أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - جرائم بلا عقاب ودماء اراقها المجهول !!














المزيد.....

جرائم بلا عقاب ودماء اراقها المجهول !!


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 11:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عند مراجعتي لاحدى محاكم الجنايات في بغداد، استوقفني مشهد امرأة ثكلى تندب حظها مرة وتستغيث بالعدالة مرة اخرى، وقد اتضح لي سبب ذلك من كونها ام لشاب قتل في جريمة عادية لها ملابساتها واسبابها، وقد القي القبض على الجاني وادين بأقسى عقوبة ممكنة مع مراعاة قواعد التخفيف حيث حكم عليه بالسجن المؤبد، وهي عقوبة إرتأتها المحكمة بعد امعان النظر بظروف القضية وملابساتها وهي بذلك نفذت حكم القانون، ومع كل ما جرى لم تجد هذه الثكلى ما يروي غليلها في الثأر لولدها وفلذة كبدها الذي قتل ظلما وعدوانا لانها ترى في القصاص العادل خير عنوان لحقها وملاذا لنكبتها وهو العين بالعين.. ولنا ان نعذرها على ذلك كونها ام فقدت وليدها لكن القضاء ادرى بالحقائق واولى بتطبيق القانون!
السؤال الذي يثور، هو كم ام فقدت وليدها قتلا دون ان يجري القصاص من قاتله، وقد تبرز للذاكرة صورة الام الموصلية وهي تعبر عن مشاعرها بعد ان القي القبض على قاتلي ولدها لكي تتبارى بالنواح معها امهات المقتولين في مدن بغداد وديالى وغيرها من مدن العراق النازف، وكان الطفل ايمن الذي ما برح صوته وصورته الاذهان وهو يروي كيف قتل والده امام عينيه باربع اطلاقات استقرت برأسه،ليزيد عدد الاطفال امثاله الى الآلاف ممن فجعوا مبكرين بمقاتل آبائهم واسرهم ،او الذين شاهدوا بام اعينهم كيف ذبح معلمهم امامهم داخل الصف لكي يتعلموا ابجدية الرعب والكراهية بدل تعلم الدروس الاولى للاخلاق.. أهذا هو مصيرالعراقي؟!
في محارق التفجير وعند مساطرعمال البناء وعلى اسفلت الشوارع واسواق الخضار وعند المزارات المقدسة وفي ساحات معهد الطب العدلي او دهاليزه، تزدحم الجثث وتتهاوى الصور والوجوه لعراقيين ابرياء ليس لديهم امر الا التوكل على الله سعيا وراء ارزاق عوائلهم التي تعد الساعات الثقيلة لكي تطرق اسماعهم اصوات الانفجارات، او فاجعة تنبئ عن مقتل معيلهم، واي رعب اشد من ان يرى المرء جثة احد افراد اسرته دون راس او راس دون جثة!! فأي حقد اسود يسعى لاغتيال العراق؟! حين يتحول البعض الى مجرد وحوش وغدرة لا يرعون ذمة ولا رحمة ولا كرامة وكأنهم نسوا انهم عرب وابناء اصول وانساب اتصفت بالعزة والكرامة.. ترى من المستفيد من هذا الخراب؟ واي ثقافة للارهاب طغت على افاعيل هؤلاء، ولعل سماع اعترفاتهم يكفي للتقزز والغثيان ممن يباركهم (جهادهم) الذين يدعون به لان ذلك يذكرنا بأهداف (صدام) الذي اصر على ان يترك العراق مجرد خراب وان يكون ارضا بلا شعب ،فيما يظر على شاشة احدى الفضائيات الاردنية المجرم زياد الكربولي يتحدث عن سلسلة من الجرائم التي لاتعني سوى انة جزار بالمعنى الحقيقي والعرفي ،وبلا شك قد ادلى باقواله دون ان يتعرض الى تعذيب او مايمكن ان يختبيء وراءه حاضني الارهاب من افتراءات يلصقونها بالجهات التحقيقية العراقية ،في حين ان الارهابيين يقومون بتعذيب ضحاياهم باساليب لاتقل وحشية وبشاعة عما كانت تفعله ماكنات الموت في مديريات واجهزة امن ومخابرات الطاغية صدام .
لقد كثر الحديث عن الجثث وعن اساليب القتل البشعة وتكرار الجرائم، والقاء القبض على الجناة واعترافاتهم التي لا يمكن جرحها، وهي تكفي لاكثر من ادانة والاكثر من الحكم بالاعدام, ومع ذلك تزداد الجرائم، والسبب في ذلك كله عدم تقديم الجناة الى المحاكمة العادلة، لكي ينالوا جزاءهم وهم على يقين بأن مصير القاتل هو القتل ولو بعد حين.ومع ذلك فان الكثير منهم قد افلت من المحاكمة بقدرة قادر .
فمتى تجري محاكمتهم وتصدر الاحكام بحقهم، واي محكمة يمكنها الاحاطة بمثل هذا الكم الهائل من المتهمين وقد اعترف بعضهم بارتكاب عشرات جرائم القتل والذبح وهل صحيح ما يشاع من ان البعض من الذين ظهروا على شاشات التلفزيون قد اطلق سراحهم دون احالتهم الى المحاكم المختصة ؟ والمدعين بالحق الشخصي اين يتجهون ؟ ام تقيد كل مصائبهم ضد مجهول ؟!
ان الشعب العراقي اليوم بأمس الحاجة الى تطبيق القانون، ما دمنا نسعى الى بناء دولة القانون ونؤسس لمجتمع ديمقراطي حقيقي، لا سيما وان قانون السلامة الوطنية يمكن له اختزال واختصار الكثير من الحلقات المعقدة وصولا الى استتباب الامن الذي لا بد ان يقوده القضاء العادل بعيدا عن استخدام القوة المفرطة وتسويغ الاساليب القاسية التي طالما عانى منها ابناء شعبنا مدة حكم الانظمة السابقة.هذا القانون الذي بقي مجرد حبرا على ورق بالرغم من محدودية احكامه وقصورها عن تلبية الحاجة لفرض الامن والامان للناس المتعطشين له،ليركن للاسف بجانب قانون مكتافحة الارهاب ،ولينسخ فيما كحال القوانين التي تلغى لعدم العمل بها.



