كورونا ... تعرية الواقع المغربي

سعد ازدو

الحوار المتمدن-العدد: 6515 - 2020 / 3 / 16 - 23:02
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

سعد أزدو

جاءت كورونا covid -19 فإذا بها تسبب الهلع والخوف بين الناس , جاءت كورونا فإذا بالألسنة لاتنطق إلا أرقاما , ذاكرتنا نقش عليها معجم واحد " المعجم الكوروني " جاءت كورونا فبان المتحضر من البربري , والمتعلم من الجاهل , والزائف من الأصل , هرول الناس إلى الأسواق واقتنوا كل مايمكن أن يقتنى مايفيدهم ومن هم في غنى عنه مكرسين بذلك لثقافة الجشع والأنانية المفرطة , أبانوا عن انعدام تلك اللحمة التي لطالما بحثنا عنها في مجتمعاتنا إذ لو وجدت لأجبنا عن سؤال لطالما طرحناه لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب ؟
جاءت كورونا ... فخلطت أوراق الساسة , بعثرت المبعثر والذي كان يظن أنه منظم والأهم من ذلك أنها عرت واقعا ومجتمعا منهكا يخبط خبط عشواء ينفق الأموال الطائلة في مشاريع سياحية , وكأننا وفرنا كل سبل العيش الكريم من مستشفيات ومدارس عالية الجودة تساير التطور وتسهم في السيطرة على الفيروس وكبح انتشاره , كيف نطالب بتعليم عن بعد والفصول الدراسية تفتقر لأبسط الأدوات؟ كيف تدعو لتعليم عن بعد ؟ وشركات الاتصالات تنهش في جيوب المواطنين الذي يكفيه دخله الفردي للعيش فقط كيف تدعو للمكوث داخل أسوار المنازل ولم تساهم في تغطية مصروف العائلات اليومية ؟ المغرب اليوم بين المطرقة والسندان , بين اقتصاد هش مبني على السياحة وبين ضعف التجهيزات الطبية والبنى التحتية ( مستشفيات – مدارس ..) فتفشي الفيروس كارثة بكل المقاييس فحتى الأسرة لن تستوعب المصابين ... أملنا الأوحد اللجوء لمن فرطنا في جنبه لأنه المنجي :
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لاتفرج
ثم نأمل أن يزيد وعي المغاربة بخطورة الوضع وأن تكرس كل الجهود في سبيل التغلب عليه لأن الجهود الفردية ونهج سياسة " أنا وبعدي الطوفان " لن تفيد في شيئ , أما السير مع الركبان فهو الحل الوحيد والأوحد .
ختاما ... شكرا كورونا لأنك أفقتنا من غفلتنا , شكرا , لأنك عريت ماكنا نستحسنه , شكرا لأنك أبنت أن المنية لاتفرق بين صحيح وسقيم , بين شاب وكهل , بين سياسي وعامي ... فالعبرة بالخواتيم .

#سعد_ازدو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات