRUS وأختها وتؤامها COVID-19 اللتين تقصف أرواح البشر بكل مكان من العالم... وباء يتضارب العلماء.. لاطمين خدودهم.. نادبين.. باكين.. مصرحين أنهم يبحثون عن الحل والدواء.. وأنهم بآلاف التجارب المتضاربة.. ولكنهم لن يحصلوا على الجواب والصواب والحل.. قبل سنة أو سنتين.. خلالها سوف يموت حتما ملايين البشر... بشر يحتاجون إلى أبسط حاجات الحماية... كمامات.. وسوائل تطهير وتنظيف.. تحاليل وفحوص خاصة.. تتناقص وتتناقص.. مفقودة حتى بالبلاد الرأسمالية الغنية... والتي تنتظر من الصين.. وحتى من البلاد التي تغص بالفقراء والأيادي العاملة الفقيرة.. أن تصنعها وتوردها لها... فرنسا...فرنسا مغلقة.. منزوية.. معزولة.. ببيوتها.. مؤسساتها جامدة.. ورغم جميع محاولاتها الإنقاذية.. بعد تأخير وتحليلات وقرارات متأخرة.. تحاول شراء الوقت بمئات المليارات التي تهدرها يمينا وشمالا.. لشراء الوقت اللازم.. لإبعاد الوباء.. لإبعاد الموت.. ولكن الموت أسرع... والمحللون الاختصاصيون بكل شيء.. ولا أي شيء... يوزعون النصائح بلا حساب... والمقارنات المطمئنة... أوروبا كلها بحالة رعب... أوروبا التي أبعدت الحروب عن أراضيها.. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية... وابعدت غالب العمليات الإرهابية.. خلال السنوات العشرة الماضية.. وذاقت مرارات بعضها.. ها هي تتذوق وتتمرمر من أخطار أوبئة رهيبة خطيرة... أخطر من الحروب... ولا تجد حلا لها.. سوى تجميد كل شيء.. كل اقتصادها الذي يبقى أوكسيجين حياتها... واحتجاز مواطنيها ببيوتهم.. كالحل الوحيد... بالانتظار... كمن يترك للنار إطفاء حريقة حتى نهايتها... بكل الدول الأوروبية.. عدد الوفيات من هذا الوباء... بالمئات... وعدد المصابين.. بالآلاف... لـم تعرف أوروبا كارثة وبائية مثل هذه التي أعلن عنها منذ الشهر الأول من هذه السنة... أستطاعت أن تحارب السيدا... ولكن الكورونافيروس.. تجاوزت كل الحدود.. وعنجهيات الدول التي ظنت أنها سوف تتوقف على حدودها... مثلما ظنت الحكومة الفرنسية ببداية الحرب العالمية الثانية أن متاريس خط Maginot.. على الحدود الألمانية الفرنسية.. سوف تحميها من أي اقتحام ألماني اعتدائي.. ولم تحسب حساب سلاح الدبابات والمصفحات الألمانية الخفيفة السريعة.. التي وصلت على أبواب باريس.. ومن ثم دخلتها... حيث استسلم لها الماريشال Pétain... وهكذا لم تــحــتــط كل الدول الأوروبية.. وخاصة فرنسا... رغم جداراتها وإمكانياتها الطبية العالمية.. لصد هذا الوباء.. حيث أجبرنا من بداية هذا الأسبوع... الاعتصام ببيوتنا.. وعدم الاتصال حتى بأقرب جيراننا أو أصدقائنا.. أو حتى أقرب أفراد عائلاتنا... تاركين لنا أرقام هواتف إسعافية مليئة مزدحمة.. للاتصال بأطباء.. يعطوننا النصائح اللازمة.. حيث ننتظر وننتظر.. وفي حال ارتفاع الحرارة وازدياد السعال.. وضيق التنفس.. بهذه الحالة.. ننقل للمستشفى.. إن شغر مكان بالمستشفى.. إما بحالات شفاء.. أو موت مصاب... وحتى الحالات الإسعافية العاجلة.. يجري بها ببعض المستشفيات المزدحمة.. والتي ألغيت بها جميع العلاجات والعمليات الجراحية الغير اضطرارية وعاجلة.. والتي حجزت كلها من اجل الاهتمام بالـ CORONAVIRUS و COVID-19 تجرى بها ــ أحيانا أو غالبا ــ عمليات فرز الحالات التي يمكن أن تنقذ... لعدم وجود الإمكانيات الوقائية الكافية.. وأجهزة الإنعاش الكافية... نظرا لتزايد المصابين بالآلاف.. يوما بعد يوم... مما اضطر الحكومة الفرنسية ووزارة صحتها.. للاستعانة بالمنظمات الطبية العسكرية.. ووسائلها من طيارات ومروحيات ومستشفيات متنقلة عسكرية.. المعتادة على الحالات الإسعافية الناتجة عن المعارك والحروب... للمساعدة من بداية هذا الأسبوع للمشاركة.. بجميع الجهود الإسعافية ومحاربة هذا الوباء الذي خربط جميع القواعد الحياتية بأوروبا وفرنسا والعالم... زوجتي