أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الخضوع والخنوع يمهدان لحدوث الكوارث ...















المزيد.....

الخضوع والخنوع يمهدان لحدوث الكوارث ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6514 - 2020 / 3 / 14 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ من جانبي أحفظ لهذه السلطة المتصابية سلسلة محطات خسيسة وعويصة ، وأحفظ ايضاً ، بأن عمليات التى قادت إلى الإنتاج الغذاء أو صناعته تعتبر من أصعب التركيبات البشرية على الإطلاق ، تماماً كما هو الحال لصناعة الدواء ، وبالتالي اجتهدت البشرية في تحويل الزراعات الطبيعية كالفواكه والخضار إلى مواد مصنعة بهدف إيصالها لأكبر عدد من سكان العالم ، ومن غير المستغرب انتقال الحكاية من عمل ربحي إلى عمل تسلطي يراد منه التحكم بالبشرية ، والملفت في قصة فيروس كورونا ، أول مرة يطالبون البشرية والمعارضة على حد سواء بفرض حالة الطورائ وليست الأنظمة الذي جعل الحكومات تتباطأ بأخذ خطوات جدية وذلك يعود للصدمة .

أثناء إجتياح الإسرائيلي للبنان ، سألني صديق في المدرسة ، هل تتوقع أننا سننجوا من الموت أم أن جنون الطائرات الحربية ستتولى المهمة وتنهي حياتنا ، وطالما القدر نجانا ، إذن ترتب على خروجنا من الحرب سالمين الكثير ، لقد تشكلت بفضل الظروف المكثفة حصانة على شكل محمية من الكوارث الطبيعية أو الحربية أو المرضية أو المكائدية التى تفرزها البشرية وغيرها ، ولأن التجربة القسرية تحولت مع الزمن إلى معرفة ، وبالتالي من وظائف المعرفة أن تؤمن للمرء الإدراك والإدراك كفيل ببقاء المدرك على قيد الحياة رغم الصعاب أحياناً ، ولأن الحروب الكبيرة تكون أشبه بالمدرسة المفتوحة وهذا بالفعل سمح لي أن أتعرف على الأهداف الحقيقية لإنتاج الأسلحة ، فإذا كان الإنتاج هناك سببه الجنون ، إذن صناعة الأطعمة ايضاً الهدف منه تجنين من خرج من الحروب حياً ، وطالما المراقبة والمعاقبة أمرين مفقودين في مؤسسات السلطة ، إذن لا يمكن للمجتمع في ظل سلطة تنتهج منطق الميكانيزماتية أن يُطلب منه أن يكون مآدب أو إنساني ، بل هذا المنطق يعيد المجتمع إلى الطفولة المبكرة والذي يحرص على إنكار كل شيء إلى أن يتحول لمريض نفسي ، وبالرغم من كل الإدعاءات البشرية بإمتلاكها فن التنظيم للمجتمعات التى تعيش فيها وعلى الاخص تلك الدول التى استطاعت إدارة تنظيم الطرق وما عليها وإلى جانبيها ، إلا أنها أخفقت في تنظيم ومراقبة الأطعمة التى يتناولها الإنسان وتتسلل إلى دمائه .

حرصت السلطات دائماً على منع كسب الفرد المعرفة والتى بدورها ستوفر له التحرر من الأوصياء عليه ، لكن في الواقع لا يوجد سلطة نهائية ، فضعف معدة الإنسان أمام الإنتاج الطعام سمح لسلطة الإنتاج أن تتحول إلى قوة وأمر واقع وهذا بالفعل حاصل منذ استطاع الفرد تحويل الغذاء المصنع إلى سلطة مركبة التركيب ومعقدة التعقيد ، بل ما زاد من الطين بلة ، تجنيب إخضاع سلطة الغذاء للمراقبة من قبل أفراد ذو معرفة دقيقة ، وبالتالي مع تغيب المراقبة يتحول المستهلك إلى مطيع لسلطة الإنتاج ، لأن تبني فن الحياة التى يكتسبها الفرد من المعرفة تؤهله إلى الوصول لسدة الاستقلال الذاتي والقدرة على تشكيل حياة ذاتية أفضل ، على سبيل المثال ، الفارق السعر بين معجون طماطم وآخر ، ستختزل حكاية التصنيع الغذائي ، فميسور الحال على الدوام وهذا أمر طبيعي ، يلجأ عادةً دون تردد إلى شراء السلع المرتفعة أسعرها ، إذن أختياره ذلك دلالة بأن المعاجين الأخريات غير صالحة للاستعمال الآدمي ، وببالغ الحماس نعيد من التاريخ الغربي أنواع من النزاعات التى خاضها المتجمع ضد العرق والسيادة الاجتماعية والدينية ، هي جميعها في نهاية المطاف تعتبر نزاعات ضد أشكال الاستقلال ، وبالتالي بقدر ما كافح الغربي في انهاء التبعية ضد أشكال الهوية الذاتية والخنوع ، إلا أنه أخفق في إحراز الاستقلال من التبعية لسلطة الغذاء وذلك يعود إلى الغرائز المنفلتة التى تتحكم فيه .

