|
(3-2)الإنترنت والأصوليّة الدينية
أحمد محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 11:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الصدام بين جماعات الأصولية الدينية وفضاء الإنترنت
أشار العديد من الباحثين فى علوم السياسة إلى ان مفهوم الجماعة أو الطائفة الدينية سبق مفهوم الدولة القومية ، ورصدوا الجماعة او الطائفة الدينية كالشكل الأقدم لهوية الجماعات البشريه . و في الثقافة الشعبية، يدلّ مفهوم الأصوليّة الدينية فى أغلب الأحوال على التطرّف السياسي والعنف، والإرهاب. على أية حال، نحن نتعامل فى هذه العجالة مع سمات أوسع كثيرا لمفهوم الأصوليّة الدينية. على مستوى أساسي، الأصوليّة الدينية جوهريا مدخل محافظ و تقليدى جدا ومقاوم لتغيير النصوص الدينية خلال اى محاولة لتجنّب وتدارك التصادم مع الحداثة والوصول إلى حل واقعى وتوفيقى معها . لذلك قد تدرك وتفهم الأصوليّة الدينية كردّ فعل على الحداثة مستهدفة حفظ القيم الدينية ضدّ إغراءات الحداثة العلمانية . وتبين أدبيات الأصولية الدينية أنه تحت بعض الظروف، قد تكون تلك الجماعات الدينية متصلة على الإنترنت ، وقد لا تكون متصلة لكن التفاعل بين جماعات الأصولية الدينية على الإنترنت وبين جماعات الأصولية الدينيه الغير متّصلة اقل وضوحا. والحقيقة هناك القليل من الابحاث حول الدين والإنترنت ، ويحتاج الباحثين والمفكرين لفهم تشكيل الهوية الدينية على الإنترنت إلى الكثير من الجهد العلمى . وحددت عدة دراسات ، منها دراسة الباحثان برازيلى أربعة أبعاد اجتماعية وسياسية تميز جماعات الاصولية الدينية فى تفاعلها فى سياق الإنترنت قد تمكّننا من فهم معنى الإنترنت كتقنية مثقّفة ، وهى : الهرمية والتدرج ، النظام الأبوى ، الإنضباط ، العزلة . ونتناول تلك الأبعاد بالتحليل : الهرمية والتدرج فى السلطة
تتميز جماعات الأصولية الدينية بهرمية شديدة فى السلطة ، تستند بشكل رئيسي على تبعية وخضوع مجموعات كبيرة من الاعضاء إلى سلطة نخبوية لها قدسية في أغلب الأحيان ، مثل الكهنة ، ، والرهبان، الوعاظ ، والقساوسة ، والشيوخ وعلماء الدين ، والدعاة فى الاسلام ، والحاخام في اليهودية والأسقف والقسّ في المسيحيه والبوذية . وكما يشير أحد مؤسسي علم الاجتماع في أوروبا ، ومن أكبر علماء الاجتماع في كل الحقبة المعاصرة ، عالم الاجتماع والاقتصاد الألماني ماكس فيبر ( 1864 - 1920 ) إلى ان الهرمية المعتمدة على السلطة المقدسة لقوامة مؤثّرة، لها القدرة على دعم الشرعية وتوليد الطاعة من خلال العقيدة الدينية.وطبقا لفكر أميل دوركايم (1859- 1917)الفيلسوف الفرنسى ، وأحد مؤسسى علم الاجتماع الحديث يعتبر مفهوم الحداثة بالضرورة يعلمن المجتمع الإنساني ويضعف بالتالى هرمية السلطة الدينية ، وببساطة شديدة وقد تكون مخلة فأن هرمية السلطة الدينية المستندة على النخبة المقدسة ، هى التى تسيطر تماما على تدفق المعلومات داخل الجماعة الدينية . لذلك من المعتاد والمألوف ان نجد قنوات الاتصال فى جماعات الأصولية الدينية قنوات عمودية طالما هى المصدر الرئيسي