الشعب وفايروس كورونا

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6516 - 2020 / 3 / 17 - 11:00
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

يقول الأديب الكبير الجاحظ : (إذا ساد المجتمع القيم المعنوية القيم المادية نزول وإذا ساد المجتمع القيم المادية القيم المعنوية تزول) .. الشعب العراقي النبيل مشهور ومعروف عنه بالكرم ونكران الذات والتضحية والوفاء والإخلاص وهذا القياس لا يأتي بالمطلق وإنما بالنسبية وكانت هذه الصفات الجيدة للقيم المعنوية تشمل النسبة الكبيرة للشعب العراقي والمشهورة عنه إلا أن هذه النسبة تغيرت بسبب تفشي الفساد الإداري بشكل كبير في الدولة العراقية وأهل العلم والمعرفة يقولون عن الدولة (كيفما تكون الدولة يكون رعاياها أي الشعب) ... الشعب العراقي كان يدرك ويعرف أن النفوس الضعيفة التي تمارس خيانة القيم المعنوية والفساد الإداري هم رجال بالدولة إلا أن هذه الظاهرة السيئة تسربت لبعض النفوس الضعيفة في أشد وأقسى حاجات الشعب المصيرية التي تتعلق بحياة الإنسان (تفشي وانتشار عدوى فايروس كورونا) والآن لا عتب ينفع ولا تأنيب ضمير بالمسؤولين بالدولة التي أشارت إليهم وسائل الإعلام بمطالبتهم بمبالغ مقابل حجرهم للمرضى والبعض الذين تلاعبوا وسرقوا الأموال المخصصة لمكافحة هذا الفايروس وانقاذ الشعب منه (منين أجيب زرار للزيجه هدد) ماذا يتأمل ويرتجي الإنسان من دولة قتلت من أبناء شعبها أكثر من خمسمائة شهيد وأكثر من خمسة وعشرين ألف جريح والعشرات من المختطفين والمعتقلين بسبب مطالبتهم برغيف الخبز ؟ ولا زالت مثرمة الموت والجراح تسحقهم ... أما أولئك (تجار الحروب والأزمات) من أصحاب النفوس الدنيئة والوضيعة من الذين انتزعت الإنسانية من قلوبهم واحتكروا حاجات الشعب وتلاعبوا بأسعارها ... إن هؤلاء من رعايا ونشأة الدولة فلا عتب عليهم لأنهم شبيه الشيء منجذب إليه فأمنوا العقاب وأصبحوا سيئي الأخلاق ... وتحضرني أبيات من الشعر لشاعر الشعب الكبير الأستاذ موفق أبو خمرة يقول :
وتظل تقارن عمر ما بين ذاك .. وذا
والصافي الك تصطلي بنيران شره .. وأذاه
لو كتله فدوة الشعب محروق كلك وإذا
ما طول انا بالحكم حيل وعساه .. بأنكس
لو كتله فدوه الشعب مجمور كلك .. وإذا
ما طول ما حصلت منصب عساه .. بأنكس

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات