أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - المجتمع المدني .. الوجه الآخر للديموقراطية














المزيد.....

المجتمع المدني .. الوجه الآخر للديموقراطية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 11:36
المحور: المجتمع المدني
    


تكثر الرهانات على أحقية العلاقة بين المجتمع المدني والديموقراطية في عالمنا العربي , ويصح القول أن المجتمع المدني والديموقراطية وجهان لعملة واحدة , غير أن ظاهرة المجتمع المدني لم تكن يوماً وليد المجتمعات العربية والإسلامية على الإطلاق , المنشأ الأول له كان في ربوع الغرب وتحديدا في كنف الكنيسة وأباطرتها , الذين اتخذوا قراراً حاسماً فيما يخص تنظيم حياتهم السياسية وإعادة هيكلتها وفقاً للمبدأ الذي توافقوا على نجاعته لنقل مجتمعاتهم من عهود مغرقة بالبطش والطغيان الديني إلى عهود أكثر تسامحاً وانفتاحاً تجاه الآخر , واحترام خصوصياته , فالصيغة التي توافقوا عليها تجلت بفصل الكنيسة عن جسم الدولة , أي فصل الدين عن مؤسسات الدولة , هذا الفصل التاريخي ترتب على إثره تحولات رأسية نقلت المجتمعات الغربية من النظام الإقطاعي السائد بأدواته وأزلا مه إلى النظام البرجوازي , حيث استطاع أن يوظف رأس المال لخدمة سلطاته التي كرسها مع بروزه الأول , عن طريق إيجاد نموذج ديموقراطي تمت قولبته حسب المصالح والأولويات المحددة بدقة تامة , لكن يبقى التساؤل دائراً حول جدوى قيام مجتمع مدني في عالمنا العربي على أن تكون الديموقراطية أولى ثمراته ؟
وبالنظر إلى ماهية المجتمع المدني نجد أن حدوده ليست محصورة بالتركيبات الأثنية والعرقية التي تحتويها الدولة , وما يلوكها من نزاعات طائفية متوالية , وانتماءات قبلية ضيقة , ومرد كل ذلك يعود إلى أن المجتمع المدني بلا حدود , وهو يعلو على
ما سبق ذكره من تركيبات إنسانية مختلفة جلها يتوضع في قلب دولة واحدة , كونها تمثل الحوض الواسع لجميع النماذج دون استثناء .
وعليه, أن ما يجري من صراعات طاحنة وحروب طائفية غير منقطعة هنا وهناك في الشرق الأوسط , وما يدور حاليا في العراق والسودان والصومال مجددا وسابقا في اليمن ينفي وجود مجتمعات مدنية , كما أن هذه النزاعات والمصادمات الأهلية , تدفن المجتمع المدني بتراب خلافاتها المستمرة وبالتالي وأد الديموقراطية تباعا .
إن طبيعة الصراعات القائمة يجب أن تتحدد وفق آليات الديموقراطية السليمة , التي لا تخرج عن نطاق المجتمع المدني طالما استمر الصراع بين المتخاصمين , فتجديد هذه الآليات يقوم على الخروج من حالات التشرذم والتقوقع ذات الدائرة الضيقة , وتعزيز الدخول إلى الدائرة الأوسع وطنياً, بدلاً من التحصن في جحور معتمة تنتج في نهاية المطاف مجتمعات تتباكى على ما فاتها من فرص ديموقراطية ضائعة .
هناك محددات أساسية يرتكز عليها جوهر المجتمع المدني وتتمثل في :
1- رفع المستوى المعاشي لأفراد المجتمع والابتعاد عن تقسيمه إلى طبقات تتباين في دخولها .
2-إنضاج الحالة الثقافية بتوفير مناخ تعليمي يحظى بهامش من الحرية ولا يخضع لفلسفة السلطة .
3- تحصين أمن الوطن والمواطن محلياً ودولياً .
بموجب هذه المحددات يمكن البدء بتشكيل نويات المجتمع المدني المستقل عن السلطة, لأن دمج قوى المجتمع المدني بالسلطة الممثلة للدولة سيؤدي إلى هيمنة الأخيرة على المجتمع المدني وعلى حرية أفراده ؛ فالعلاقة بينهما ينبغي ترسيخها طبقا لمبادئ الديموقراطية وقيمها , التي تشكل ركناً أساسياً من أركان المجتمع المدني .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحاجات الوطنية والدوافع القومية
- سورية: معارضة فنادق أم خنادق .. ؟
- مزالق الديموقراطية المرتهنة
- أميركا:الخطاب الديني المتقلب
- عقد الاستبداد العربي وعقليات إنتاجه
- السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس
- الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية
- من يحكم من..الحكومات أم الحركات..؟
- حول دمقرطة الإسلام السياسي
- بين مطرقة السادية وسندان المازوخية
- على أهلها جنت براقش
- ميثولوجيا الحداثة .. وشبح الأصولية
- إصلاح أم تجميل..؟
- ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟
- ًالعروبة .. ومبتكراتها المستحدثة عالميا
- سيكوباتية السلطة وعقدها الثورية


المزيد.....




- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - المجتمع المدني .. الوجه الآخر للديموقراطية