للمعلومات الدينية مثل الأسرار والأقوال المأثورة الدينية ، التى ترسل من النخبة المقدسة إلى الأتباع . و تعتبر الرقابة ، خاصة على المطبوعات من الوسائل الرئيسية التي تسيطر بها نخبة الجماعة الدينية الأصولية على تدفق المعلومات داخلها . ومن البديهى واستدلالا تكون الرقابة مفروضة أيضا على الإنترنت داخل تلك الجماعات ، وعادة ما تستهدف تلك الرقابة الحد وتقييد إمكانية الوصول إلى مصادر المعلومات، من خلال آليات مثل المنع والغلق والترشيح والفلترة ، وتقسيم نطاقات البث والسيطرة والتحكم على البنية التحتية للشبكة . و في بعض الجماعات الدينية ، مثل الحركة الدينية أميش Amish ( نشأت فى أوروبا 1644- 1720 ، و بدأت كحركة إصلاحية داخل الحركة الدينية المينونايتي Mennonite فى جنوب الراين بسويسرا ، وانشقوا وهاجروا إلى امريكا مع بدايات القرن الثامن عشر ) ، وأيضا فى بعض الجماعات الإسلامية الأصولية أو المحافظة جدا، تمنع فيها ببساطة القدرة على الوصول إلى الإنترنت بعدم توفير بنية تحتية تكنولوجية ملائمة. وحتى لو توفرت قدرة الوصول تمارس تلك الجماعات الدينية الرقابة على الإنترنت من خلال آليات حذف المعلومات بعد ان ترسل للشبكة أو توقيع عقوبات على المتجاوزين ، لأن النخب الدينية خائفة بشدة من ان تخسر السيطرة على تتدفق المعلومات ضمن حدود جماعاتهم الدينية ، ويعتبرون الإنترنت تشكّل تهديدا على ثقافة الجماعة الدينية وتتحدّى شرعيتهم. لكن الدراسات بينت ان الجماعات الدينية الأكثر عزلة وانغلاقا لا تستطيع منع أعضائها من التردّد على عالم فضاء الإنترنت ، حيث أتضح ان الجماعات الدينية الأرثودوكسية الأكثر تطرفا يستعمل أعضائها الإنترنت عالميا لأغراض مختلفة، تتراوح من التجارة الإلكترونية، وطلب المعلومات،الترفيه والتسلية ،النقاش والجدال ، الحج التخيلي ، والمعارضة ضدّ جماعاتهم والإرتباط الإجتماعي مع الغرباء ، وهى كما نرى انشطة مأخوذة من فضاء الإنترنت ذات السمة العلمانية ، لكن تقنيات المعلومات ، والمعلومات نفسها تم تحويرها وتعديلها خلال عمليات تموضع محلى للتكيّف مع الخصائص المعيّنة للجماعات الدينية المختلفة. وأتضح ايضا انه حتى لو وصلت مراقبة الجماعات الدينية للإنترنت إلى شروطها القصوى ، فأن اعضاء تلك الجماعات يجدون الوسائل الملائمة للمرواغة من تلك الرقابة التى تحرم وصولهم إلى مواد معينة بإستخدام تطبيقات تناقض تلك الرقابة ، ويتحدون بها جماعتهم ومبادئها الأساسية ! ومن ناحية أخرى تخدم تقنيات المعلومات وتحديدا الإنترنت هرمية السلطة من خلال أدوات تضفى الطابع الشخصى ضمن سياق المحتوى ، على سبيل المثال، النخبة الدينية قد تستعمل تقنيات وأنظمة معلومات مختلفة لنشر معلومات ذات طبيعة شخصية إلى التابعين المستهدفين لأغراض التربية والتعبئة العمومية. والجماعة الدينية كمجتمع محلى قادرة على تثبيت اوامر الترتيب الهرمى للسلطة وهى متصلة على الإنترنت، بنفس القوة التى تحدث بها وهى غير متّصلة، بعرض وتقديم خدمات افتراضية تخيليّة لأعضائها ، مثل الصلاة من على بعد او الصلاة الإليكترونية