أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - ...الأنظمة : مشروعية التماهي بالأوطان














المزيد.....

...الأنظمة : مشروعية التماهي بالأوطان


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 10:47
المحور: المجتمع المدني
    


على الرغم من التطابق الحاصل بين جزئيات الدولة وكلياتها, فإن المزج القائم بين الجزئيات والكليات , أدى إلى تهميش مفهموم الدولة العصرية , وأدخلها في المجهول , كما سلخ ذاتها عن ذوات الآخرين , وبالتالي حلت الأنظمة محلها مستخدمة اسمها وتاريخها وجغرافيتها ووزنها وثقلها السياسي والاقتصادي .
لقد أدى استغراق الأنظمة , كظاهرة مصطنعة حديثاً , بلغة المنطق, إلى منطق عقيم سببه كان , ظهور نتائج من دون مقدمات ممهدة لظهوره , فاستغراق النظم الحاكمة بكيان الدولة , وما يحتويه هذا الكيان من مؤسسات تعد مقوماً من مقومات السيادة التي بدونها تفقد الدولة هيبتها ومشروعيتها .
بالوقوف عند تماهي الأنظمة بالأوطان , فدرجات التماهي تكاد تكون واضحة بينهما , فالدولة تمثل الحاضن الحقيقي للأنظمة والأوطان , كونها تعبر عن تطلعات وتناقضات بناها الاجتماعية الممثلة بالأقوام والطوائف والمذاهب المختلفة , وهي بمثابة اليافطة الكبرى للأمة , في حين لا تمثل الأنظمة في الأوطان سوى نفسها المسكونة بشهوة الحكم على الرغم أنها انبثقت من الأوطان ومن بنى الدولة الاجتماعية وليست منبثقة عن العهد الاستعماري الحديث , اللهم إلا إذا كانت صنيعته , نافل القول أن الأنظمة متماهية بالسلطة وليس بالأوطان أولا وأخيراً, فإذا ما طرحت شرعية الأنظمة على محمل البحث , فالترجيحات والاحتمالات الكبرى بشأن شرعيتها مفتوحة على مصراعيها , تبدأ أولا بتساؤل كيف وصلت وحصلت على السلطة ؟.
ما سبق ذكره يشير بما لا لبس فيه أن المقولات الرائجة بتماهي الأنظمة بالأوطان , ما هي إلا مقولات زائفة ولا أساس لها , وذلك لاعتبارات عدة أهمها ,
1-أن النظم لا تعبر عن مصالح الأمة ككل وإنما عن طبقتها وشريحتها التي ساعدتها في الوصول لعرش السلطة وثبتته لها .
2- مصالح النظم متصلة بمصلحة فئوية معينة في المجتمع , من هنا فإنها تمثل هذا الحيز الفئوي الضيق , وتضرب الحيز الاجتماعي الأوسع وطنيا , وهو ما لا يستقيم مع مفهوم الدولة .
فللدولة وحدها مشروعية التماهي بالأوطان , المكونة من مجموع الأفراد الذين يشكلون الشعب , المؤلف من فئات بعضها يقف على الضفة اليمنى للدولة وبعضها على الضفة اليسرى , بمعنى أن الدولة تمثل المعارضة طالما هي جزء من الشعب .
فالصدام الحاصل بين النظم والمعارضة وخصوصاً في الحالة العربية الراهنة , مبني على عدم اعتراف المعارضة بشرعية الأنظمة من ناحية وتماهيها بالأوطان بطريقة احتكارية من ناحية أخرى , فكلما ارتفع سقف مطالب المعارضة , كلما ازداد معه تشبث الأنظمة بالأوطان دون أن تعير بالاً للدولة وما يحيق بها من مخاطر , ومصدر هذا التماهي , عقدة النقص الملتصقة بالأنظمة لحظة وصولها السلطة , وإيهام الوطن (الشعب) أنها منه واليه ولا سبيل له (الوطن) دون الركون إليها .
مكمن الخطر هنا أنه في حال طرحت المعارضة برنامجاً إصلاحياً تغييرياً, فإن هذا البرنامج لا يصطدم بتغيير الأنظمة وحسب بل يتعداها إلى تغيير الدولة ككل , نتيجة التصاق الأنظمة بأوطانها وبالتالي دولها , فيغدو التغيير أمام المعارضة عملية جراحية استئصالية , يستأصل الكل ولا يستبقي الجزء , عندها تقع المعارضة في لبس عميق , ونكون أمام ثنائيتن متداخلتين تداخلاً مريعاً وانتقائياً مصيرياً , أنختار الدولة > الوطنالسلطة< حقاً أنه لاختيار صعب .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني .. الوجه الآخر للديموقراطية
- بين الحاجات الوطنية والدوافع القومية
- سورية: معارضة فنادق أم خنادق .. ؟
- مزالق الديموقراطية المرتهنة
- أميركا:الخطاب الديني المتقلب
- عقد الاستبداد العربي وعقليات إنتاجه
- السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس
- الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية
- من يحكم من..الحكومات أم الحركات..؟
- حول دمقرطة الإسلام السياسي
- بين مطرقة السادية وسندان المازوخية
- على أهلها جنت براقش
- ميثولوجيا الحداثة .. وشبح الأصولية
- إصلاح أم تجميل..؟
- ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟
- ًالعروبة .. ومبتكراتها المستحدثة عالميا
- سيكوباتية السلطة وعقدها الثورية


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - ...الأنظمة : مشروعية التماهي بالأوطان