|
ما بعد كورونا اخطر من كورونا
اثير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 6514 - 2020 / 3 / 14 - 20:09
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
نعيش هذه الايام مرحلة صعبة جدا، ليس بسبب الكورونا نفسها بل بسبب نتائج التعامل مع هذا الفايرس من تهويل وتخويف الى درجة هروب الناس من بعضهم البعض، لا بل والاخطر من كل هذا وذلك هو الانكماش الاقتصادي القادم لامحالة، وساعود في نهاية هذه المقالة الاقتصادية الى موضوعة التهويل هذه، ولكن تعالو معي اولا لنستعرض الوضع الاقتصادي العالمي ولماذا احذر من ما بعد كورونا ؟ في مقالات سابقة اشرت لاكثر من مرة ان الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة من الهشاشة المرعبة. فبعد ان خرج العالم من الحرب العالمية الثانية واسس نظام بروتنز-وود، اي نظام قاعدة الذهب في التعامل مع العملات، جاءت ضربة نيكسن 15/أب/1971 لتنهي هذا النظام بالضربة القاضية، وليحل محلة نظام الانتقال الحر للعملات واصبح لدينا نظام جديد عالميا يستند على اسعار صرف العملات تجاه العملات الاخرى، فمثلا اصبحنا نقول اسعار صرف الدينار العراقي تجاه الدولار لهذا اليوم هي كذا وكذا، بمعنى اخر ان سعر اية عمله يتحدد اولا بسعر عملة اخرى و ثانيا ان هذا السعر متقلب يعتمد على مجموعة عوامل متداخلة و متصارعة في ان واحد. هذا التغير، اي خلو العالم من نظام نقدي موحد، جعل العالم اكثر هشاشة لاية هزة اقتصادية كانت ام سياسيه. هذا النظام النقدي الغير مرتبط بقاعدة الذهب حرر حكومات الدول في الانفاق عبر اصدار العملات والسندات الحكومية. واليك هذا الدليل: وصل الدين العالمي الى 188 ترليون دولار اي ما يعادل 230بالمئة من الناتج الاجمالي العالمي. لا تسالني الدين مع من لانه لا احد يستطيع الاجابة على ذلك. ومزاحا يشير الاقتصادي الامريكي العالمي سامولسن الى انه دين مع القمر. من ناحية اخرى ادى طلاق العملة مع الذهب الى اطلاق سراح العولات لان تتحرك بحرية تامه عبر العالم وتستقر ينما تشاء عندما تجد ان الفرصه مواتية للربح، وكان الذهب كان زوجة العملة التي كانت تحاسبه ان تاخر في العوده. هذه الضاهرة الجديدة ادت الى ان رؤوس اموال الشركات العالمية تمتلك من قبل اناس او مواطني دول اخرى، اي نحن امام ضاهرة الراس مال الاممي. اما من يهيمن حاليا على نظام العملات العالمي فهو الدولار الامريكي، وذلك بسبب قوة الاقتصاد الامريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولحد الان، وظهور الصين كقوة اقتصادية عالمية ثانية بعد امريكا، لكنها اي الصين ترفض ولا تقبل التعامل بتجارتها الخارجية الا بالدولار. فـ اكثر من 60% من فواتير العالم تصدر بالدولار. الصين امريكا او امريكا الصين تشكل امريكا مع الصين حوالي نصف الناتج الاجمالي العالمي. مواقع انتاج الشركات العملاقة الامريكية في الصين لكن ادارتها في امريكا ومنها العمالقة ابل تسلر امازون ، كما وان مبيعات شركة السيارات الامريكية جنرال موترز في الصين اعلى من مبيعاتها في الولايات المتحده. والاكثر من هذا فان شركة بوينك للطائرات نقل معاملها الى الصين, و قس على ذلك. وهنا قد يتبادل الى الذهن لماذا يصر ترامب على الضغط على الصين من اجل اتفاقية التجارة . وهنا ارجو الانتباه الى العبارة وهي " التجاره" وليس الاقتصاد. وكي نعطي صورة ادق يتوجب توضيح كيف بنتج الصين موقعها العالمي هذا بجداره ؟ الصين دولة شديدة المركزيه يقودها حزب، اعاد بناء الدولة و مؤسساتها بشكل جيد وحديث يستند في قيادة الدولة على الكفاءة وليس الزبائنية. 