والاتصالات ، والمشاورات على الإنترنت مع السلطات الدينية الأعلى ، التى كانت تستلزم لحدوثها قبل الإنترنت المواجهة الشخصية. ورصدت تقارير بحثية أنّ النخب الدينية متلهّفة جدا وتواقة لإستعمال مواقعهم على الإنترنت لزيادة وجودهم و نشر رؤيتهم وتوضيح اعتقاداتهم بين أفراد جماعاتهم المحليّة، واتضح انهم الأكثر استعمالا لأشكال الاتصال ذات الأتجاه الواحد مثل إرسال الخطب والمواعظ أو المعلومات الأساسية حول العقيدة، بدلا من الإتصالات المزدوجة ذات الاتجاهين القائمة على التفاعل مثل المناقشات الروحية، الصلاة على الإنترنت، أو جمع تبرعات . ودراسات اخرى بينت ان اكثر تطبيقات الإنترنت استعمالا من قبل النخب الدينية هو استعمال البريد الإليكترونى لتبادل المشورة بين افراد النخب الدينية نفسها ، ولتعبئة المستجيبين من التابعين وتشجيعهم لحضور الطقوس الدينية فى أماكن العبادة ، ويستعملونها ايضا لارسال التصريحات والخطب والمواعظ المهمة , فالفوائد التى كسبتها النخب الدينية بالسماح بالاتصال بالإنترنت اكثر ربحا بالمقارنة بالتكاليف التى خسروها ، وهى فقدان بعض السيطرة ، خصوصا عند استعمال تطبيقات إنترنت صارمة ومقيدة . وهكذا تستعمل الجماعات الدينية الإنترنت ، وهى مازالت محافظة على انماطها المؤسسية الاصلية للتدرج وهرمية السلطة . عموما ربما يقال ان جماعات الأصولية الدينية فى استعمالها للإنترنت هى جزء من عمليات العولمة ، ومرتبطة بها ، وفى نفس الوقت تحافظ على هيكل قوتها وسلطتها . هذا وتوفر كل تطبيقات الإنترنت أنماط مختلفة من أشكال الاتصال يشارك فيها أعضاء الجماعات الدينية من خلال الحوار والمناقشات الجماعية العامة ، على سبيل المثال التطبيقات المزودة بمنصات للتفاعل الآنى بين العديد من المستعملين مثل منتديات الحوار ، ومجموعات الاخبار ، وهى على الأرجح تطبيقات تسهل وتمكن دخول اعضاء جدد للجماعة ، وفى نفس الوقت خروج اعضاء منها . وإذا كانت العولمة هى : نمو الرأسمال الاجتماعى محليا ، وأرتباطه من على بعد مع محليات أخرى من خلال تقنيات الاتصالات والمعلومات تزعم العديد من الدراسات انه من خلال تقنيات المعلوماتية تتم عولمة جماعات الأصولية الدينية ، وذلك يعنى ان تتم داخل جماعات الأصولية الدينية عمليات ومعالجات ذات طابع عالمى ولكنها تحقن انتقائيا وجزئيا داخل الطابع المحلى للجماعة ، ووفقا لذلك قد تضعف هرمية وتدرج السلطة داخل جماعات الأصولية الدينية نتيجة اتصالها بالإنترنت ذات الطابع العولمى ، لكن تلك الجماعات مازالت محافظة على هرمية السلطة فيها ، ملخص الموضوع ان الإنترنت يمكن ان تبنى ثقافيا بطرق مكيفة مع حاجات السلطة الدينية فى جماعات الأصولية الدينية . ونشر فى صحيقة هارتز Haaretz الإسرائيلية ، وهى من اشهر الصحف اليومية هناك تعليقا على دراسة دكتور برازيلى وزوجتة دكتور كارين ناهون التى نحلل نتائجها ، ان المحاكم الإسرائيلية تتابع دعوة تشهير وقذف ضد رجل من جماعة دينية اصولية وهى جماعة هاريدى الأرثودوكسيه المتطرفة ultra-Orthodox Haredi أنتقد فيها تصرفات أعضاء جماعته