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القواعد العامة في الرقابة القضائية على الدستور
- شهود الزور وخداع محامي صدام ملاذ الطاغية الاخير
- مطالعات في الواقع الدستوري للعراق الجديد
- محاكمة الطاغية ام مهرجان خطابي!!
- الثروة الوطنية بين الحيازة الغير مشروعة وآفة الفساد الاداري
- عراق بلا معادلات ظالمة
- العراق بين الحدث الدموي اليومي ومن وراءه
- معادلات مترهلة في زمن عراقي صعب
- الدستور العراقي الدائم وضمانات البقاء !!
- لائحة على هامش محاكمة الطاغية
- استراتيجية الاحتلال او الانسحاب..رؤية من الداخل
- الحكومة الدائمية بين الممكن والتحفز لعبور المستحيل
- استهداف محاكم مدينة الصدر هل يحرك سكون القضاء
- صديق عدوّي.. عدوّي!!
- معالجة الإرهاب حقائق واستحقاقات
- شابندر التجار وحسابات الواقع العراقي المختلفة
- رسالة الزرقاوي فضيحة لاعداء الشعب العراقي
- أفراحنا المؤجلة هل ابتدأت حقا؟!!
- عندما يستخف المجرمون بالقضاء الوقور
- التحالفات السياسية بين التكتيك والاستراتيج


المزيد.....




- رئيس وزراء لبنان يزور سوريا لـ-فتح صفحة جديدة-.. ويكشف ما نا ...
- لافروف: الجيش الروسي استهدف اجتماعا لقادة عسكريين أوكرانيين ...
- رئاسة الوزراء اللبنانية تكشف تفاصيل لقاء رئيس الحكومة والوفد ...
- مخيم زمزم بالفاشر.. شهادات مروعة عن قتل وتشريد للمدنيين السو ...
- نبيل العوضي.. الكويت تسحب جنسية الداعية الإسلامي للمرة الثان ...
- ديك رومي -غاضب- يقتحم صيدلية في ولاية إنديانا الأمريكية ليجد ...
- طهران تؤكد: جولة التفاوض المقبلة مع واشنطن خارج الشرق الأوسط ...
- محمد نبيل بنعبد الله يعقد لقاء مع فريق الحزب بمجلس النواب
- مصادر: السعودية تعتزم تسديد ديون سوريا للبنك الدولي
- ماذا يحدث لجسمك عند التوقف عن تناول السكر لمدة شهر؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - جرائم بلا عقاب ودماء اراقها المجهول !!