1-توفر الايدي العاملة بشكل كبير وبلاخص سن الشباب منهم 2- تشجيع العائلات ان تكون وحدات انتاجيه وليس بالضروره ان تذهب الى مصنع اما الاهم على صعيد موقع الصين الاقتصادي عالميا فهو:3 -رخص الايادي العاملة 4-انخفاض اسعار صرف اليوان بشكل كبيرتجاه الدولار ، هذا العامل الحاسم جعل من السلع المنتجه في الصين ومن قبل شركات امريكية اقل سعرا بكثير من سعر نفس تلك السلع النتجة في امريكا مثلا، مما ادى الى هجرة المصانع الامريكيه خصيصا الى الصين وتسريح العمال الامريكان العاملين في المصانع في امريكا, وهذا ما كانت يصر علية رؤساء امريكا في مباحثاتهم مع الصين في الاشاره الى ان اسعار صرف اليوان تجاه الدولار "غير حقيقي" كما صرح اوباما سابقا. 5-فتحت الحكومة الصينية ابوابها للاستثمارات الاجنبيه ولانتقال التكنولوجيا اليها، وقدمت تسهيلات كبيره لتلك الاموال هذه العوامل الخمسة اعلاه، بتصوري، مكنت الصين من ان تتدافع بالايدي والارجل لتحتل الموقع الثاني عالميا في الاقتصاد. فايرس كورونا الذي كشف العورات موركن، احد اكبر الشركات المالية العالمية، اعلنت قبل فترة قريبة ان جميع الشركات الامريكية لن تحقق اي ربح خلال 2020. ما هذه الكارثة ولماذا ؟ تشفى فايرس كورونا اولا في مقاطعة ووهان التي يبلغ قيمة انتاجها حجم انتاج دولة السويد. ثم انتقل الى مناطق اخرى . ومن الغريب ان الاثار السلبية لهذا الفايرس تفوق بكثير حجم مخاطره . " وكاعتقاد اولي ان الانترنت والاعلام غير المسؤول لعب دورا سلبيا جدا في تضخيم الحاله". لنعد الى الاقتصاد ونترك الاستنتاج العلمي الطبي لمنظمة الصحة الدوليه للاسطر الاخيرة من المقالة هذه". الاثار الاقتصادية: 1-تزايد قيوم السفر 2-تباطئ استهلاك السلع الاساسية 3-تقليص الطلب على النفط 4-تراجع مبيعات السيارات 5-انكماش الانفاق على السياحة 6-الانفاق المتنامي على مكافحة هذا الفايرس 7-شل الحياة الاقتصاديه عبر تقطيع العالم والدول والمدن الى محميات صحيه، مما يضعف التبادل السلعي. نتائج التعامل المبالغ به مع هذا الفايرس سيؤدي الى نتائج كارثيه على جميع دول العالم دون استثناء، وهنا اقصد تحديدا ليس الرابح من انخفاض اسعار النفط هي الدول المستوردة له والخاسر هو الدول المنتجه له بل ان جميع الدول خاسره . كما اشرت من 1الى6 أعلاه. وفي ختام هذه المقاله دعوني انقل لكم ما قاله رئيس منظمة الصحة الدولية ان الهلع والمبالغة في الخوف لاغراض انية لكنها غير مفيده. وتفيد منظمة الصحة الدولية ان الاضرار الناتجة عن كورونا من التهويل و التخويف هي اكبر من الاضرار الناتجة عم المرض. اختم هنا : المرض سينتهي حتما، انا مؤمن قطعا بذلك، لكن فكروا بمستقبل الانسان وحياته ومعيشته و ارزاقه.
#اثير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وهم النفط
-
شعب العراق لملوم !!!!!
-
كن واقعيا و اطلب المستحيل
-
كن واقعيا و اطلب المستحيل
-
المؤمن بدل المواطن !
-
تحرير الموصل نصف انتصار !
-
الخوف من المستقبل هو خوف من الحريه -3-
-
الخوف من لمستقبل هو الخوف من الحريه - 2-
-
الخوف من المستقبل: هو الخوف من الحريه - 1-
-
الموظفين السياسيين
-
نقبل بعضنا شريكات لحماية بعضنا !!!!!
-
النفط لن يعود قادر على الاطعام !
-
العلمانيه مركب النجاة
-
يوميات رب عائله
-
الشعبويه، التعبير السياسي لبرامج - تلفزيون الواقع -
-
الشعبويه، التعبير السياسي عن برنامج الواقع التلفزيوني
-
لّو !
-
أ كان نظام البعث علمانيا ام سنيا ؟
-
اكان الربيع العربي احباطا !
-
من المسيطرعلى السوق العالميه للنفط الان ؟ العرض ام الطلب ؟
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة
...
/ محمد أوبالاك
-
جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية
/ اريك توسان
-
الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس
...
/ الفنجري أحمد محمد محمد
-
التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19-
/ محمد أوبالاك
المزيد.....
|