الدينية أثناء حواراته داخل منتديات الإنترنت لتلك الجماعة ! وهى مؤشر على تحويل جزء من معارك تلك الجماعة الداخلية إلى عالم فضاء الإنترنت . وهى إشارة أيضا إلى الكيفية التى اخترقت بها الإنترنت الحياة المغلقة لتلك الجماعة الاصولية ، بحيث لن يستطيع اعضائها بعد ذلك تجنب وإهمال الإنترنت . واتضح انها ليست الدعوى القضائية الأولى فى جماعة هاريدى ضد استعمال الإنترنت ، فمنذ حوالى سنة أقامت تلك الجماعة دعوة تشهير وقذف ضد موقع منتدى هيدبارك العبرى بدعوى انه سمح بنشر بيانات تحريضية ضد واحد من حاخامات الجماعة ، واتهموه بالعلمانية والهرطقة ! والمفارقة هنا كما يقول دكتور برازيلى ان تلك الجماعة الدينية الأصولية المغلقة عندما واجهت مشكلة داخلية بحته ، وكان يفترض حلها داخل الجماعة ، لكن لوحظ ان الشاكين من تلك الجماعة اتجهوا إلى المحاكم العلمانية ! وان تلك الدعاوى القضائية عكست الكيفية التى عدلت وغيرت بها الإنترنت حدود الاتصالات التقليدية فى تلك الجماعات ، لدرجة جعلتها اكثر تعددية وديمقراطية وسمحت بالنقد الداخلى بدون ان يتعرض صاحب النقد لخطر هؤلاء الذين نقدهم . ورغم ان إستعمال الحاسبات والإنترنت سمح به حاخامات الجماعة لأغراض العمل فقط قبل حوالي سنتين ، وحرموا رسميا أيّ إستعمال آخر، الا ان دراسة برازيلى وزوجته دعمت الانطباع الذى يؤكد فشل حاخامات تلك الجماعة فى جهودهم المانعة للإنترنت ، وأن استعمال الإنترنت من قبل اعضاء تلك الجماعة لم يعد شيئا غامضا ومقتصرا على فئة محدوده منهم . ، وبينت الدراسة أيضا ان الإستعمال الهائل للإنترنت بين افراد الجماعة لا يتم من داخل بيوتهم ، فنسبتهم ما زالت منخفضة إذا قورنت إلى عامة السكان. وعلى خلاف كل التوقعات المسبقة كشفت الدراسة ان كل الاعضاء الجدد فى تلك الجماعات يبحرون على الإنترنت فى اوقات فراغهم من الأماكن العامة أيضا مثل مقاهى الإنترنت ، ويتجنبونها داخل بيوتهم ! هذا واتفقت عدة دراسات ، منها دراسة الباحثان برازيلى على أربعة أبعاد اجتماعية وسياسية تميز جماعات الاصولية الدينية فى تفاعلها فى سياق الإنترنت وهى : الهرمية والتدرج ، النظام الأبوى ، الإنضباط ، العزلة . وان فهمنا لتلك الأبعاد قد يمكننا من فهم معنى مفهوم الإنترنت كتقنية مثقّفة ، حيث أنبثق مفهوم التقنية المثقفة cultured technologyمن نتائج تحليل الدراسات للطريقة التى تعيد بها المجتمعات المحلية تشكيل التقنية لتصبح جزء من ثقافاتها ، ومن ناحية اخرى تسمح تلك المجتمعات للتقنية ان تحدث فيها تغييرات محددة فى طريقة حياتهم المألوفة وفى قوانينهم الغير مكتوبة . وناقشنا فى الفقرات السابقة الخاصية الأولى وهى تأثير الإنترنت على هرمية السلطة فى الجماعات الاصولية الدينية ، وعرفنا ان تلك الجماعات فى استعمالها للإنترنت هى جزء من عمليات العولمة ، ومرتبطة بها ، وفى نفس الوقت تحافظ على هيكل قوتها وسلطتها وشكلها الهرمى ، وعجالة هذا العدد تكمل مناقشة وتحليل بقية الأبعاد الاجتماعية والسياسية التى تميز جماعات الاصولية الدينية فى تفاعلها فى سياق الإنترنت .