العودة إلى إدارة ملف الطعام يحتاج إلى تعزيز مفاهيم نحو استقلالية الفرد ولكي يتحقق ذلك لا بد من عملية إشراقية تورث من جيل إلى آخر ، لأن الانتقال التى شهدته البشرية في نقل مهنة الغذاء من الاعتماد على الذات إلى التصنيع التجاري ، أتاح لدورة الانتقال ، أن تنقل الروح المتحررة والمكتفية ذاتياً إلى المعدة السجينة والذي جعل الجسد والعقل خاضعين لسلطة المصنع ، عوضاً عن ذلك ، لقد تنامت مع الوقت سلطة الإنتاج الغذائي وتوسعت حتى شملت مربعات الخبراء والأطباء والقضاء والدبلوماسيين والسياسيين والآمنين ، جمعهم أصبحوا بطريقة أو بأخرى مضمونون في جيوب السلطة إياها ، وهنا روجت هذه النخب إلى مسألة خطيرة ، الطاعة العمياء والمطلقة لسلطة إنتاج الغذاء وبالتالي تمكنوا من أخذ دور الطبيب ، فأصبحت الصحة والعافية والنمو تقع على عاتق ومسؤولية من يتحكم بالغذاء المصنع .

الآن في ظل مخاطر فيروس كورونا كوفيد 19 ، يتصدر سؤال في أول قائمة الأسئلة ، كيف يمكن للإنسان التحرر من التبعية المطلقة ، وهل يوجد نهاية لهذا الخنوع الذي طبع في ذهنية الناس منذ الصغر ، أي عندما استبدلت الأم حليبها الطبيعي بالحليب المصنع لرضيعها ، طبعاً كما أشرنا سابقاً ، بنشر الوعي يتيح للفرد إدارة حياتة بشكل أفضل وسيتحرر من ماكنة الإعلانات الرديفة التى وُظفت من أجل تضليل المستهلك واجتراره إلى مناطق تشهد صراعات على الإنتاج الاحتكاري ، وبالتالي هذه السلطوية الغذائية التى هي بالأصل سبب في انتشار الأمراض المزمنة وتفشي الأوبئة عبر الكحوليات والتدخين والمخدرات وأنواع متنوعة من صناعات السكريات والشكولاتات وبالإضافة إلى نشر ثقافة لا ضرر من تناول ما هب ودب على الأرض أو تحتها من سحالي وجراذين وثعابين وصراصير وغيرهم ، تكفلت مؤسسات الإعلان في المساهمة بخضوع الناس لها وبشكل مستدام ، بل استطاعت بإفقاد الأغلبية الساحقة من البشرية للغذاء الذاتي والصحي ومن ثم أفقدت من استطاع تحقيق الأمن الغذائي ، أن يمتلك مؤسسة تعتني بجودة الإنتاج ، وهذا يندرج ضمن إصرار السلطة الغذائية التحكم برقاب الناس وحصرهم بين مربعين تابعين لهما ، السوق والمشفى .

اخيراً ، التعامي عن سبق قصد وتصميم للأساليب التى تُعتمد في صناعة الغذاء أو لمواد العلف الحيواني أو المواد الكيماوية الخاصة بالزراعة ، هو التصنيف الآخر لسياسة خذلان البشرية ، بل ما تتعرض له البشرية اليوم من تهديد حقيقي يعتبر خسة دامغة لسلطة الغذاء المصنع التى تتلقى الدعم والحماية من الحكومات السياسية ، تارةً بجهل وأطواراً بتواطؤ مفضوح ، وبالتالي لكي لا ننخرط بذاكرة مصابة بسبات قسري ، يصح التذكير ايضاً ، مجموعات تأكل مخ القرود والفئران والديدان والقائمة طويلة ، إذن ظهور فيروس واحد حتى الآن شيء جيد ، بل السؤال المركزي ، ماذا ينتظر المرء من هؤلاء أن ينتجوا للبشرية من غذاء مصنع . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة المسبب طريق لكشف العلاج
- الثقة وحدها تبّني الإنسان والدولة ...
- فيروس كورونا الأهم حتى إشعارٍ آخر ...
- مؤتمر الخامسة لحركة فتح علامة افتراق بين الماضي والمستقبل ..
- مصر الناهضة / أمام تحدي التكامل بين الجغرافيا والاقتصاد والت ...
- الأرض لم تعد قادرة على بلع عبث الإنسان ...
- العقيدة الإغتيالية في رسم بياني / من الواقع إلى الخيال ومن ث ...
- حالة الترهل التى تعيشها حركة فتح ...
- نتائج الانتخابات الإيرانية ، الإقصاء أكثر مع ارتفاع إيقاع ال ...
- بعد ما شبعهم الشعب شتماً ، عادوا السياسين إلى سياسة التسول . ...
- الشيطان الاكبر ونبته الشيطاني ...
- اندفاعات يمينية تقلل من فرصة ترميم سفينة نوح ...
- التردد عند هاملت والتردد عند السوريين ضاعف المأساة ...
- حروب بيولوجية وأخرى انترنتية / النقل والتلاعب أمرين واردين . ...
- قوة القوي وعجز العاجز ...
- أيا كانت التكلفة ...
- لإسرائيل الكلمة العليا في العمق الأفريقي ، سنوات من العمل ال ...
- بوتين الساعي لإعادة كبرياء الروسي ...
- الفارق بين من يستجدي تصريح يتيم وآخر يستجدونه لمشاركته باحتف ...
- قناة الجزيرة والأمير محمد بن سلمان ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الخضوع والخنوع يمهدان لحدوث الكوارث ...