وأنا.. معتصمان ببيتنا... نتصل بأولادنا وأحفادنا.. بالهواتف والنت ووسائله المختلفة... تجربة حياتية.. ودروس طرق حياة اجتماعية جديدة.. وهناك أصدقاء يقيمون سهرات مشتركة.. بواسطة SKYPE.. يتسايرون ويشربون كأس الحياة والصداقة.. كل منعزل كليا ببيته...... ها قد مضى أسبوع من مدة أسبوعين المقررين بالعزل.. ولكن الأنباء تتوالى أن مدة شهر كامل إضافية.. سوف تفرض مع تضخيم قيمة الغرامة المفروضة بحالات منع التجول... مع نفس استثناءات الفترة الماضية.. ومراقبة ضرورياتها.. مثل شراء المواد الطبية من أقرب صيدلية من السكن.. وشراء المواد الغذاية الضرورية... وتعاطي الرياضة والتحرك الضروري للجسد.. ضمن الحي أو الشارع بالساعات المسموحة.. مع بيان موقع شخصي يومي.. حسب الشروط المنوه عنها.. من إدارة المحافظة والشرطة... حيث تكاثرت دورياتها لتنفيذ شروط الاعتصام... دوريات شرطة ودرك وجيش... مثل أحداث مكافحة الإرهاب... بعد اغتيالات Charlie Hebdo والـ Bataclan الجماعية بالعاصمة الفرنسية باريس.. وبعدها بالفاجعة الجماعية بالمدينة السياحية الساحلية نيس... والتي قامت بها مجموعة داعشية... ولكن وباء الكورونافيروس... أعادت للمجتمع الأوروبي والمجتمع الفرنسي نفس حالات الاضطراب والهلع والجمود... بطاقات مضاعفة... لأن الحكومات الأوروبية تمكنت من تطويق الإرهاب الإسلامي بإمكانيات وتقنيات مخابراتية حديثة.. حصرته.. وحاربته.. وعرفته... أما الكورونافيروس.. حتى اليوم... ورغم الطاقات الضخمة التي خصصت لتطويقه وحصره... لم تــبــد ظواهره وعلاماته وحدوده... نحن محاصرون... نــحــن مــعــتــصــمــون... *************** عــلــى الــهــامــش : ــ الصحة (أعلن وزير الصحة السوري السيد نزار الــيــازجــي يوم البارحة السبت, عدم تسجيل أية إصابة "كورونا". مشيرا إلى أنه تم تخصيص مستشفى الزبداني في ريف دمشق, ليكون مركزا للعزل الطبي في حال تسجيل أية إصابة.) "عن موقع سيريانيوز" ــ أترك لسيادة الوزير صحة تأكيد هذا الخبر.. حيث أنه بنفس الموقع.. تعلن رئاسة الوزراء تعميما لجميع المحافظين بإغلاق المؤسسات العامة والخاصة.. وإغلاق السفر والاستقبال بالطائرات.. وتعميم انعزال السكان ببيوتهم... باستثناء مراكز بيع وتوزيع الغذاء والحاجات الضرورية... مثل كافة دول العالم التي انتشر الوباء لديها... علما أن الوباء قد انتشر بالعالم كله... والاحتياطات.. كما نسب الإصابات والوفيات.. مختلفة.. مختلفة جدا.. حسب إمكانيات الاعتزال والاعتصام.. ووسائل وإمكانيات الوقاية... يبقى قلقي متزايدا على أهلنا وشعب ســوريــا.... هـــنـــاك........ بــــالانــــتــــظــــار غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
CORONA VIRS... والاعتصام بالبيت...
-
CORONAVIRS أو الحرب بين الطبيعة والإنسان...
-
الأرعن... الأرعن مدعو إلى بروكسل!!!...
-
لماذا؟... لماذا ينبطح العالم تجاه آردوغان؟...
-
إمارات الجمهورية Les Emirats de La République
-
CORONAVIRS... أو الرعب العالمي القاتل.. وهامش عن مقابلة...
-
مؤتمرات...
-
عن بلد المتناقضات... أحدثكم...
-
الحكم.. والسياسة.. والجنس...
-
عرابنا... وصديقنا... وحامينا...
-
أين أصدقاؤنا؟؟؟... وهامش عن MILA
-
عودة للجامعة العربية...ومشروع ترامب للسلام بالشرق الأوسط...
-
وعن الجامعة العربية...
-
تحية إلى لينا بن مهني
-
إني أخاف على لبنان...
-
إيمانويل ماكرون... وزيارته لدولة إسرائيل... وهامش ضروري...
-
رد للسيدة بثينة شعبان... من مواطن فرنسي سوري عتيق... وهامش
...
-
عرابنا... عرابنا فلاديمير بوتين... وهامش مؤلم.. عن بلدي هناك
...
-
تعبنا منهم... أهلكونا... صرخة من هناك... وهامش من هنا...
-
حكايا... وأشكال... تابع للزمن الرديء...
المزيد.....
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|