النظام الأبوي: البعد الثاني للتوتّر تبين نتائج الدراسات التى تناولت تأثير الإنترنت على جماعات الأصولية الدينية مثل دراسة برازيلى بأنّ النساء فى تلك الجماعات قد يستعملن الإنترنت للنقاش والمجادلة والتساؤل الفقهى مع الهرمية أو التراتبية البطريركية فى جماعاتهم الدينية الأصولية، مع المحافظة طوال الوقت على الموالاة إلى ثقافة وديالوج جماعاتهم . على سبيل المثال، تستعمل النساء فى تلك الجماعات الإنترنت للتلاقى والاجتماع ونشر المعلومات ، وتحسين دراساتهن حول تأريخ النساء، والعلم، والفلسفة. مثل موقع الأخت sister site على الإنترنت الذي يخدم الجماعات الأصولية الدينية ويهدّف لنشر معلومات عن تجمعات النساء الدينية، وتأريخ الحياة الدينية من منظور أنثوي، والمخاوف المعاصرة للنساء الدينيات. وتركّز بعض تلك المواقع على الكاثوليكية، لكنّها فى نفس الوقت تحاول خدمة الأخوات فى الأديان الأخرى. بالأضافة إلى المواقع التي تخدم النساء بالأدوات المعلوماتية، ومواقع تحتضن التفاعلات بين الأخوات على الإنترنت مثل مجموعات النقاش الروحانية ، ومجموعات تنمية المجتمعات ، ونستطيع ان نرصد بسهولة أمهات وربات بيوت من جماعات أصولية اسلامية من مصر، إيران، والعربية السعودية، والضفة الغربية يتبادلن الأفكار على الإنترنت “ خلال غرف الدردشة على موقع إسلام أمريكا أون لاين America Online Islam chat rooms ، ويتبادلن الرسائل ايضا من خلال خدمة MSN Islam message boards ، ومثل أي شخص آخر، يتحدثن من خلال البريد عن أطفالهم، وإتقان علاقتهن بالله . على الرغم من هذا، تؤكد تلك النسوة في اتصالهن على الإنترنت، وبالتزامهن بالأمومة وأن يكن نساء صالحات. ويلاحظ على تلك الأنشطة انها تكمل الحياة الدينية التى يعيشها النساء فى الواقع داخل جماعاتهن الأصولية ، وحديثا لوحظ تزايد أعداد النساء اللاتى يستعملن الإنترنت هروبا من الحياة داخل جماعتهن الأصولية . ويصبح الاتصال بالإنترنت بينهن نوعا من البدائل والخيارات مقابل القواعد الداخلية الصارمة للجماعات الدينية الاصولية . فمثلا موقع الرابطة الثورية لنساء أفغانستان (RAWA) ، وهى من اقدم المنظمات الاجتماعية والسياسية للنساء الأفغانيات اللواتى يكافحن من اجل الحقوق الديمقراطية ضد جماعة طالبان الأصولية فى أفغانستان ، واستعمال الإنترنت من قبل النساء اليهوديات لأحتضان الدراسات التوراتية والتلمودية . وعموما الإنترنت تستعمل داخل جماعات الأصولية الدينية كوسيلة اتصال بالعالم الخارجى وبين أعضاء الجماعة نفسها بحيث تتجاوز القيود والحدود التى وضعتها الهرمية أو التراتبية البطريركية فى جماعات الأصولية الدينية ، فتستعمل النساء المتدينات فى تلك الجماعات الإنترنت لتجاوز القيود المفروضة عليهن سواء على مستوى الحياة الشخصية او الحياة العامة . لذلك تعمل الإنترنت إلى حد ما كوسيلة مجتمعية لفك تحرير الأنوثة فى سياق جماعات الدين الأصولى , وتبين دراسات ظاهرة الإنقسام الرقمى ، ان الجندر لم يظهر كمحدد واضح فى تلك الظاهرة ، فهناك دراسات بينت ان الإنقسام الرقمى موجود بين الرجال والنساء ، ودراسات اخرى تجادل فى عدم وجود فجوة جندرية ، وتستنتج دراسات أخرى بأن الفارق الرقمى موجود بالفعل ، لكن ليس من ناحية إمكانية وقدرة الوصول لكن بالأحرى من ناحية مدى التردد و كثافة الاستعمال : بصفه عامة ظهر احتمال ان النساء كن اقل استعمالا للإنترنت مقارنة بالرجال فى منتصف التسعينات ، لكن هذا الفارق الجندرى أختفى بين الجنسين فى عام 2000 ، على اية حال تبقى النساء اقل استعمالا للإنترنت ، واقل وتكرارا فى التواجد عليها ! حيث تبين الإحصائيات ان 49.5% من كل مستعملى الإنترنت في الولايات المتّحدة نساء. وتبين إحصائيات أخيرة أيضا بأنّ النساء لا يصرفن عادة وقتا كثيرا على الإنترنت مقارنة بالرجال . ويبدو ان الإنترنت لم تثور بعد جماعات الأصولية الدينية ! فوصول النساء إلى الإنترنت ، ومدى ترددهن عليها وكثافة استعمالهن مازالت محصورة ومقيدة بالمقارنة بالرجال . وعلى الرغم من أنّ عالم الإنترنت أعتق وحرر النساء بعض الشّيء من عدم قدرتهن على تجاوز حدوده مجتمعاتهم المحلية وتحديدا جماعاتهم الدينية الأصولية ، لكن في أكثر الحالات، لم يدرك ويفهم عالم الإنترنت كبديل للحياة الدينية فى جماعاتهم . بالأحرى، الإنترنت محسوس ومفهوم كمنصة تمكن وتشجع الهوية الأنثوية للاتصال داخل وخارج جماعات الاصوليات الدينية. نتيجة لذلك، نزعم بأنّ الإنترنت خلقت فرصا أفضل للأصوات الأنثوية الّتي يمكن ان تسمع في سياقات الأصولية الدينية، ولو أنّ هذه الفرص مشكلة ومصاغة ضمن السياق العمومي للهرمية والتراتيبية فى تلك الجماعات . بمعنى ان التكنولوجيا المثقفة تخفف و تسكّن النزاع والصدام الممكن بين المساواة بين الجنسين والتديّن والجماعة الدينية . يتبع ....
#أحمد_محمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( 1-3)الإنترنت والأصوليّة الدينية
-
الانتخابات وحدها غير كافية
-
توحش الأغلبية الدينية
-
الدين ووسائل الاعلام
-
لماذا يحدث فى مصر ؟!
-
حزب التجمع الخاسر الأكبر فى انتخابات الرئاسة المصرية
-
الفساد وتبادل السلطة
-
متى تسقط بقية التماثيل؟!
-
انفجار الأزهر وحالة العنف فى مصر
-
هل تجلب الإنترنت الحرّية؟
-
الرأسمالية وأعظم حماقة تكنولوجية فى التاريخ
-
الليبراليون الجدد والإنترنت
-
الشيوخ والإنترنت والمرأة
-
احتلال العقول
-
إرادة الرفض عند المصريين
-
على هامش انفجارات طابا : شماعة المؤامرة
-
التخلف دائما فى العقول
-
الإنترنت والإستبداد
-
موتوا
-
التحرش الدينى
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تنشر مشاهد لاستهداف منشأة رادار
...
-
-المقاومة الإسلامية في العراق- تنشر مشاهد توثق إطلاق مسيرات
...
-
“ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا
...
-
الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل
...
-
“طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20
...
-
إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها
...
-
غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة
...
-
مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس
...
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|